واحسست بغصة ألم وحسرة على ما يحدث من جرائم بشعة فى المضمون تحت ستار الدين والدين من هؤلاء برىء كل البراءة.. هؤلاء المتاجرون بالدين كانوا قد فعلوا هذا من قبل اثناء مأساة البوسنة، حيث هرعوا لاقتناص البوسنيات الارامل منهن والعذارى تحت شعار الستر عليهن من الفتنة ولم يحدث هذا فى الاردن فقط وانما ايضا فى العراق بحكم الجيرة ولقد تحدثت الصحف الاردنية عن بعض رجال دين طلقوا نساءهم من اجل الزواج من لاجئات سوريات، كما تحدثت مواقع عراقية عن اجبار بعض اللاجئات السوريات على زواج المتعة، انها عملية استغلال بشعة وقذرة فى حق شقيقات عربيات لنا حرائر هربن من الحرب للنجاة بأرواحهن ليجدون انفسهن فريسة لرجال غاب عنهم الضمير وخلعوا ثوب الانسانية وكأنهم حيوانات لاتفكر الا فى اشباع غرائزهم الجنسية.. هذا الجوع الجنسى الذى يلازم الرجل الشرقى جعل وسائل الاعلام والصحف الاجنبية تتطاول وتنتهك حرمة الدين بالتشهير بالاسلام والمسلمين حتى ان محطة اذاعية هولندية ادعت ان اعدادا كبيرة من السعوديين تقدموا بطلبات الى سفارتهم فى عمان للموافقة على الزواج من سوريات لاجئات فى الاردن فمهر السورية وصل الى 100 دينار اردنى. وهذا مبلغ زهيد جدا لايكفى أكلة فى مطعم من مطاعم الاردن.. انها قمة المأساة لقد اصابنى الغبن والحسرة الشديدة واحسست بالكره الشديد لكل الرجال بما فيهم ابى واخى وزوجى وولدى فنحن فى القرن الواحد والعشرين ومازال الرجل ينظر للمرأة على انها وعاء جنسى وانها ما خلقت الا لامتاعه فقط.. فمعذرة ايتها الاخت السورية الحرة فأنت من خير نساء العرب فلقد خرجتى من بلدك هربا من ويلات الحرب المميتة لتبحثى عن الامن والامان لك ولاطفالك لا لتكونى فريسة للوحوش الآدمية ومعدومى الضمير والانسانية، اين الشهامة والنخوة يا امة الاسلام والى متى ستظل عقولكم لاتفكر الا فى اعضائكم الجنسية والنظرة الدونية للمرأة التى هى امك واختك وابنتك؟! لقد ضاقت بنا الدنيا يا اخى العربى المسلم من نظراتك القاسية الخارقة الجارحة لنا. حرر نفسك يا اخى الكريم من عقدة الجنس التى تسيطر عليك فى كل اقوالك وافعالك فالمرأة كيان فى قالب انثوى لها روح شفافة وعقل متزن وقلب من ذهب.. هى التى انجبتك وحملتك 9 اشهر فى بطنها دون كلل أو ملل وارضعتك من ثدييها رحيق الحياة لتكون كما انت الآن فلا تجعلها سلعة تباع وتشترى بأبخس الاثمان لتمتعك لا لتتعايش معك وتقتسم همومك واحزانك.. اكرمنى ايها الرجل لاكرمك وارفع من شأنى لأجعلك فخور بى واحترمنى لاضعك على رأس تاج عزة وشرف لاتهيننى ايها الرجل فلقد اكرمنى الله ولن تقبل صلاتك له الا بإكرامى وحسن معاشرتى. «مقولة»: إن عقل المرأة إذا ذبل ومات فقد ذبل عقل الأمة كلها وماتت.. توفيق الحكيم نشر بالعدد 617 بتاريخ 8/10/2012