قفزة كبيرة في أسعار الذهب ليسجل أعلى مستوى في 7 اسابيع    حماس: شرعنة 19 مستوطنة بالضفة سرقة أراض وفرض وقائع استعمارية بالقوة    داخلية غزة: ارتفاع وفيات المنخفض الجوي منذ الأربعاء إلى 14 فلسطينيا    فيضانات عارمة تجلي آلاف السكان في أمريكا وكندا    هل المقترح الأوكراني الأخير يهدف إلى السلام مع روسيا وإيقاف الحرب؟ الدكتور آصف ملحم يوضح    هدف الأهلي.. إصابة يزن النعيمات في مباراة الأردن والعراق    موعد انضمام عمر مرموش لمعسكر منتخب مصر رسمياً    السيطرة على حريق محدود خلف نادي الخانكة بالقليوبية دون خسائر بشرية    مدرب برايتون: أتمنى رؤية صلاح في تشكيلة ليفربول أمامنا    مجلة تايم الأمريكية تختار مهندسى ال AI شخصية عام 2025    غياب تام وحضور لا ينطفئ.. عبلة كامل تتصدر التريند بلا حسابات على السوشيال ميديا    الليلة.. كنوز التلاوة وسر 100 أسطوانة للشيخ محمد رفعت في فيلم الوصية الوثائقي    الصحة: «فاكسيرا» تبحث مع شركة e-Finance إنشاء منظومة إلكترونية متكاملة لخدماتها    أبطال الموهبة بأسيوط يحصدون فضيتين وبرونزية في بطولة الجمهورية للملاكمة    مفتي الجمهورية يشهد افتتاح مسجدي الهادي البديع بالإسكندرية    محمد هاشم.. الناشر الذي صاغ ملامح جيل كامل ورحل بصمت    طبيب عروس المنوفية: كانت متوفية من ساعتين ورفضت منحهم تصريحا بالدفن    مدرب برايتون: أتمنى مشاركة محمد صلاح غداً.. وأزمته مع ليفربول لا تهمنا    سبورت: الأهلي لن يجعل انتقال حمزة عبدالكريم إلى برشلونة مهمة سهلة    226 طن مواد غذائية، قافلة صندوق تحيا مصر تصل بشاير الخير بالإسكندرية    وزارة الصحة ترد على شائعة استخدام المضاد الحيوى لعلاج نزلات البرد    هيئة الرعاية الصحية تكشف حصاد 6 سنوات من التغطية الصحية الشاملة: 105 ملايين خدمة و6 ملايين منتفع حتى 2025    مصرع شخص صدمته سيارة أثناء عبور الطريق الصحراوي بالنوبارية    حملات ميدانية فى قطاعات الصحة والتعليم والنظافة ببنى سويف.. اعرف التفاصيل    الغارات الإسرائيلية على لبنان لم تُسجل خسائر بشرية    عقوبات أمريكية - بريطانية ضد قيادات الدعم السريع لارتكاب جرائم في السودان.. الأمم المتحدة تتهم «الجنجويد» بتنفيذ «فظائع» ضد المدنيين بالمدن السودانية.. وشبكة أطباء السودان تعلن احتجاز 19 ألف شخص في سجون دارفور    نجوم العالم في ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2025    كأس إنتركونتيننتال.. يورتشيتش يعاين ملعب "أحمد بن علي المونديالي" قبل مواجهة فلامنجو    رئيس مياه القناة: الانتهاء من إصلاح جميع كسور الشبكات المفاجئة وإعادة التشغيل    رئيس شعبة الكيماويات: صناعة البلاستيك تواجه تحديات عالمية    ضبط طرفي مشاجرة بالإسكندرية بسبب خلاف مالي    ضبط 3 قضايا تهريب بضائع عبر المنافذ الجمركية    «جينا الفقي»: معرض مخرجات البحوث منصة حيوية لربط العلم بالصناعة    أمطار خفيفة في مناطق متفرقة بالجيزة والقاهرة على فترات متقطعة    ياسمين عبد العزيز عن فترة مرضها: شوفت الموت ورجعت    فصل سورة الكهف....