فثقافة المواطنة والانتماء لدى الشعب المصرى تحتاج إلى إعادة بناء بطريقة علمية ومنهجية سليمة وبشكل متوازن يتقدمه الاحساس بالواجب والهم الوطنى قبل الاحساس بالحقوق الفردية والاحساس بالهم الفردى بشكل انانى قاتل.. فالمواطنة هى روح الانتماء والعشق لتراب البلد والتضحية من أجله وجدية العمل واتقانه دون رقيب والاحساس بالمسئولية والتفانى من أجل الوطن.. وأن يكون الشعب المصرى كله بكل طوائفه وأشكاله ومكوناته وأفراده حراسًا على هذا الوطن وما دور القائد أو الزعيم إلا وكيلا عن هذا الشعب لحراسة الوطن وتنظيم الجهود الجماعية التى تخدمه وتعمل على ازدهاره وتقدمه.. فالمواطن المصرى لا يتكلم عن مصطلح المواطنة إلا حين يتكلم عن حقوقه ومطالبه وحصته المنقوصة من الخبز والمطالبة بعدم رفع الاسعار وزيادة الاجور والبحث عن الأمن والأمان، ومع احترامى وتقديرى لهذه المطالب إلا أنه على المواطن المصرى أن يعطى ليأخذ فللوطن حق عليه وواجب لابد من الولاء له والالتزام به.. فلا يمكن للمواطن أن يطالب بحقه فى المواطنة إلا إذا استوعب ثقافة هذا المصطلح وتحل أزماته التى تتفاقم يومًا بعد يوم إلا إذا عمل بجدية على إعادة بناء نفسه فكريا وتربويا وثقافيا وأحب وطنه بصدق.. فالمواطن المصرى هو الذى اختار حكم الإخوان المسلمين بالأغلبية وعليه أن يتحمل نتيجة اختياره بصرف النظر ان كان اختياره هو الاختيار الصحيح أم غير الصحيح ويبحث عن حل أزماته بنضوج ووعى، فمشاكلنا الاقتصادية الآن ما هى إلا نتاج منهجية سياسية وإدارية فاشلة وعاجزة تمامًا عن تنظيم موارد الدولة وعاجزة عن محاربة الفقر وارساء قواعد العدالة الاجتماعية، ولن ولم يحدث إصلاح اقتصادى فى مجتمعنا إلا إذا توافرت إدارة صالحة كفء وقوية وقادرة على استنهاض كل طاقات الشعب وتوظيف القدرات والبحث عن الكفاءات وتوفير أدوات الرقابة والمحاسبة وعندما تفشل الحكومات والإدارات فى حل مشاكل المجتمع الاقتصادية بل تتسبب فى تفاقم الازمات بشكل يدعو الى الخوف والرعب ويأس المواطن المصرى بهذا الشكل المؤسف يجب أن تستقيل قبل أن تقال.. فعلى الذين يريدون أن يكونوا زعماء سياسيين أن يبنوا الزعامة فى شخصيتهم أولا وأن يكون ولاؤهم الاكبر للوطن لا للمرشد.. لقد حان الوقت لنتحدث عن واجب الشعب تجاه الوطن لا عن حق الانسان من الوطن فلا قيمة للثورة الخارجية مقارنة مع الثورة الداخلية للإنسان.. فالاولى تعيد تشكيل الوطن والثانية تجعلنا نحافظ عليه وندرك قيمته.. أيها المصرى الاصيل كن فاتحًا للابواب لمن سيأتون بعدك وكن رقيبا عليه من غدر المستبدين. «مقولة»: خصلتان من العبد إذا صلحتا صلح ما سواهما: الركون إلى الظلمة.. والطغيان فى النعمة. الحسن البصرى فقيه مسلم نشر بالعدد 620 تاريخ 29/10/2012