لليوم الثاني.. استقبال 8 طلبات ترشح لانتخابات مجلس الشيوخ في أسيوط    في رحاب مجمع الفنون والثقافة.. رئيس جامعة حلوان يستقبل عدداً من المسئولين (تفاصيل)    «النواب» يوافق على اتفاق تمويلي لمشروع امتداد خط مترو «المرج الجديدة- شبين القناطر»    كم سجل سعر الذهب اليوم الأحد 6-7-2025 بعد آخر ارتفاع؟    فور التصديق على قانون الإيجار القديم.. 3 أنواع من الوحدات سيتم إخلاؤها    سعر صرف الدولار في البنوك المصرية (آخر تحديث)    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة في تعاملات بداية الأسبوع    اتحاد الشركات يوضح دور التأمين في تعويض الأضرار الناجمة عن حوادث الطرق    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418 منذ بدء العدوان    وزير المالية: نعمل على التوسع في مشروعات البنية التحتية والخضراء وتعميق الشراكة مع القطاع الخاص    مستوطنون إسرائيليون يطردون رعاة فلسطينيين من مراعيهم.. وأخرون يقتحمون الأقصى    "شوهد وهو يرقص".. انتقادات لاذعة ضد لويس دياز بعد غيابه عن جنازة جوتا (فيديو)    شارك 15 دقيقة.. الهلال السعودي يتفق مع عبدالرزاق حمدالله على إنهاء عقد الإعارة    فريدة خليل تتوج بذهبية كأس العالم للخماسي الحديث    مصر تواجه الجزائر وتونس تلاقي الأردن بنصف نهائي البطولة العربية لكرة السلة للسيدات    كما انفرد في الجول.. كهرباء الإسماعيلية يضم أوناجم    باقي أيام.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 في محافظة الجيزة (الرابط المعتمد والخطوات)    بعد بدء أعمال لجنة غلق الطريق الإقليمي.. «المصري اليوم» تنشر أول صور للحركة المرورية    تحرير 139 مخالفة للمحلات المخالفة قرار غلق ترشيد استهلاك الكهرباء    إصابة 6 أشخاص من أسرة واحدة في سيارة ملاكي بطريق وادي النطرون    بعد 39 يوما.. فيلم ريستارت يفاجئ تامر حسني بسبب إيراداته (أرقام وتفاصيل)    من «ولسة بتحبه يا قلبي» إلى «هلونهم».. كواليس 25 عامًا من التعاون بين وليد سعد وعمرو دياب    صحة أسيوط: إجراء 57 قسطرة قلبية خلال شهر بالمستشفى العام    «المركزي» يستضيف برنامجا تدريبيا حول اختبارات الضغوط للبنوك ب«الكوميسا»    زاخاروفا: موسكو ترى أن واشنطن مهتمة باستعادة العلاقات الثنائية    التموين: تحرير 390 محضرا للمخالفين في حملات خلال شهر    الداخلية تضبط سائق شركة نقل ذكي بتهمة ارتكاب فعل خادش للحياء مع سيدة    السلطات الأمريكية: ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في تكساس إلى 50 قتيلا على الأقل    أسماء مصطفى تكتب: "الهيئة الوطنية".. الحارس الأمين لنزاهة انتخابات الشيوخ    أحدث ظهور ل«هالة الشلقاني» زوجة الزعيم عادل إمام    مسعد يفسد زفاف بسمة.. تفاصيل الحلقة 16 من «فات الميعاد»    ظهور «دبلة» في يد نور النبوي يثير الجدل والتكهنات حول ارتباطه    محافظ الدقهلية يتابع الالتزام بالأوزان خلال تفقد سيارة توزيع أنابيب بوتاجاز    الصحة تنظم برنامجا تدريبيا في أساسيات الجراحة لتعزيز كفاءة الأطباء    تفاصيل أول جهاز تنفّس صناعي مصري محلي الصنع    موعد فتح باب التقدم بمدارس التمريض للعام الدراسي 2025- 2026 بقنا والمحافظات (الشروط والأوراق المطلوبة)    محافظ الدقهلية يحيل مدير جمعية زراعية للتحقيق لعدم تواجده وتعطيل أعمال صرف الأسمدة للمزارعين    محافظ الدقهلية:إحالة مديرة مستشفى مديرة للصحة النفسية للتحقيق لعدم تواجدها خلال مواعيد العمل    ذكرى رحيل أحمد رفعت الأولى فى كاريكاتير اليوم السابع    بي اس جي ضد الريال.. إنريكي يتسلح بالتاريخ لعبور الملكي في المونديال    ضربه حتى الموت.. أب يُنهي حياة طفله في الفيوم بعد 3 أيام من التعذيب    «كان بيتحكيلي بلاوي».. .. مصطفي يونس: الأهلي أطاح بنجلي بسبب رسالة ل إكرامي    الثلاثاء.. شريف الدسوقي في ليلة حكي "ع الرايق" بمعرض الفيوم للكتاب    رئيس جامعة حلوان يستقبل قيادات تنفيذية وتشريعية خلال مناقشة دكتوراه حول الحوكمة والتنمية المستدامة    وزير المالية: نتطلع لدور أكبر ل«البريكس» فى إيجاد حلول لأزمة الديون العالمية    الأهلي ينهي إجراءات السفر إلى تونس.. تعرف على موعد المعسكر الخارجي    رسالة إلى الحوار الوطنى نريد «ميثاق 30 يونيو»    مصر تُعرب عن خالص تعازيها للولايات المتحدة الأمريكية في ضحايا الفيضانات بولاية تكساس    عمرو الدجوي ينعى شقيقه الراحل بكلمات مؤثرة    دعاء الفجر | اللهم ارزقني سعادة لا شقاء بعدها    وداع مهيب.. المئات يشيعون جثمان سائق «الإقليمي» عبده عبد الجليل    حدث منتصف الليل| 300 ألف جنيه لأسرة كل متوفى بحادث الإقليمي.. وإرجاء إضراب المحامين    كيف حمت مصر المواطن من ضرر سد النهضة ؟ خبير يكشف    ياسر ريان: نجلى من أفضل المهاجمين.. مصطفى شلبي يشبه بن شرقي    آل البيت أهل الشرف والمكانة    ابتعد عنها في الطقس الحار.. 5 مشروبات باردة ترفع الكوليسترول وتضر القلب    "أنا بغلط... وبأندم... وبرجع أكرر! أعمل إيه؟"    يُكفر ذنوب سنة كاملة.. ياسمين الحصري تكشف فضل صيام يوم عاشوراء (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هوامش على أول زيارة تاريخية لبابا الفاتيكان إلى الإمارات والخليج
نشر في صوت الأمة يوم 09 - 02 - 2019

