ابراهيم سعدة مهندس تسقيع الأراضى لحساب ابناء مبارك ومبدد المليارات، هو أحد رؤساء المؤسسات الصحفية القومية الثلاث الكبري، الذين استغلوا مناصبهم لتحقيق ثروات طائلة، مقابل ان تتحول تلك المؤسسات لابواق دعائية للنظام البائد، وقيامها بتضليل الرأى العام، والتستر على فساد مبارك وحاشيته ونظامه، وهو واحد من الذين حصنهم النظام وحماهم من المساءلة القانونية، ولم يكن ذلك غريبا، ان تتحول المؤسسات الصحفية الكبرى الى نهيبة تحت انظار وأعين الاجهزة الرقابية والسياسية، فطباخ السم بيدوقه بحسب المثل المعروف! الزميل «أمير الزهار» مدير التحرير بدار «أخبار اليوم»، حاول على مدار سنوات ملاحقة فساد ابراهيم سعدة، واصدر كتابا موثقا بهذا الفساد، فتمت ملاحقته وتجميده واضطهاده! يقول الزهار: ان «ابراهيم سعدة» هرب من مصر منذ تسعة شهور فور نشر تحقيقات «صوت الأمة» التى فضحت فساده وقال انه كان ولم يزل احد اركان الدولة العميقة التى تضرب اركان الدولة كلها! ويروى امير الزهار قصة «مؤسسة اخبار اليوم للاستثمار» التى أسسها سعدة قبل 20 عاما لتكون بابا خلفيا لنهب أموال المؤسسة القومية الكبري، وذلك عن طريق غسيل الاراضى لحساب علاء مبارك وصديقهما جمال عمر. ويقول امير الزهار: ان حسين صبور كان مجرد واجهة لعلاء مبارك فى صفقات تسقيع وبيع اراضى «أخبار اليوم»! وكانت البداية مع أرض منطقة الرملة - مول أركاديا الحالى - و قال الزهار عنها إن ملكيتها تعود لمؤسسة «أخبار اليوم» وتبلغ مساحتها نحو10 آلاف متر قام إبراهيم سعدة بنقل ملكيتها من المؤسسة إلى «شركة أخبار اليوم للاستثمار» والتى أسسها خصيصا لإخفاء وقائع الفساد فيها، حيث تبتعد بميزانيتها عن المؤسسة الأم وتم بيع قطعة الأرض بالمخالفة القانونية لحسين صبور الذى كان يشغل وظيفة المستشار الهندسى للمؤسسة بمعرفة المستشار القانونى للمؤسسة فريد الديب بتسهيلات لا تصدق، حيث قام سعدة ببيع المتر لصبور بمبلغ 6 آلاف جنيه فى حين أن القطعة تقع فى مكان حيوى واستراتيجى يتراوح فيه وقتها سعر المتر بين 30 و 40 ألف جنيه.. بالاضافة الى أن قانون الاستثمار يمنع الشركة من بيع الأراضى لكنه يتيح لها الفرصة فى الحصول على الأراضى بتسهيلات كبيرة مقابل استثمارها فى مشروعات تخص الدار .. وعندما تلجأ الشركة إلى البيع تكون بذلك قد ارتكبت مخالفات جسيمة لأهداف تأسيسها.. إلا أن الديب تحايل على القانون وادعى على غير الحقيقة أن المؤسسة حاولت استثمار الأرض بقيام صبور بمشاركة البنك الأهلى المصرى لإنشاء مشروع استثمارى فوق قطعة الأرض فى حين أنه تم استبعاد المؤسسة من الحصول على أى أرباح بل تم إنهاء علاقتها بالأرض ووصل سعرها فى ذلك الوقت إلى 2 مليار و300 مليون جنيه فى حين أن سعدة أتم صفقة البيع بالتقسيط بمبلغ 62 مليون جنيه.. وبذلك حصلت المؤسسة على 20 مليون جنيه فقط ثمن هذه الصفقة التى جرت لحساب علاء مبارك. أضاف الزهار: حصل سعدة فى أبريل عام 1998على قطعة أرض لإقامة مشروع سكنى للعاملين فى المؤسسة على مساحة 113 فدانا من أراضى البناء بموقع متميز بالقرب من ميدان جهينة فى السادس من أكتوبر لإقامة حوالى 600 عمارة كمساكن للعاملين بالمؤسسة ومشروع خدمى ترفيهى متكامل مقابل حصول الهيئة على نسبة 16% من إجمالى الوحدات السكنية فى حين أنها تحصل من مشروعات طلعت مصطفى على نسبة 7% فقط ..كما أن المؤسسة تعهدت أن يتم الانتهاء من تنفيذ المشروع فى مدة أقصاها 5 سنوات إلا أنه مر على المشروع 9 سنوات دون أن يرى النور.. ولجأنا وقتها إلى محكمة القضاء الادارى دائرة العقود للمطالبة بإبطال عقد التخصيص الثانى من الهيئة لأخبار اليوم لعدم التزام المؤسسة بقانون المزادات والمناقصات ولتصرف «أخبار اليوم» فيه قبل سداد الثمن ودون أن يعود بالفائدة على العاملين بالمؤسسة.. واختصم فيها أحمد نظيف رئيس الوزراء وقتها وأحمد المغربى ورئيس هيئة المجتمعات العمرانية ورئيس مجلس ادارة «أخبار اليوم».. بعدما تم تخصيص نفس المساحة من جديد دون مزاد بسعر المتر 270 جنيها تسدد على عشر سنوات بعد فترة سماح 3 سنوات لكن «أخبار اليوم» أعادت بيعها لشركة بالم هيلز المملوكة لوزير الاسكان وآخرين دون اعلان أيضا وبسعر بخس بلغ 550 جنيها للمتر، فى الوقت الذى يبلغ فيه سعر السوق أكثر من أربعة آلاف جنيه للمتر، وقام فريد الديب بصياغة تقرير يفضل فيه عرض شركة «راكين إيجيبت» والتى عرضت مبلغ 515 جنيها فى المتر الواحد أى أنه يقل عن سعر بالم هيلز بنحو 16 مليون جنيه.. وتم إنهاء الصفقة لصالح «راكين إيجيبت» التى استحوذت عليها بعد شهرين بالم هيلز التى يمتلكها المغربى وابن خالته ياسين منصور.. وتم تحرير العقود بالمخالفة قبل التخصيص الثانى للمؤسسة.. وفيما بعد تبين أن السعر الذى باعت به المؤسسة لا يساوى 10% من السعر المعمول به فى السوق.. بالاضافة الى ان هناك فوارق كبيرة فى الأموال، حاول المشاركون فى الصفقة إخفاءها حيث أوردوا حصولهم على مكافآت جاءت بأن «فضلى» حصل على 150 ألف جنيه.. ونائبيه فى شركة «أخبار اليوم للاستثمار» إبراهيم سعدة وجلال دويدار على 140 ألف جنيه لكل منهما.. وفريد الديب المستشار القانونى للمؤسسة ناله 150 ألف جنيه تم نشر المحتوى بعدد 618 بتاريخ 15/10/2012