«سيتى سكيب مصر» يؤكد أهمية مبادرة الحكومة فى بناء المدن والمجمعات السكنية الجديدة

عمرو القاضى الرئيس التنفيذى لشركة سيتى إيدج العقارية: المستثمرون فى مدينة العلمين يتجهون لشراء الفيلات المطلة على الساحل

هشام طلعت مصطفى: القطاع العقارى يشهد بفضل مبادرات الدعم الحكومى مرحلة انتقالية وتطويرية استهدفت تحفيز الاستثمار العقارى
الدكتور أحمد شلبى الرئيس التنفيذى لشركة تطوير مصر: يجب أن يكون هناك تعاون أكبر بين الدولة والقطاع الخاص لتمكين الأفراد من الاستثمار فى القطاع العقارى

أكد خبراء شاركوا فى مؤتمر «سيتى سكيب مصر» الذى عقد يومى الأحد والإثنين الماضيين تحت شعار «تنشيط السوق وإعادة الثقة» على أهمية مبادرة الحكومة المتمثلة فى بناء المدن والمجمعات السكنية الجديدة والتى تلعب دورا أساسيا فى حالة النضوج المستمرة التى يشهدها القطاع العقارى فى مصر.
شهدت جلسات المؤتمر الحوارية مشاركة عدد كبير من المتحدثين الرسميين وممثلى الحكومة وكبرى مؤسسات القطاع الخاص الرائدة فى مجال العقارات، بالإضافة إلى نخبة من الخبراء والمتخصصين ورواد الأعمال فى هذا المجال.
وقال المهندس خالد عباس، نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية خلال كلمته فى اليوم الأول للمؤتمر «نتوجه إلى تنشيط السوق العقارية من خلال تنفيذ المزيد من الخطط التطويرية التى ستسهم فى التوسع وإنشاء وجهات استثمارية جديدة فى الدولة»، مضيفا: «نسعى لتوفير بيئة حيوية ومزدهرة تتميز بأنماط معيشة حديثة ونتطلع فى المرحلة المقبلة إلى إنشاء منطقة النهر الأخضر، المشروع الأول من نوعه لكونه يتضمن أكبر حديقة فى العالم بينما ستضم منطقة العاصمة الإدارية الجديدة أعلى برج فى أفريقيا على ارتفاع 385 مترًا».

وفى معرض حديثه عن الملامح السياحية للمدن ودور المشاريع العقارية فى دعم القطاعات الرئيسية، أشار المهندس خالد عباس إلى مشروع «العلمين» الذى يهدف إلى تحويل المدينة إلى وجهة ساحلية وسياحية تضم ما يزيد على عشرة آلاف من الوحدات الفندقية ما يعزز مكانة المشروع فى الخارطة السياحية الإقليمية، مؤكدا على المواصفات المتميزة للمشروع والتى تعد من أهم عوامل جذب المستثمرين، فمن المقرر أن يضم المشروع مجموعة من خدمات البنى التحتية والخدمات الأساسية، كالمطار وشبكة الطرق، والجامعات.

وفى جلسة حوارية تمحورت حول مناقشة الخطوات الرئيسية لتنشيط السوق وجذب المستثمرين، قال عمرو القاضى الرئيس التنفيذى لشركة سيتى إيدج العقارية: «يتجه المستثمرون فى مدينة العلمين إلى شراء الفيلات المطلة على الساحل، وقد قمنا بإدخال عنصر جديد من خلال بناء الأبراج السكنية الشاهقة والتى أثبتت نجاحا غير مسبوق تمثل فى الإقبال المتزايد على هذه الوحدات كما تم تكرار هذه التجربة فى المنصورة، وسنطلق مشروعا جديدا فى العاصمة الجديدة أيضا».

من جانبه تحدث الدكتور أحمد شلبى، الرئيس التنفيذى لشركة تطوير مصر عن أهم الخطوات التى تعزز تمكين الطبقة الوسطى من الاستثمار فى القطاع من خلال تقديم حلول مالية تدعم قدرتهم على تحمل التكاليف المالية، وقال: «أعتقد أننا يمكن أن نتفق جميعًا على أن القطاع العقارى هو إحدى الركائز الرئيسية للاقتصاد المصرى»، مشيرا إلى أن النمو مستمر لكن هناك مشكلة فى القدرة على تحمل التكاليف، ويجب أن يكون هناك تعاون أكبر بين الدولة والقطاع الخاص لتعزيز الجهود الرامية من إلى تمكين الأفراد من الاستثمار فى القطاع.

وبدوره، قال كريس سبيلر، مدير مجموعة معارض «سيتى سكيب»: إن المؤتمر شكل منصة مثالية أسهمت فى توحيد الرؤى والمشاركة المعرفية حول التوجهات الاستراتيجية للقطاع العقارى، حيث قام ممثلو الجهات الحكومية المتخصصة بإطلاع المشاركين والحاضرين على لمحة شاملة ركزت على أهمية التوسع وتطوير مدن جديدة فى مصر، مضيفا: «نسعى اليوم من خلال هذ المؤتمر إلى تحفيز المشاركات وتبادل الآراء حول أفضل السبل للاستثمار والتنمية وفقا لهذه التوجهات».