لا تتركها يوم الجمعه وستنعم ب 3بركات    نانت «مصطفى محمد» ضيفًا على أنجيه في الدوري الفرنسي    لأسباب صحية.. الخطيب يعتذر عن المشاركة في المؤتمر العربي لجامعة هارفارد الأمريكية    بحضور نائب المحافظ.. افتتاح مسجد "السلام" بمدينة سوهاج الجديدة    عزاء الناشر محمد هاشم فى مسجد عمر مكرم بالتحرير.. الإثنين    أحمد كريمة: «اللي عنده برد يصلي الجمعة في البيت»    أمين شُعبة المُصدِّرين: شراكة مصرية هولندية جديدة في التصنيع الزراعي    خبير ضخ الفيدرالي الأميركي 40 مليار دولار شهريًا خطوة استباقية لضمان السيولة وتجنب اضطرابات السوق    "قصة حقيقية عشتها بالكامل".. رامي عياش يكشف كواليس أغنية "وبترحل"    مصر وقبرص تمضيان قدمًا في تعزيز التعاون الإستراتيجي بين البلدين في قطاع الطاقة    وزارة التضامن تشارك بورشة عمل حول تعزيز إدماج ذوي الإعاقة في مصر    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : أنت صوفى ?!    الحصر العددي لأصوات الناخبين في دائرة المنتزه بالإسكندرية    وزيرة التنمية المحلية تناقش مع محافظ القاهرة مقترح تطوير المرحلة الثانية من سوق العتبة    الأعلى للجامعات يجري مقابلات للمتقدمين لرئاسة جامعة بني سويف    رئيس جامعة العاصمة: تغيير الاسم لا يمس الهوية و«حلوان» تاريخ باق    طريقة عمل الأرز بالخلطة والكبد والقوانص، يُقدم في العزومات    كيف أصلي الجمعة إذا فاتتني الجماعة؟.. دار الإفتاء تجيب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 12-12-2025 في محافظة قنا    فيديو.. لحظة إعلان اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات البرلمانية الجيزة    أكثر المرشحين تقدما حسب نتيجة الحصر ببعض اللجان بدائرة أسيوط (صور)    رد مفاجئ من منى زكي على انتقادات دورها في فيلم الست    رئيس الطائفة الإنجيلية: التحول الرقمي فرصة لتجديد رسالة النشر المسيحي وتعزيز تأثيره في وعي الإنسان المعاصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأصول النباتية الطبية والعطرية في خطر..يدهسها الرعى الجائر وتطاردها التغيرات المُناخية
نشر في صوت الأمة يوم 19 - 11 - 2019

صرخة مُدوّية من علماءٍ وخبراءٍ، سمِعها القليلون في مصر، هذه الصرخة من الصحراء وللصحراء، وتهدف إلى حماية ثرواتنا، من النباتات الطبية والعطرية، ليس بالساحل الشمالى وسانت كاترين فقط، بل بكل شبرٍ من أرض المحروسة، نتيجة عددٍ من العوامل الطبيعية والبشرية، التي اجتمعت فكانت سبباً في خسارة البيئة المصرية، لعشرات بل مئات من الأصول النباتية، على مدار السنوات الماضية، وهو أمرٌ يستحق الوقوف عنده، ومحاولة تدارك هذه الأخطاء، للحفاظ على النباتات والبيئة المصرية، لصالح حاضر ومستقبل أبناء هذا الوطن.
نباتات طبية وعطرية

دراسةٌ مُقارَنةٌ بين أنواع الزعتر البرى
كانت البداية، عندما استعرضت الدكتورة إسراء الشربيني، أستاذ الوراثة المساعد، ورئيس وحدة الوراثة والسيتولوجى، بمركز بحوث الصحراء، نتائج دراسة مقارنة، بين أنواع الزعتر البرى، وهو أحد النباتات الطبية والعطرية، والمنزرع بصحراء مصر، بمنطقتى الساحل الشمالي وسانت كاترين، وأكدت على أهميه هذه الدراسة، فيما يخص التنوع البيولوجي، وما تتعرّض له الأصول الوراثية النباتية، من الاندثار والتدهور، وضرورة حفظ وتعريف وتوثيق هذه الأصول، من الناحية الوراثية، سواء ببنك الجينات أو على قاعدة البيانات الدولية.
