الربوت «شياو» يزيد التهديدات ضد الكتاب والمبدعين: عرض لوحاته الفنية في الصين

باتت الآلات التكنولوجية الحديثة، تسيطر بشكل كبيرعلى تسيير الشؤون الحياتية من قبل شعوب العالم، إضافة إلى الاستغناء عن اليد البشرية في عدد من المهن ليحل محلة الآلات، ولم يتوقف الأمر على ذلك بل ظهرت مهن في إطار الذكاء الاصطناعي كان لا يمكن تخيلها في هذه الأيام، والنموذج على ذلك الرسام والكاتب.

قد تستغرب مما ذكرناه ولكنها الحقيقة فمؤخرًا افتتح معرض تحت عنوان «شياو بينغ» للأعمال الفنية للروبوت، فى العاصمة الصينية بكين، وهو معرض يمتاز بذكائه الاصطناعى، حيث درس الروبوت عمل الفنانين البارزين على مدار 400 عام، ليقدم أعمالا قابلة للمقارنة من الناحية الفنية مع أعمال فنانين حقيقيين، وذلك خلال 22 شهرا.

وحسبما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية، عن مدير معهد بحوث الثقافة والصناعة الإبداعية بجامعة بكين، وانغ قوه هوا، حول أعمال الروبوت وتأثيرها على الثقافة، قال، إن ظهور مثل هذا الرسام الآلي هو على الأرجح قوة دافعة لتطوير الثقافة التقليدية أكثر من كونه عقبة.

وأضاف: «لا يولي العديد من العاملين في الصناعة الثقافية الاهتمام الكافي بالتكنولوجيات الجديدة، وهذا يؤدي إلى حقيقة أننا لا نستخدم أي شيء جديد عند إنشاء أعمال ثقافية أو خدمات - لا تكنولوجيات جديدة ولا أشكال ولا طرق. وإن شياو بينغ، يرسم أعماله اعتمادا على التقنيات الحديثة للذكاء الاصطناعي، وهذا يمكن أن يكون قوة دفع هائلة لتطوير الثقافة التقليدية».

وفى وقت سابق نشر موقع RT، أن اليابان شهدت صنع روبوت على هيئة إنسان يشبه الكاتب الياباني الكلاسيكي المشهور ناتسومي سوسيكي. وقد بدأ الكاتب الياباني الذي مرت 100 عام على وفاته يتواصل مع الجمهور.

وكان ناتسومي سوسيكي ( 1867 - 1916) هو أحد مؤسسي الأدب الياباني المعاصر وهو معروف جيدا في روسيا حيث ترجمت إلى اللغة الروسية مؤلفاته «خادمكم قط»، و«القلب»، و«الولد»، و«سنسيرو»، و«البوابة»، فضلا عن قصائده الكثيرة.

وقد تم صنع الروبوت التوأم بمناسبة حلول الذكرى ال 100 لوفاة الكاتب، وشارك في ذلك فريق من العلماء والمهندسين في جامعة نسيوجاكوسيا اليابانية حيث درس الكاتب المشهور، والعالم هيروشى إيشيجورو المعروف بصنع الروبوتات، وقد استخدم العلماء في صنع الروبوت صورا فوتوغرافية للكاتب وقناع الموت ومعلومات عن طول قامته ووزنه وصولا إلى صوت حفيده.

وتم الكشف عن الروبوت المصنوع على هيئة إنسان استنادا إلى ملامح الكاتب المرسومة على ورقة نقدية في فئة ال100 ين ياباني. كما طور مجموعة من مهندسى التكنولوجيا والتقنية فى بريطانيا روبوت جديدا قادرا على الرسم بمهارة فائقة، إذ سيمكنه رسم أى شخص بعد النظر إلى الانسان المراد رسمه، وتحديده من قبل مستشعرات دقيقة.

ووفقاً لموقع engadget التقنى، فإن الروبوت الجديد يعتمد على ميزة الذكاء الاصطناعى، كما أنه مزود بيد إلكترونية تحتوى على قلم رصاص لرسم ما تراه.
ويستخدم الروبوت كاميرات مدمجة مكان العيون لرؤية ما هو أمامه، وتتبع معالمه، وتقليد تعبيراته، وسوف يرسم الروبوت ما يراه، كما تم تصميمه على شكل انسان حقيقى لديه وجه بشري واقعي مصنوع من السليكون، وفمه يتحرك مع دعمه بأسنان، بالإضافة إلى إصداره صوت ليجيب على أى سؤال.ويقول مطورو الروبوت إنه سيكون له حركات شبيهة بالإنسان، وسيتحدث ويتفاعل مع الجماهير.

وأكد أن كيفين واريك، أستاذ علم المستقبليات، أن أجهزة الكمبيوتر وتطبيقات الويب ستكون قادرة قريباً على مجاراة كتاب الروايات والقصص من البشر، وتوفير نماذج جاهزة لنصوص سردية، عن طريق إدخال مستخدم تلك البرامج والتطبيقات، بعض التفاصيل الأولية في ما يتعلق بالفكرة التي يريد الحصول على رواية عنها، وعندئذ يعطيه التطبيق أو برنامج الكمبيوتر نصاً جاهزاً، وربما سيستطيع المنافسة على الجوائز العالمية في السرد، بحسب صحيفة الخليج الإماراتية.