»! هذا اختزال مخل، وتسطيح ممل وبذىء لنضال الشعب المصرى من أجل الحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية! فلم يكن كفار قريش جماعة من اللصوص والقتلة استولوا على السلطة ونهبوا ثروات مكة، ودبجوا القوانين التى تحمى فسادهم الفاجر، وتحصنهم من العقاب والقصاص، حتى إن القاضى الذى حكم على احد هؤلاء اللصوص. تأسى وتأسف فى منطوق الحكم لأن القانون الذى يحاكم بموجبه لا يعاقبه بأكثر من سبع سنوات سجنا بينما جرائمه فى حق الشعب تستوجب الاعدام! ورسولنا الكريم الرحيم الذى قال «اذهبوا فأنتم الطلقاء» هو القائل: «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»! وهو ذاته القائل «إن أعظم الجهاد هو كلمة حق عند سلطان جائر»! وهى الكلمة التى لم نسمعها من بعض الزملاء الاعلاميين الصحفيين الذين قالوا كلام الباطل فى وجه السلطان الجائر، والآن يلبسون اجنحة الملائكة ويتحدثون عن التسامح السياسى أسوة بالرسول الكريم بمعزل عن «القصاص» من قتلة الثوار وسارقى قوت الشعب! ولماذا لايرأفون بحال العصابة القابعة بسجن طرة، وقد انعزلوا عن الشعب، وصاروا من اصحاب القصور والملايين والمنتجعات، إما بالتواطؤ مع حاشية النظام، والحصول على تسهيلات، مقابل خدمات دعائية، وتدليس على فسادهم وتسويق لمنتجاتهم السياسية المغشوشة، بل وتسويق زعيم التشكيل العصابى للشعب أبو «طلعة جوية»!. حتى انتصار اكتوبر العظيم الذى شارك فيه مئات الألوف من الجنود والضباط البواسل.. سرقوه وقايضوا به، وجعلوه سيولة نقدية لحسابهم فى بنوك سويسرا! لقد لوثوا شرف العسكرية المصرية حتى سرقوا ثروات مصر مقابل مشاركتهم فى الحرب، ترى أين مكانة قائد فاسد مثل حسنى مبارك مقارنة بالفريق سعد الدين الشاذلى والفريق الجمسى والفريق عبدالمنعم رياض ومثل مئات القادة الشرفاء الذين اطاح بهم هذا القائد العسكرى الذى فسد حتى النخاع واساء لسمعة العسكرية المصرية! إن مشاركته فى حرب اكتوبر لاتمنحه ترخيصا لسرقة الشعب وتجريف مقدرات مصر وقمع شعبها! اى تكريم هذا الذى يتحدث البعض عنه لهذا المخلوع بمعزل عن الدمار الذى ألحقه بالبلاد، من مبيدات مسرطنة الى مياه ملوثة الى سرقة قلاع مصر الصناعية وبيعها لحسابه وحاشيته بتراب الفلوس! كيف يدعو البعض لتكريمه بمناسبة انتصار اكتوبر بمعزل، عن بيع الغاز للعدو الصهيونى بتراب الفلوس مقابل عمولات وشريكه حسين سالم! ما هذا الاختزال البذئ؟ صحيح لم تخض مصر حروبا فى عهده الا لحساب الامريكان فى الخليج ولكن الدمار الذى حل بالبلاد على مدى 30 عاما أسوأ من الدمار الذى يخلفه انفجار قنبلة نووية! لقد تعرض الشعب المصرى لحرب ابادة جماعية صامتة من خلال الاسمدة المسرطنة، والمنتجات الزراعية المعالجة والمنقحة بالسرطانات ابادوا الشعب واصابوه بالكبد الوبائى والسرطانات وانفلونزا الطيور، وفى نهاية المطاف وبدلا من القصاص العادل لحرامى مصر الاعظم، يريدون تكريم «على بابا» فى ذكرى نصر اكتوبر كسائر أبطال الجيش العظماء الذين عاشوا وماتوا شرفاء وكرماء، ما هذا النوع من الشيزوفرينيا؟ ترى هل نحن بصدد عملية جلد جديدة للضمير الوطنى، أم بصدد عملية قصف مدفعى للعقل المصرى أم ياترى هى عملية ضرب على الأقفية يقوم بها بعض الزملاء غير المشكوك لا فى وطنيتهم ولا مواهبهم العبقرية فى تحويل التراب إلى ذهب. والنضال إلى بيزنس نشر بالعدد 617 بتاريخ 8/10/2012