حكاية كل عام.. «البيئة والزراعة» يستعدان لمواجهة السحابة السوداء بالاستفادة من 6 مليون طن قش أرز

فى مثل هذه الأيام، من كل عام، ومع بدء حصاد وضم محصول الأرز، تدخل القاهرة الكبرى وعددٌ من محافظات الدلتا، بالوجه البحرى، فى مُعاناة اسمها "السحابة السوداء"، نتيجة حرق قش الأرز، وكذلك حرق مُخلّفات المحصول بالحقول، وفى زمام القرى والنجوع والعزب، والمراكز والمحافظات، التى تقوم بزراعة المحصول، وهى الإسكندرية بمساحة حوالى 2000 فدان، والبحيرة بمساحة 106 آلاف و650 فدان، والغربية ب 40 ألفا و600 فدان، وكفر الشيخ ب 189 ألفًا و800 فدان، والدقهلية ب 182 ألفا و550 فدان، ودمياط ب 42 ألف فدان، والشرقية ب127 ألفًا و850 فدان، والإسماعيلية ألفان و750 فدان، وبورسعيد 30 ألف فدان.
حرق قش الأرز

زيادة مساحة زراعة الأرز
كان الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، قد أكد أن المزارعين بدأوا فعليا في حصاد الأرز، متوقعا انتاجا غزيرا يكفينا ذاتيا، حتي آخر عام 2020، لافتا إلى أن الحكومة سمحت بزيادة المساحة المنزرعة للأرز هذا العام إلى 1.1 مليون فدان، بزيادة 350 ألف فدان عن العام الماضي، و بنفس كميات المياه، التي استهلكت بزراعة الأرز العام الماضي، حيث زرعت 150 ألف فدان بأصناف الأرز الجاف، التي يكون استهلاكها للمياه، كاستهلاك محصول الذرة والقطن، وزرعت 200 ألف فدان بمياه الصرف الزراعي المعالج، وزرع الفلاحون مساحات أرز أخري بالمخالفة، ضعف الزراعات المخالفة العام الماضي تقريباً، ومع وجود مخزون أرز لدي وزارة التموين، يكفي لآخر عام 2019 ومخزون آخر لدي التجار والمزارعين، وزراعة أصناف من الأرز ذات انتاج وفير، بالإضافة إلى استيراد كميات كبيرة من الأرز، قبل أن تقرر وزارة التموين وقف الاستيراد في يونيه الماضي، حفاظا علي أسعار الأرز المحلي من الانهيار، لذلك نتوقع أن أسعار الأرز هذا العام ستنخفض نحو 25% عن مثيلاتها في العام الماضي، وأضاف أبوصدام، أن أسعار الأرز المصري داخل مصر الآن أقل بنحو 30% من أسعار الأرز المماثل له بالخارج، وأقل ب 800 جنيه تقريبا عن أسعاره، في العام الماضي حيث يباع طن الأرز الشعير رفيع الحبة الآن بنحو 3700، وكان العام الماضي لا يقل عن 4400، ويباع الأرز الشعير عريض الحبه ب3900 تقريبا، وكان يباع العام الماضي ب4700جنيه، وأشار عبد الرحمن أبوصدام، أنه يتوقع ألا يزيد سعر كيلو الأرز الأبيض من أفخر أنواع الأرز البلدي"الأرز الأبيض عريض الحبة" عن 8 جنيهات للكيلو، مؤكدا ان انخفاض أسعار الارز، لن يضر التجار العاديين وإنما سوف يضر المحتكرين، الذين لديهم مخزون كبير من العام الماضي، وأن هذا الانخفاض فى أسعار الأرز، هذا الموسم درس قاسي للمزارعين، الذين اختاروا مخالفة قرارات الحكومة وزرعوا أرز بالمخالفة، فتمت معاقبتهم بالغرامة وكذلك بانخفاض الأسعار، وسيكون المستفيد الأكبر هم المواطنين، حيث يتوفر الأرز بأسعار منخفضة، كما سيساهم انخفاض أسعار الأرز هذا الموسم، في دعم الاتجاه إلي تقليل زراعة المحاصيل كثيرة استهلاك المياه، والذي يأتي الأرز علي رأسها، باستهلاك الفدان لنحو 7 آلاف متر مكعب مياه طوال فترة زراعته.
من هنا تبدأ السحابة السوداء

أكثر من 6 ملايين طن قش أرز
وتشير الأرقام والإحصائيات، الخاصة بزراعة وكميات قش الأرز الناتجة عن زراعة المحصول، لهذا الموسم، أنها ستكون كميات كبيرة، بعد زيادة المساحة مرة أخرى هذا الموسم عقب خفضها فى موسم 2018، وكانت الدكتورة ألفت عبد الرحمن، خبيرة الإنتاج الزراعي، قد أشارت فى تصريحات لها، أن كمية قش الأرز، الناتجة عن حصاد المحصول سنويا، تُقدر بحوالى 6 ملايين طن، ويوجد معظمها في محافظات الدلتا، وأشارت الخبيرة الزراعية، إلى أن الفلاح لا يستفيد منها إلاّ بحوالى 17% من جملة هذه المخالفات، ومن ناحية أخرى، تواصل وزارة البيئة، بجهازيها والأفرع الإقليمية، بالتعاون مع وزارتى الزراعة والتنمية المحلية جهودها، للحد من نوبات تلوث الهواء الحادة، وتكثيف الجهود واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، والتشديد على أهمية التعاون مع كافة الجهات المعنية، للسيطرة على مصادر تلوث الهواء، ومجابهة نوبات تلوث الهواء الحادة، كما أكدت وزارة البيئة، أنه تم تجميع ما يقرب من 31 ألف و 627 طن قش أرز، حتى الآن بالتعاون مع وزارة الزراعة، من خلال مواقع التجميع، والتي تم العمل بها حتى الآن، وعددها 311 موقعا، وذلك للتعامل مع قش الأرز، والاستفادة منه بدلا من حرقه، وتم تحرير 30 محضرا للمزارعين المخالفين لتعليمات الوزارة، بعدم حرق المخلفات الزراعية.
الاستفادة من قش الأرز