وأضافت إسراء الشربيني، خلال مشاركتها في المؤتمر، الذى نظّمه قسم الأصول الوراثية، بمركز بحوث الصحراء، تحت عنوان "الأصول الوراثية النباتية والتنمية المستدامة تحت ظروف الصحراء المصرية" بمدينة شرم الشيخ محافظة جنوب سيناء، بحضور الدكتورة فاطمة أحمد، رئيس شعبة البيئة ودراسات المناطق الجافة، والدكتور أحمد إبراهيم، مقرر المؤتمر، والدكتور محمد هنداوي، رئيس قسم الأصول الوراثية، أن من أهم أسباب هذا التدهور، وتعرّض النباتات البرية الطبية والعطرية للانقراض، هى مجموعة من العوامل الطبيعية، مثل التغيرات المناخية والتلوث والتصحر، وعوامل بشرية مثل "الرعى الجائر" لهذه النباتات، بالإضافة إلى إقامة القرى السياحية، على مناطق نمو النباتات البرية، بالساحل الشمالي، وكذلك إقامة المحاجر، وهو ما كان له الأثر الكبير في فقدان التنوع البيولوجي، واندثار بعض الأنواع.
وأشارت الباحثة، إلي دور واستخدامات النباتات البرية، فى مواجهة التحديات بالصحراء المصرية، وضرورة تطوير قاعدة البيانات الوراثية، للنباتات المُهددة بالانقراض، وإجراء البصمة الوراثية بمختلف التقنيات، على مستوى الحمض النووي، على اعتبار أن هذه النباتات، مصدر هام وأساسي للجينات المسئولة، عن تحمل الإجهادات البيئية المختلفة، من حرارة وجفاف وملوحة إلخ.. وهو ما يساهم مستقبلاً فى إمكانية نقل هذه الجينات، إلى أصناف نباتية أخرى حساسة وغير مُتحملة لهذه الإجهادات.
زراعة وإنتاجية وتصدير النباتات الطبية والعطرية

لدينا كنوز نباتية
صرخة الدكتورة إسراء، من شرم الشيخ، ومركز بحوث الصحراء، التقطها وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، فقال:إن مجال الزراعة به إمكانيات هائلة ويتطور بسرعة، وأشار الوزير إلى وجود الآلاف من الكنوز النباتية، التي لم يتم الاستفادة سوى بالقليل منها، ومازال أمام الإنسان خطوات كبيرة في مسيرة التقدم العلمي الزراعي، وجاءت كلمات الوزير، خلال مشاركته في المؤتمر الدولي ال14، للميكروبيولوجيا التطبيقية والتنمية المستدامة، والذي نظّمته كلية الزراعة، جامعة عين شمس، وأضاف الوزير: أن العلماء هم من يصنعون الفارق، ومصر قادرة على عبور الفجوة التكنولوجية الزراعية مع الدول المتقدمة، لأن هناك دعم كبير من الدولة، للبحث العلمي الزراعي التطبيقي، كما أننا نمتلك طاقات بشرية وبحثية هائلة، في مختلف المراكز البحثية والجامعات المصرية، ولكنها تحتاج إلى مزيد من الدعم والتعاون والتكامل.
وأكد وزير الزراعة، أن الابتكارات في مجال الزراعة، غير محدودة وإمكانياتها هائلة، وهناك إصلاح تشريعي مصري، لحماية الابتكار ودعم التقدم، وتشجيع البحث العلمي الزراعي، وأضاف أن الزراعة هي أساس الصناعة والغذاء والدواء، وفرص العمل فيها، هي الأقل تكلفة من القطاعات الأخرى، وأكثرها تأثيراً، خاصة في المناطق الريفية، وأيضا تسهم في تقليل الهجرة من الريف للمدن.
وأشار وزير الزراعة أيضا، إلى أهمية التطبيقات الميكروبيولوجية، في التنمية الشاملة المستدامة، وخاصة في مجال صناعة الغذاء وتنقية الهواء وإنتاج الأسمدة البيولوجية، كما طالب الباحثين بضرورة التعاون فيما بينهم، لتوحيد الجهود بدلاً من العمل كجزر منعزلة.
