قال مدير دائرة الاحصاء في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين وعضو اللجنة المكلفة بإدارة شؤونها في قطاع غزة عبد الناصر فروانة إن القضية الفلسطينية لم تكن في يوم من الأيام تخص الفلسطينيين فحسب، بل هي قضية العرب كافة، ولأجلها دخلت كل الدول والشعوب العربية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، فقدموا آلاف الشهداء والأسرى. وأضاف فروانة في بيان صحفي اليوم بمناسبة ذكرى "يوم الأسير العربي" التي تحل غدا: "لم تخل يوما سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي من الأسرى العرب من كافة الجنسيات العربية، ذكورا واناثا، وهذا يعكس حجم المشاركة العربية واستمراريتها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، كما أن قائمة شهداء الحركة الأسيرة لم تخل هي الأخرى من الأسرى العرب". وأوضح أن إدارة السجون الإسرائيلية لم تميز يوما في تعاملها القاسي، وقمعها وبطشها بين أسير فلسطيني وآخر عربي،إذ أن الأسرى العرب تعرضوا لما تعرض له باقي الأسرى الفلسطينيين القاطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من تعذيب وانتهاكات وإجراءات قهرية ومعاملة لا إنسانية، ولربما معاناتهم تضاعفت بسبب حرمان الغالبية العظمى منهم من رؤية عائلاتهم طوال سنوات اعتقالهم الطويلة،الأمر الذي دفع أمهات فلسطينيات الى ابتداع ما يعرف ب "ظاهرة التبني" للتخفيف من معاناتهم وتقليل آثار الحرمان. وأكد أن الشعب الفلسطيني يقدر عاليا تضحيات الأسرى العرب، ويحفظ أسماءهم، ويحترم نضالاتهم، ويثمن مواقفهم ويفخر بهم وبصمودهم خلف القضبان، ويقدم لهم الدعم والاسناد والمساعدة، ويسعى لتحريرهم اسوة بالأسرى الفلسطينيين، باعتبارهم جزءا أصيلا من الحركة النضالية ضد الاحتلال، ومكونا أساسيا من مكونات الحركة الأسيرة ونضالاتها وتضحياتها وانتصاراتها. وأشار فروانة وهو أسير سابق إلى أن الشعب الفلسطيني يحيي سنويا "يوم الأسير العربي" تقديرا ووفاء لكل الأشقاء العرب الذين مروا على السجون الإسرائيلية دفاعا عن القضية الفلسطينية والقضايا القومية. ودعا الأمة العربية جمعاء للاهتمام بالأسرى والأسرى المحررين من الأسرى العرب، أينما تواجدوا، وتسليط الضوء على قضيتهم ومعاناتهم واحتياجاتهم، ومساندتهم في نيل حقوقهم، وضمان مستوى لائق من الحياة الكريمة لهم بعد تحررهم، بما يتناسب وتضحياتهم ومعاناتهم والسنوات المريرة والقاسية التي أمضوها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي. ويصادف "يوم الأسير العربي" الثاني والعشرين من أبريل من كل عام، وهو اليوم الذي أعتقل فيه عميد الأسرى العرب عام 1979، وأكثرهم قضاء للسنوات في السجن اللبناني سمير القنطار، والذي أمضى 29 سنة في سجون الاحتلال قبل أن يتحرر في إطار صفقة التبادل ما بين حزب الله وإسرائيل في يوليو عام 2008.