شهادة للتاريخ.. ماذا فعل مبارك في حرب الخليج؟

فجر ال 2 من اغسطس 1990 اجتاحت الجيوش العراقية بقيادة صدام حسين العراق، حدث شكل منعطفاً تاريخياً جديداً فى الشرق الأوسط وفى اللحمة العربية، حيث يروى الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وفقا لتقرير للأنباء الكويتية أنه يوم 2 اغسطس الساعة الرابعة والنصف صباحاً، وانا باقول ان شاء الله اغسطس ده يكون هادئ مرة سنة من سنوات الحكم، بس الواحد يستريح اسبوع، قالوا لي الحق، الاعتداء، والموضوع خطير، جالي شلل في التفكير.
وتابع: أنا أصلي راجل عسكري، وعارف تطور الاحداث دي كويس قوي، وأقدر اعمل لها تقدير، لأن انا اشتركت في حاجات من دي كثيرة، وعملنا تقديرات مواقف كثيرة في حاجات اصعب من دي بكثير، قمت صحيت، وقعدت مش قادر اصدق اللي بيحصل، العراق والكويت بلدان عربيان عضوان في جامعة الدول العربية، عانوا مع بعض في حرب، ده انضرب، وده انضرب، وده ساعده بفلوس، الحقيقة انا بقيت مذهول، مش قادر اصدق نفسي ابدا.
وبينما كان الصف العربي منقسما بين تأييد الاقدام العراقي و تشجيبه، اتخذ مبارك موقفا داعما للكويت انطلاقاً من الدور الإقليمي المصري والوقوف إلى جوار أشقاءه من العرب، وفى ال 8 من اغسطس دعا لعقد لقمة عربية طارئة احتضنتها القاهرة، وطالب بحل المشكلة في الإطار العربي بعيدا عن تبادل الاتهامات والتراشق.
فضلا عن الاتصالات الدولية التي كانت يجريها في هذه الفترة مع زعماء وقادة العالم، ووفقا لمذكرات وزير الخارجية المصري آنذاك عمرو موسى تم تأجيلها إلى يوم 10 اغسطس، لتأخر وصول الأمانة العامة للجامعة العربية إلى القاهرة، فضلا عن تأخر وصول عدد من الرؤساء والملوك، وتحفّظ البعض.
هيكل وحرب الخليج
وذكر الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل في كتاب "حرب الخليج: أوهام القوة والنصر"، "كانت الحالة فوضوية وتؤكد العجز العربي التامّ في تلك الفترة، إمكانيات الوصول إلى حل عربي للأزمة تتلاشى، ورغم حالة التشرذم الواضحة في التصويت على مشروع قرار بإدانة الغزو، ظلت جهود مبارك قائمة للوقوف إلى جانب الكويت، ورغم تمادى الغزو العراقي، واعلان صدام الكويت المحافظة العراقية ال 19 ، قرر مبارك ارسال قوات مصرية للدفاع عن الكويت والتصدي للعدوان انطلاقا من اتفاقية الدفاع العربي المشترك فأرسل نحو 40 الف جندي لنصرة الكويت، وقال هيكل في كتابة "راحت مصر تستعد لإرسال مقدمة إدارية تستطلع أماكن إيواء القوات عندما يجيء وقت تمركزها في السعودية".
موقف مبارك
وفى وصفها للموقف، وصفت صحيفة الأنباء الكويتية في تقرير نشر في عام 2011، موقف الرئيس الأسبق مبارك في أزمة احتلال الكويت بأنه "موقف الزعيم القائد الملتزم بقضايا العروبة والشعوب العربية إذ سعى بموقفه الرافض بشدة للاحتلال العراقي لحقن دماء الأشقاء العرب، حيث حاول بكل ما أوتى من عزم وقوة وخبرة وحنكة، لإقناع صدام حسين بسحب قواته من الكويت، لكنه أصر على الاستماع لصوت شيطانه، واستمر في غيه وحقده".