■ اللقاء الثالث بين فرنسيس وشيخ الأزهر فى أبو ظبى محاولة جادة لمواجهة التطرف والإرهاب والتعصب
الدعوة للزيارة والتوقيع على «وثيقة الأخوة الإنسانية» هو الأساس لمواجهة دعاوى التطرف والصراع بين الأديان والحضارات
من الواضح أن البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، كان سعيدا بالزيارة التاريخية للإمارات، الأسبوع الماضى، وكان سعيدا أيضا بالحفاوة البالغة لحسن وروعة الاستقبال من قادة الإمارات وشعبها بوجود فضيلة شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب..
كان أكثر سعادة عندما شاهد أكثر من 135 ألف كاثوليكى يحضرون قداسا تاريخيا فى الإمارات ولأول مرة فى مكان مفتوح فى ملعب زايد لكرة القدم بالعاصمة أبو ظبى، والذى أقيم فيه مذبح وصليب ضخم.

أهمية الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان والتى جاءت بناء على دعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبى، تأتى لكونها أول زيارة لبابا الفاتيكان على الإطلاق إلى الجزيرة العربية، وهو ما اعتبره مراقبون قرارا مثيرا للدهشة، يعبر به البابا حدودا لم يعبرها آخرون قبله، وهو الذى يبدى اهتماما لافتا بالفقراء ومعاناتهم، وعدم قلقه من تزايد عدد المهاجرين المسلمين لأوروبا، فهو ليس من النوع الذى يعتبر ذلك تهديدا للمسيحية أو الحضارة الأوروبية، لأنه من الساعين دوما والمؤمنين بأهمية الحوار بين الأديان والحضارات.

