بينما قواتها المسلحة تراوح مكانها معلنة فشلها مكتفية بتشييع مواكب جثامين جنودها إلى مثواهم الأخير،دون ان تتم محاسبة الجنرالات الذين يقبعون بمكاتبهم المكيفة بمعزل عن منطقة الحدود المصرية التى تركت ملعبا مفتوحا لأنشطة ومخططات التنظيمات الجهادية وأجهزة الاستخبارات الإيرانية والإسرائيلية. ولم يكن حادث انقلاب حافلة تقل 48 جنديا على الحدود المصرية بمنطقة وسط سيناء ومقتل 21 جنديا وإصابة 26 جنديا آخرين كانوا على متنها، هو الأول من نوعه، بل جاء كحلقة جديدة فى سلسلة الفجائع والخسائر التى منيت بها عشرات الأسر المصرية التى تصلها مواكب جثامين أبنائها من سيناء، دون ان تعلن الحكومة الرشيدة و قواتها المسلحة أنها توصلت إلى الجناة عقب كل حادث يروح جنود مصر ضحية له، حيث ما زالت نتائج التحقيقات فى حادث الهجوم الإرهابى على نقطة عسكرية برفح والذى أسفر عن مقتل 16 ضابطا وجنديا وإصابة 7 آخرين لم تعلن بعد ،على الشعب المصرى الذى يتعطش إلى معرفة من وراء مقتل العشرات من جنوده وأبنائه، لتظل علامات الاستفهام هى الرد الدائم على أسئلة مازالت تبحث عن إجابة شافية ومقنعة. وكما يقول «سلمان سواركة» احد أبناء مدينة الشيخ زويد «إن الجيش يدارى على فشله فى سيناء وفشل عملية «نسر» التى تكلفت الملايين من الجنيهات وكلفت القوات المسلحة العشرات من ارواح جنودها وضباطها، ولم يتم الإعلان حتى اليوم عن النتائج والانجازات الحقيقية التى حققتها العمليات العسكرية فى سيناء، المتوقفة منذ يومين قبل عيد الفطر المبارك، والتى يقول عنها المتحدث الإعلامى باسم الجيش بأنها مستمرة، وكأنها تجرى فى دولة أخرى أو منطقة بعيدة خارج حدود سيناء، ويشير «سواركة» إلى أن الرئاسة المصرية لجأت إلى خيار التحالفات والاتفاقيات مع قادة تنظيمات دينية وجهادية لإيقاف الحملة العسكرية مقابل وقف العنف ضد قوات الجيش، وهو الاتفاق الذى أسفر عن انسحاب قوات الجيش وعدم ملاحقة أى عناصر جهادية بسيناء وهو ما يؤكد فشل الحملة العسكرية فى تحقيق أي من أهدافها المرجوة بسيناء، بل انها منيت بخسارة بشرية كبيرة بجانب خسارتها فى العتاد والسلاح والمدرعات أيضا. ولعل ما كشفه مصدر عسكرى، عن أن القوات المسلحة تدرس إسناد مهمة التحدث عن الأوضاع الأمنية فى سيناء وإصدار البيانات إلى وزارة الداخلية، هو مؤشر واضح على خروج للقوات المسلحة من ورطتها خاصة مع إعلان المصدر العسكرى عن أن المطاردات الأمنية للعناصر المتورطة فى قضايا إجرامية على أرض سيناء وغيرها من الأراضى المصرية، هى من صميم مهام الشرطة المصرية، وأن قوات الجيش تسعى للمساعدة فى هذه العمليات فقط. وحسب الإحصائيات التى حصلت عليها «صوت الأمة» فقد بلغت خسائر الشرطة المصرية والقوات المسلحة البشرية فى سيناء خلال الفترة القريبة الماضية أكثر من 130جنديا وضابطا حيث شهدت مناطق مختلفة بسيناء مقتل 17 مجنداً فى رفح، و3 فى كمين الماسورة، و2 فى الشيخ زويد، و5 فى العريش، وإصابة 5 آخرين ومقتل 21 فى الكونتلا فى انقلاب شاحنة الأمن المركزى، وإصابة 26 فيها، وإصابة 25 آخرين، فى حوادث هجوم على قوات الجيش والشرطة بالأسلحة الرشاشة أو الأسلحة البيضاء، ومقتل وإصابة 12 فى العملية «نسر»، ومقتل وإصابة 15 فى انقلاب مدرعتين وسيارة شرطة فى بئر العبد والعريش ووسط سيناء، وذلك خلال فترة لم تتعد 90 يوماً، بما يضع علامات استفهام حول أسلوب الأمن فى سيناء، فى ظل تعرض منازل بعض أمناء الشرطة لهجوم واستهداف الأفراد فى الشوارع فى العريش كان آخرها طعن امين شرطة يدعى «علاء محمد الحسينى» بسلاح ابيض بعد فشل مسلحين فى اختطافه دون التوصل للجناة. وفى الوقت الذى تعانى منه مدينة رفح المصرية من غياب الأمن تماما عن ربوعها وتوقف العمل بقسم الشرطة بها فإن هناك 15 مدرعة متنوعة تحمى قسم شرطة الشيخ زويد،والضباط المتواجدين داخل مكاتبهم دون خروجهم إلى الشوارع لضبط الأمن ومطاردة الخارجين على القانون، فيما انسحبت العديد من المدرعات من الكمائن المنتشرة طول الطريق الدولى العريش رفح وخاصة الكمين المتواجد بمدخل مدينة الشيخ زويد الغربى تم نشر المحتوى بعدد 618 بتاريخ 15/10/2012