نظم المكتب الثقافي المصري بباريس برئاسة الدكتورة أمل الصبان ، حفلا تحت رعاية السفير إيهاب بدوي سفير مصر بفرنسا ، وذلك بمناسبة تسلم السفير على ماهر بصفته مستشارا لمدير مكتبة الاسكندرية مخطوطات للكاتب الصحفي و المؤرخ الفرنسي جون لاكوتور، و ذلك على هامش مهرجان باريس/القاهرة التي انطلقت فاعليته الثلاثاء بالعاصمة الفرنسية في اطار التعاون و التبادل الثقافي بين مصر و فرنسا. وفي بداية الحفل ، رحب السفير إيهاب بدوي بالحضور، وأكد أن السفارة المصرية بفرنسا على أتم استعداد لتقديم كل الدعم لتعزيز التعاون الثقافي والعلاقات المتميزة بين البلدين ، موضحا أن الحضارة والثقافة المصرية تتمتع بمكانة متميزة في فرنسا، مذكرا بوجود مسّلة فرعونية بأعظم ميادين العاصمة الفرنسية (ساحة الكونكورد) و نحو 96 تمثالا لأبو الهول في الشوارع و الميادين الفرنسية بالاضافة الى قسم المصريات في متحف اللوفر الذي يعد من أشهر المتاحف في العالم، فضلا عن التراث المعماري المشترك بين البلدين . كما وجه السفير بدوي الشكر للكاتب الفرنسي جون لاكوتور الذي لم يحضر الحفل لظروف مرضه و أكد ان مكتبة الاسكندرية هي بالفعل أفضل مكان لحفظ الوثائق و المخطوطات النادرة التي قرر إهداءها للجانب المصري. ومن جانبه ، قال سفير فرنسا الأسبق لدى مصر بيير هانت ، إن الكاتب الفرنسي جون لاكوتور هو من من العاشقين لمصر و شعبها وأنه من الطبيعي أن يقرر اليوم تسليم هذا الارث (مخطوطاته) إلى مكتبة الاسكندرية . وأضاف أن لاكوتور عاش في مصر فترة مهمة في حياته العملية وهي وقت ثورة 1952 ثم كتب كتابه "مصر في حالة حراك" بالاضافة إلى أعمال أخرى عديدة. ومن ناحيته ، وصف الكاتب جمال الغيطاني - في كلمة له خلال الحفل - العلاقة بين مصر و فرنسا بأنها في جوهرها علاقة ثقافية ، مؤكدا أن مصر كانت مؤسس الحضارة الأولى في الإنسانية ، ثم جاءت فرنسا و ساهمت في اكتشفت هذه الحضارة بفك رموز الكتابة المصرية القديمة. وأعرب عن يقينه أنه عندما يكون هناك جسر ثقافي قوي بين مصر و فرنسا فهذا يساعد على تغيير العلاقة ليس فقط في منطقة المتوسط و لكن في العالم كله. وجدير بالذكر أن جون لاكوتور كان مراسلا لصحيفتي "فرانس سوار" و "لوموند" الفرنسيتين ستة أشهر بعد قيام ثورة عام 1952 و ظل في مصر حتى نوفمبر 1956 عدة أسابيع قبل قيام حرب السويس . وكان خلال تلك الفترة على صلة وثيقة بأعضاء مجلس قيادة الثورة و خصوصا الرئيس جمال عبد الناصر و ثروت عكاشة و ضباط اخرين. وأكد أحمد يوسف الكاتب الصحفي وعضو المجمع العلمي - في تصريح لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط - أن جون لاكوتور كان الصوت الفرنسي الذي يقوم بتوصيل ما يحدث في مصر للعالم الخارجي من خلال عمله كصحفي ، وكانت له مراسلات مع الضباط خلال تلك الفترة ومع الكتاب و مع الشخصيات الفنية و الثقافية المصرية . وكشف يوسف أن جون لاكوتور قرر تسليمه منذ بضعة سنوات هذه المراسلات والوثائق ليستخدمها كمرجع في كتابه "بالجبال و بالكلمات" الذي يتحدث عن المسيرة المهنية للكاتب الفرنسي و تجربته خلال فترة عمله في مصر. و اضاف ان جون لاكوتور قد قرر مؤخرا اهداء هذه "المخطوطات" الى مكتبة الاسكندرية. وأضاف أن بعض الوثائق هي عبارة عن رسائل خاصة مكتوبة بخط اليد موجهة لشخصيات مثل الرئيس جمال عبد الناصر و محمد نجيب.. وكانت هذه الوثائق تعد القاعدة الاساسية التي بنى عليها لاكوتور كتابه المشهور "مصر في حالة حراك". و أشار إلى أن تلك الوثائق اكتسبت قيمتها التاريخية مع الزمن و تغير الأجيال و الاشخاص. ولفت إلى أن الوثائق تحتوي على صور نادرة جدا من سنة 1953 (للكاتب السياسي و المسرحي لطفي الخولي و إنجي أفلاطون و هي فنانة مصرية تنتمي إلى رواد الحركة الفنية التشكيلية في مصر والعالم العربي، و الشيخ أحمد الباقوري الذي كان يدعو لإزالة الخلاف بين السنة و الشيعة، فضلا عن رجال السياسة و الأدب في المسرح و مجلس قيادة الثورة.)، التقطتها سيمون زوجة جون لاكوتور التي كانت برفقته اثناء فترة عمله كمراسل في مصر، حيث كانت فضلا عن كونها أديبة و كاتبة عاشقة لهواية التصوير ، خاصة الحياة اليومية في حواري و أزقة القاهرة ، فكانت تلتقط لحظات معينة فيها عبقرية الشعب المصري. و قد حضر الحفل الكاتب الفرنسي من مواليد الاسكندرية، بول بالتا و المتخصص في شؤون العالم العربي و الاسلامي، و سفير فرنسا الأسبق لدى مصر بيير هانت، و السفير هائل الفاهوم سفير فلسطين لدى فرنسا ، و السفير على ماهر مستشار مدير مكتبة الاسكندرية.