الزيارة ينظر لها أساتذة الأديان بأنها تبدو الحلقة الخيرة فى مسلسل العلاقة بين المسيحية والمسيحيين من جانب ومنطقة الخليج من جانب آخر، فالبابا فرنسيس لا بد أنه قرأ واطلع على أحوال المسيحية والمسيحيين ليس فى دولة الإمارات فقط وإنما فى منطقة الخليج عامة، والتى يزورها لأول مرة.

فالعلاقة كما يذكر التاريخ قديمة جدا وترجع إلى القرن الرابع الميلادى، حيث تم العثور على آثار لمجتمعات مسيحية فى منطقة القصر بالكويت الحالية وسير بنى ياس فى الإمارات.

ويقول التاريخ أيضا إن بعض القبائل العربية التى كانت على صلة بمركز المسيحية فى الحيرة بوسط العراق ربما ساهموا فى انتشارها فى الخليج، كما أن اضطهاد النساطرة فى الإمبراطورية الفارسية بين عامى 309 و379 دفع المسيحيين للهجرة خارج الإمبراطورية ربما للخليج.

وفى القرن السابع الميلادى انتشر الإسلام فى منطقة الخليج العربى، حيث بات الدين الأكثر انتشارا حتى اليوم.

وبالقفز لسنوات كثيرة ومع الحقبة النفطية جاء كثير من الوافدين الأجانب وكان من بينهم مسيحيون، وتشير التقديرات إلى أنه يوجد فى الإمارات نحو نصف مليون مسيحى.

كما يوجد فى دبى الكثير من الكنائس وجميعها على أراضٍ تبرع بها الشيخ محمد بن راشد آل نهيان، وقبل ذلك فى عام 1966، عام اكتشاف النفط، تبرع الشيخ راشد بقطعة أرض لبعثة مسيحية من الرومان الكاثوليك.. والطقوس المسيحية فى الإمارات لها ما يميزها بإقامة الصلاة الرئيسية يوم الجمعة، فهو يوم العطلة الأسبوعية بالنسبة للكثيرين.

أصحاب الديانة المسيحية لا يقتصرون على الإمارات فقط وإنما فى البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية بسبب العمالة الوافدة ويبلغ إجمالى عدد المسيحيين فى البحرين نحو 250 ألف شخص وفى الكويت نحو نصف مليون و150 ألفا فى قطر.

وبالنسبة للسعودية تشير التقديرات إلى وجود نحو مليونى وافد من المسيحيين، وكانت إقامتهم لشعائرهم محظورة، ولكن مؤخرا وفى ظل التغييرات التى يقودها ولى العهد محمد بن سلمان، أقيم قداس خلال زيارة البابا تواضروس للرياض العام الماضى.

بالعودة للزيارة التاريخية فقد شهدت اللقاء الثالث بين أكبر مرجعيتين دينيتين فى العالم، الفاتيكان والأزهر الشريف، منذ أن أصبح فرنسيس البابا رقم 66 للفاتيكان فى مارس 2013 وكان اللقاء الأول بين البابا والشيخ فى مايو 2016 فى مقر الفاتيكان بروما، واتفقا على عقد مؤتمر عالمى للسلام، وعودة حوار الأديان الذى شابه التوتر فى العلاقات بين الجانبين أثناء فترة البابا بنديكت السادس، ثم كان اللقاء الثانى فى القاهرة خلال الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس لمصر فى نهاية أبريل 2017.