وشهد اليوم الافتتاحى لمؤتمر «سيتى سكيب مصر» تركيز الوفود المشاركة على الموضوعات الاستراتيجية المرتبطة بالقطاع، حيث ضمت قائمة المتحدثين مجموعة من أبرز العاملين فى مجال التطوير العقارى والتمويل، والمحللين الاستراتيجيين ممّن سيتناولون القضايا الملحة التى تصوغ مستقبل القطاع العقارى فى مصر، كما وجه المؤتمر دعوة للقطاع المالى من أجل الاستجابة لطلب المشترين من الطبقة المتوسطة من خلال تطوير حلول مالية تسهم فى دفع عجلة السوق العقارية، فى حين تناولت جلسات النقاش الفرعية فرص تنمية الاستثمارات فى قطاعات السياحة والضيافة والصناعة.

وقال كريس سبيلر إن التصاميم المتميزة والمبتكرة تشكل عنصرا رئيسيا للمبيعات فى السوق، مضيفا: «سنقدم من خلال منصة سيتى سكيب تصاميم وأساليب معمارية خلاقة إلا أنها فى الوقت ذاته تراعى الموروث المحلى إلى حد كبير».

وتمحورت جلسات اليوم الثانى من المؤتمر حول كيفيّة استفادة مصر- وبشكل خاص العاصمة القاهرة من التوجهات العالمية الناشئة فى مجال تصميم وإعادة تطوير المدن الذكية والمرنة، وذلك خلال جلسة عُقدت تحت عنوان «إحياء المدن من خلال تصاميم مبتكرة وتكنولوجيا متقدّمة»، حيث كشف خبراء القطاع العقارى أن القطاع العقارى فى مصر يشهد تحسّنا لافتا على صعيد معايير التصميم والبناء، ما يشكل اليوم عاملا جوهريا يعزز استقطاب المستثمرين ويدعم جهود المطورين فى تحقيق نسب أعلى من المبيعات.

وشملت أجندة اليوم الثانى للمؤتمر جلسة حوارية بعنوان «تأثير المبانى الشاهقة على البيئة الحضرية والعمرانيّة»، بالإضافة إلى جلسة أخرى بعنوان «الركائز التقنية ومستقبل التطوير العقارى والتسويق والمبيعات»، والتى تضمّنت تحليلاً للتقنيات الناشئة التى تُحدد معايير القطاع العقارى العالمي، وقال كريس سبيلر، مدير مجموعة المعارض العالمية «إنفورما» التى تتولى تنظيم معارض «سيتى سكيب»، إن المؤتمر يوفر منصة فريدة وجاذبة لمناقشة جميع المواضيع الرئيسية ذات الصلة بالمشهد العقارى المصرى مُتسارع التطوّر، ومظلة جامعة للخبراء والمتخصصين فى هذا المجال من أجل الوقوف على أهم مستجدات القطاع ومناقشة أفضل سبل الاستفادة من الفرص المستقبلية الناجمة عن التوجهات الجديدة والمفاهيم المتقدّمة مثل الاستدامة وبناء المدن الذكية.

وأضاف سبيلر: «ركزت المشاركات على أهم سبل تعزيز نمو القطاع وتطوير مشاريع تُثرى المشهد العقارى المصرى، وذلك عبر الاستفادة من أهم ملامح المدن الحالية من جوانب تراثية وثقافية بما يعكس أصالة المجتمع ويتماشى مع الأنماط الحديثة من خلال تبنى أحدث التقنيات والأساليب المبتكرة التى تُثمر عن حلول سكنية متطورة وفقا لأرقى المعايير العالمية، بهدف اجتذاب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية».

وأكد سامر باغيين، أستاذ التخطيط الحضرى والمرونة الحضرية، مدير العلاقات القيادية فى جامعة كينت على أهمية إشراك المبتكرين وتطوير سياسات عامة واستراتيجيات تدعم تبنى التكنولوجيا الحديثة فى آليات البناء من أجل إنشاء مدن ذكية للمستقبل.

من جانبه شارك هشام طلعت مصطفى، الرئيس التنفيذى لمجموعة «تى إم جي»، فى جلسة حوارية تناولت إمكانات النمو فى القطاع العقارى فى مصر ودور الحكومة فى تهيئة بيئة محفزة للاستثمار، وقال إن القطاع العقارى يشهد بفضل مبادرات الدعم الحكومى مرحلة انتقالية وتطويرية خلال السنوات القليلة الماضية استهدفت تحفيز الاستثمار العقارى، وكانت تعمل عن كثب مع المطورين بالإضافة إلى حرصها على دعم أهم المنصات والفعاليات الرائدة على غرار «سيتى سكيب» لتعزيز شبكة العلاقات ومشاركة آخر مستجدات القطاع والوصول إلى أفضل الحلول للاستفادة من الفرص على المدى الطويل.

ويشير تقرير جديد لشركة الاستشارات العقاريّة «جى إل إل» إلى وجود تحسن ملموس وآفاق إيجابية وواعدة لقطاع العقارات المصرى حتى عام 2021؛ خاصة أن اجتذاب المزيد من أنشطة الاستثمار الأجنبى المباشر يسهم فى ترسيخ مكانة القاهرة العالمية كوجهة استثمارية تنافسية، كما يشير التقرير إلى أن مرونة الأعمال وتزايد النمو السكانى وانخفاض معدلات التضخم تشكّل حافزا داعما لسوق العقارات فى البلاد.

وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات مؤتمر «سيتى سكيب مصر» تنطلق فى الفترة التى تسبق معرض «سيتى سكيب مصر»، أضخم معارض التنمية العقارية التى تستضيفها مصر، والذى ينعقد فى «مركز مصر للمعارض الدولية التى بدأت الأربعاء الماضى، ومستمرة حتى السبت، بحضور أكثر من 60 جهة عارضة تهدف إلى طرح عروضها التنافسية فى السوق، خاصة مع تجاوز الطلب السنوى على الوحدات السكنية لحاجزى ال 900 ألف وحدة.