حصلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية على تقييم داخلي أجرته وزارة الخارجية الأمريكية، يرسم صورة قاتمة للجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحلفائها الأجانب لمكافحة الآلة الإعلامية لتنظيم (داعش) الإرهابي، حيث يصور ائتلافا منقسما لا يمكنه توصيل رسائله مباشرة. ذكرت الصحيفة - في سياق تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت - أن هذا التقييم يأتي بعد شهور من إشارة وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنها كانت تخطط لتنشيط حملتها عبر وسائل الإعلام الاجتماعية ضد هذه الجماعة المتشددة، ومع ذلك يخلص التقييم إلى أن روايات داعش العنيفة - التي تصدر من خلال آلاف الرسائل يوميا - تتفوق على نحو فعال على الجهود التي تبذلها بعض أغنى الدول وأكثرها تقدما من الناحية التكنولوجية على مستوى العالم. أضافت (نيويورك تايمز) "إن التقييم يلقي الضوء أيضا على المناقشات الداخلية بين المسؤولين الأمريكيين، وبعض من أقرب حلفاء الولاياتالمتحدة في الحملة العسكرية ضد المسلحين ، وأشارت إلى أن التقييم يأتي وسط انتقادات على نطاق واسع لتعثر الحملة العسكرية ضد داعش، لافتة إلى استيلاء مسلحي التنظيم الإرهابي مؤخرا على مدينة الرمادي في غرب العراق واحتلال الفلوجة والموصل منذ أكثر من عام. ذكرت أن مسئولين بوزارة الخارجية الأمريكية قالوا مرارا " إن المكافحة الإعلامية لداعش يعد أحد الركائز التي تقوم عليها الاستراتيجية لدحر هذه الجماعة المتشددة، بيد أن مسؤولي إدارة أوباما أقروا في الماضي بأن داعش أكثر براعة بكثير في نشر رسالتها عما تعترف به الولاياتالمتحدة". نوهت (نيويورك تايمز) بأن ريتشارد ستنجل وكيل وزارة الخارجية للدبلوماسية العامة والشؤون العامة ومدير تحرير سابق لمجلة (تايم) الأمريكية، هو من كتب هذه الوثيقة الداخلية لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري عقب انعقاد مؤتمر لمسؤولين غربيين وعرب في باريس شهر يونيو الجاري حول مواجهة تنظيم داعش الإرهابي. أشار ستنجل، وفقا لما أوردته الصحيفة، إلى فشل رسالة وجهها المؤتمر بأن ائتلافا متباينا من الدول عاقد العزم على تدمير داعش، مع تسليط تقارير وسائل الإعلام الضوء على مدى ضآلة ما تمخض عنه الاجتماع. حصلت الصحيفة الأمريكية على مذكرة التقييم، التي تم وصفها بأنها "حساسة ولكن غير سرية"، من مسئول في إدارة أوباما. رفض المتحدثون باسم السفارتين البريطانية والإماراتية في واشنطن، التعليق على هذه المذكرة. نقلت الصحيفة عن جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، قوله" إن المذكرة هي تقييم ليس للجهد الإعلامي الأكبر لمكافحة (داعش) بل لكيفية تواصل مجموعة صغيرة من أعضاء التحالف داخليا وخارجيا، مضيفا " إن كيري سيأخذ في الاعتبار أفكار وتوصيات ستنجل".