ثم جاء اللقاء الثالث فى الأسبوع الماضى على أرض الإمارات، وهو ما يعتبر تكريسا لثقافة الحوار والتسامح والسلام والمحبة بين الأديان، وأكدت للعالم أجمع نهج التسامح والتعايش الدينى، وأن هذه الزيارة الدينية التاريخية تحمل صفحة جديدة فى تاريخ التآخى والتسامح بين البشر على اختلاف دياناتهم وثقافاتهم واستنادا إلى شعار الملتقى (ملتقى الحوار العالمى بين الأديان حول الأخوة الإنسانية) الذى يرسخ الحوار بين أبناء الديانات ونشر قيم التسامح والاعتدال والحوار بين الجميع، ولإعطاء هذا اللقاء أهمية.

لقاء البابا والشيخ على أرض الإمارات، التى أعلنت عام 2019 عاما للتسامح، وعينت الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزيرا للتسامح، كان له مغزى عميق بأن المسيحية والإسلام تعايشا فى محبة وتسامح وعيش مشترك فى كنف الحضارة العربية واعتماد مبادئ الحوار الأخوى والتفاهم بين أتباع الديانتين وكل المستويات الشعبية والرسمية لتكريس أسس الوفاق والتقارب ومد جسور المحبة والأخوة وقبول الآخر وتبادل الثقة فى وطن واحد، ليكون قاعدة المواطنة ومبدأ سيادة القانون والمساواة من أجل وطن يضمن للجميع العيش بحرية وكرامة.

اللقاء أيضا أكد أن التطرف والإرهاب والتعصب هى ظواهر شاذة لا يمكن أن تؤدى إلى الصراع بين الأديان، وخبرة وتجارب الماضى بالمسيحيين والمسلمين أدت إلى الانصهار فى بوتقة واحدة هى الحضارة العربية، مع احتفاظ كل منهم بأصالته الدينية وخصوصيات عاداته وتقاليده، ويشكل هذا التراث الحضارى المشترك ضمانا لاستمرارية التفاعل الذى يواجه اليوم مستجدات لا بد من استيعابها، وإمكانيات لا بد من بلورتها، وتحديات لا بد من مواجهتها، وهذا كله يفتح الأبواب واسعة أمام مستقبل هذه الخبرة بكل حيويتها وأصالتها، أن استمرار التعايش الإيجابى فى الغالب الأعم من الدول العربية.

فالإرهاب والتطرف ظاهرتان لا يعانى منهما المسلمون فقط وإنما المسيحيون أيضا، ولذلك فاللقاءت المشتركة وسيلة وأداة مهمة لمواجهة هذه الظاهرة وكضرورة لتخفيف التوترات فى بقاع كثيرة من العالم.

هنا يبدو الحوار المسيحى – الإسلامى ضروريا وحتميا، نظرا للأحداث والتغيرات فى المنطقة، فالحوار يرسخ المواطنة والهوية العربية للمسيحيين والمسلمين على حد سواء فى الشرق الأوسط، وأن المنطقة التى خرجت منها المسيحية إلى العالم كله وما زالت هى المكان الذى يقصده مسيحيو العالم أجمع لزيارة الأماكن المقدسة، ومن هذه المنطقة أيضا خرج الإسلام إلى العالم وما زالت هى المكان الذى يقصده مسلمو العالم لأداء فريضة الحج.

إذن الدعوة للزيارة واللقاء والتوقيع على «وثيقة الأخوة الإنسانية» هو الأساس والسلاح الأمضى فى مواجهة دعاوى التطرف والصراع بين الأديان والحضارات ونبذ الكراهية والتعصب سواء فى الشرق أو الغرب.

الترحيب الذى لقاه البابا فرنسيس فى الإمارات جسّده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذى أكد أن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة على صعيد تعزيز قيم ومفاهيم الأخوة الإنسانية والسلام والتعايش السلمى بين الشعوب إلى جانب أهميتها فى ترسيخ روابط الصداقة والتعاون لما فيه خير الإنسانية، لافتا أن الإمارات العربية المتحدة كانت وستظل منارة للتسامح والاعتدال والتعايش وطرفا أساسيا فى العمل من أجل الحوار بين الحضارات والثقافات ومواجهة التعصب والتطرف أيا كان مصدرهما أو طبيعتهما، تجسيدا للقيم الإنسانية النبيلة التى تؤمن بها وما يتميز به شعبها منذ القدم من انفتاح ووسطية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.