لأول مرة منذ سنوات تواجه إدارة الاتفاقية الإطارية لتغير المناخ أزمة في تحديد الدول التالية لاستضافة المؤتمر، فمع انتهاء الأسبوع الأول من قمة الأممالمتحدة للمناخ COP28 الذي يعقد حاليا في إكسبو دبي بدولة الإمارات، لم يتم اختيار الدولة التي ستضيف cop29، العام المقبل.
وشهدت الأيام الافتتاحية للمؤتمر إشارة ضئيلة إلى مؤتمر الأممالمتحدة المعني بتغير المناخ (COP29)، على عكس السنوات السابقة، عندما يقوم المتحدثون عادة بالإشارة إلى الرئاسة القادمة لمؤتمر الأطراف لإظهار أن استراتيجية مكافحة المناخ في العالم تم رسمها لسنوات قادمة، في هذه المرحلة، عادة ما يقوم المضيف التالي بالتخطيط للقمة ووضع الأساس الدبلوماسي لرئاسته.
وبموجب قواعد الأممالمتحدة، فقد حان الدور لأوروبا الشرقية لاستضافة مؤتمر الأطراف، ويجب أن يكون القرار بالإجماع من قبل جميع البلدان في المنطقة. لكن حرب أوكرانيا جعلت هذا الأمر مستحيلا. وقد عارضت روسيا، التي يفرض عليها الاتحاد الأوروبي عقوبات بسبب غزوها أوكرانيا، عقد مؤتمر الأممالمتحدة المعني بتغير المناخ (COP29) في إحدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وتمنع عرض بلغاريا، أما أرمينيا وأذربيجان، فقد تم استبعادهما.
وقالت كارمن روبرتا تابوادا، مندوبة من البرازيل التي اشتركت بالفعل لاستضافة مؤتمر الأممالمتحدة المعني بتغير المناخ (COP30) "من الضروري حقًا أن نعرف إلى أين نتجه بعد ذلك"، وأضافت"ليس لدينا مكان لمؤتمر الأطراف العام المقبل.. فكيف سنتفق على قضية مهمة مثل تغير المناخ؟"
استضف مع الأكثر إن الجهة المضيفة لمؤتمر الأطراف السنوي، والتي تعني مؤتمر الأطراف، تقوم بأكثر من مجرد توفير مكان واستيعاب عشرات الآلاف من المشاركين من جميع أنحاء العالم. وتستغرق الرئاسة، التي تبدأ عملها بشكل غير رسمي في ختام مؤتمر الأطراف السابق، 12 شهرًا من الضغط على الحكومات العالمية لوضع الأساس للصفقات، عندما تنطلق قمة مؤتمر الأطراف، يكون للرئاسة تأثير كبير على جدول أعمالها ونتائجها.
وحث سلطان الجابر، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الحالي لمؤتمر الأطراف، الأسبوع الماضي، أوروبا الشرقية على "تسريع وإنهاء" المناقشات حول من سيستضيف مؤتمر الأطراف 29، وتعيين مفاوض للمساعدة في إيجاد حل بحلول 12 ديسمبر، عندما يحين نهاية موعد انعقاد هذه القمة، وحتى الآن لم يتم الإعلان عن أي حل.
COP30 ،COP33 وفي المقابل، تم الإعلان عن رئاسة الإمارات لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ منذ أكثر من عامين. وقالت البرازيل العام الماضي إنها ستستضيف مؤتمر الأممالمتحدة المعني بتغير المناخ (COP30) عندما تنتقل الرئاسة إلى أمريكا اللاتينية في عام 2025، وتطوعت الهند الأسبوع الماضي لاستضافة مؤتمر الأممالمتحدة المعني بتغير المناخ (COP33) في عام 2028. ويحتاج المضيفون إلى الوقت لإعداد الأساس الدبلوماسي واللوجستي لهذا الحدث الضخم، الذي اجتذب هذا العام رقماً قياسياً بلغ 97 ألف مندوب مسجل. عادةً ما يقوم رؤساء مؤتمر الأطراف بجولة حول العالم قبل انعقاد القمة. ووصفت كريستيانا فيجيريس، رئيسة المناخ السابقة للأمم المتحدة، القرار بشأن مضيف COP29 بأنه "لحظة حاسمة أخرى في بناء الطموح العالمي".