التقى عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مساء الاثنين، البابا فرانسيس الأول بابا الفاتيكان، وذلك في إطار الزيارة التي يقوم بها إلى حاضرة الفاتيكان تلبيةَ لدعوة تلقاها من بابا الفاتيكان. وذكرت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية، مساء الاثنين، انه "تم خلال اللقاء التباحث على العمل من اجل نبذ التطرف الديني بكل أشكاله بما يحقق إرساء التسامح والسلم الأهليين". ووجه ملك البحرين الدعوة للبابا فرانسيس لزيارة بلاده في الوقت الذي يراه مناسبا. وأشار عاهل البحرين خلال اللقاء إلى حرص بلاده الدائم على تعزيز وتوثيق علاقات الصداقة والتعاون مع الفاتيكان بما يسهم في ترسيخ مفاهيم المحبة والوئام بين الأمم والشعوب وتحقيق السلام والاستقرار. وبين أن "توافق الديانات السماوية وتعدد الثقافات بحاجة إلى أن تصبح جزءاً من الحل، وليس جزءا من المشكلة، وكلاهما يجب أن يكونا متكاملين مع التنمية". كما أوضح ملك البحرين أن "التنوع في المعتقد والثقافة واللغة ينبغي أن يكون هو الأصل الذي ننطلق منه، ولا نتعامل معه بمجرد دعوات للتسامح"، مشيرا إلى أن "السبيل الوحيد للتنمية الناجحة هي تلك التي تنطلق من هوية المجتمع نفسه". وقال إن "تاريخ الحوار المسيحي المسلم يبين لنا أن التقدم يتحقق عندما يضع ممثلو الديانتين الخلافات جانبا والتركيز على مجالات التوافق، ولا سيما في القيم والمبادئ الأخلاقية التي تشترك فيها الديانات السماوية". وأوضح أن "مملكة البحرين تعمل على الدوام على تعزيز قيم التسامح والتعايش بين جميع الديانات ونهج الاعتدال والتسامح ونبذ التعصب والتشدد وتعظيم قيم الدين الإسلامي الحنيف التي تدعو إلى إشاعة المحبة والسلام والتعايش بين الجميع". ولفت في هذا الصدد إلى استضافة البحرين لمؤتمر حوار الحضارات والثقافات خلال الفترة من 5 إلى 7 مايو/ آيار الجاري، تحت شعار "الحضارات في خدمة الإنسانية". وثمن عاهل البحرين الجهود الطيبة التي يبذلها البابا فرنسيس الأول وحاضرة الفاتيكان في مد جسور التفاهم والتعايش وتأكيد القيم الإنسانية المشتركة التي تلتقي حولها مختلف الأديان والحضارات ونشر قيم التسامح والاعتدال. من جانبه، أشاد بابا الفاتيكان بمملكة البحرين التي هي "نموذج للتعايش والتسامح بين الأديان"، كما أشاد بما يلقاه كل أصحاب الديانات السماوية المقيمين في البحرين من رعاية رسمية وأهلية، بحسب الوكالة البحرينية.