زراعة وإنتاجية النباتات الطبية والعطرية

الأصول الوراثية المصرية
كان أهم ما ناقشه، المؤتمر العلمي الأول تحت عنوان "الأصول الوراثية النباتية والتنمية المستدامة تحت ظروف الصحراء المصرية"، والذي نظمه مركز بحوث الصحراء بمدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، من قضايا، يرآها العلماء والخبراء والباحثون، واجبة المناقشة والبحث، هو الحذر الشديد، من مخاطر تأثير التغيرات المناخية، علي الموارد والأصول الوراثية للصحاري المصرية، وكذلك مخاطره علي التنوع البيولوجي، في هذه المناطق، وهو ما يهدد بتعرضها للانقراض، إلى جانب أهمية دور بنوك الجينات، في صون هذه الموارد وحمايتها من هذه المخاطر، والتنسيق مع بنوك الجينات المماثلة، مثل بنك الجينات التابع لمركز البحوث الزراعية، والتعاون مع وزارة البيئة، لجمع وتوثيق النباتات البرية، في المحميات الطبيعية، من خلال مشروع مشترك، يتم تنفيذه منذ عامين، لحماية الأصول الوراثية والمحافظة عليها، خاصة وأن الموارد الوراثية النباتية، تتعرض لخطر الانخفاض، بمعدل ينذر بالخطر، بسبب العديد من العوامل، بما فى ذلك تغير المناخ والنمو السكانى وندرة الموارد الطبيعية تدريجياً، كما أنه من الأهمية بمكان، الحفاظ عليها قبل فوات الأوان، باعتبارها ثروة قومية للأجيال القادمة، كما أن المحافظة على الموارد الوراثية النباتية، يعتبر عنصراً فعاّلاً ومترابطاً مع العديد من مجالات التنمية المستدامة المختلفة، كما قال خبير الزراعة والبيئة، المهندس جمعه طوغان، والذى أضاف أن الموارد الوراثية النباتية، تقوم بدور أساسي، في ضمان التنوع البيولوجي بالبيئة الصحراوية، وتعتبر الوسيلة العالمية الرئيسية المتوفرة اليوم، لمواجهة التحدي المتمثل في الأمن الغذائي، ولضرورتها فى المحافظة على بيئة أكثر توازناً، كذلك الحفاظ على المنظومة الحيوية المتوطنة بالصحارى المصرية، من خلال العمل على حماية تنوعها الحيوى والوراثى، والاستفادة الرشيدة والواعية من منظومة الفلورا البرية، المنتشرة فى ربوع الصحارى المصرية، وأيضا أهمية توقيع بروتوكولات التعاون مع هيئات محلية ودولية، للمحافظة على الغطاء النباتى الطبيعى، ومن القضايا المهمة والخطيرة، وقف سرقة النباتات البرية في الصحارى المصرية، تحت غِطاء وستار البعثات العلمية والبحث العلمى، حيث تأتى هذه البعثات والوفود من الخارج، تحت ستار السياحة البيئية أو العلاجية ثم تعود، وقد حملت الكثير من هذه النباتات "خِلسة"، وبذلك نفقد الكثير من هذه النباتات القيّمة.
زراعة النباتات الطبية والعطرية

حماية الموارد الوراثية النباتية
وتابع "طوغان"حديثه، عن ثرواتنا النباتية في مصر، قائلاً:تتميز محافظتي جنوب سيناء وشمالها، بالغطاء النباتي والأصول الوراثية المتنوع، التي يمكن الاستفادة منها في تطوير عدد من الزراعات، وخاصة زراعات النباتات الطبية والعطرية، والتي نمتلك ميزة نسبية فيها، في هذا الوقت، الذى يواجه فيه العالم تحديات، تؤثر في الأمن الغذائي العالمي، ومنها انتشار مظاهر التصحر والآثار السلبية للتغيرات المناخية، ومشاكل التنوع البيولوجي، وهو ما دفع العالم إلي وضع 17 هدفاً للتنمية المستدامة، ومنها أهمية تعريف النباتات البرية لتوثيقها وأقلمتها، وتحويل عدد منها إلي نباتات اقتصادية، تخدم القطاع الزراعي، وخاصة النباتات المهددة بالانقراض، وتوصيفها وتوثيقها لتطوير الأصناف النباتية، مع إعداد برنامج وطني، للحفاظ علي الموارد الوراثية، بالتعاون مع المنظمات التي تعمل في هذه المجالات، وفقاً لمظلة حكومية رسمية، تستهدف أعداد كوادر، لإجراء الدراسات الخاصة بالتنوع البيولوجي، كما أن نجاح مصر، في الانضمام إلي الاتفاقية الدولية، لحماية الأصناف النباتية، المعروفة اختصاراً باتفاقية "اليوبوف" يساهم في تنظيم أعمال تبادل الأصناف، بين مختلف الدول لزيادة الإنتاج الزراعي والصادرات الزراعية، وحماية الأصناف المختلفة، التي يتم استنباطها من خلال المراكز البحثية العلمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.