بسبب الزيادة السكانية.. جدل في البرلمان بسبب حديث «تناكحوا تكثروا»

عادة ما يتجنب رجال الدين أو المسئولين الحكوميين أو ممثلى منظمات المجتمع المدنى الخوض في مسائل دينية شائكة تحت قبة مجلس النواب، وهو تقليد دأب عليه كل من يترددون على البرلمان، إلا أن الأزمة السكانية ومطالبات تغيير الخطاب الديني ليتوافق مع الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والتغيرات التى طرأت على التركيبة السكانية للمصريين، استدعت وقفة جادة من الكثيرين.

"من الضرورى تصحيح الحديث الشريف القائل:تناكحوا تكثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة"، هذا ما شدد عليه طلعت عبد القوي، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، محذرًا من خطورة الخطاب الديني الذي يدعو لزيادة عدد السكان دون مراعاة للظروف التي تمر بها الدولة.

جاء ذلك خلال اجتماع لجنة التضامن الاجتماعي في مجلس النواب، مشددا على ضرورة أن يكون هناك دور قوي للإعلام في هذا الشأن.

أما عمرو حسن، مقرر المجلس القومي للسكان، فقد اكد على أن هناك مشكلة في الوعي وتغيير الموروث، خصوصا أن مصر تنجب 2.5 مليون طفل جديد في السنة، وهو ما يعادل نصف مواليد قارة أوروبا.

وأضاف أن الزيادة السكانية لا تقل خطرا عن الاٍرهاب، لأنها أحد أسباب ارتفاع معدلات البطالة، مؤكدًا على أن هناك أسلحة يتم استخدامها ضد خطة الدولة لتتراجع الزيادة السكانية.

كما اكد على أن سلاح الإعلام هو سلاحنا الوحيد وأحيانًا يستخدمه بعض الشيوخ الإعلام ضدنا من خلال دعم سياسة الزيادة السكانية.
و قال حسن بدأنا خطوات الحل و لا شك اننا نواجه تحديات كثيرة وستهدف نقلل عدد السكان وزيادة الخصائص التي تميزهم و اعادة توزيع السكان و تقليل الفجوة بين المواطنين.

وأضاف حسن لدينا خطة تستخدم الإعلام و التعليم لتحقيق تنظيم الأسرة وتمكين المرأة موضحاً أن الاستيراتيجية الحالية تنفذ ما كان ينجب انجازه عام 2012 بخلاف أزمة التسرب من التعليم و زواج الأطفال

و دعا حسن لتفعيل تشريعات منع زواج وعمالة الأطفال، لافتًا إلي أن هذا ينعكس على الزيادة السكانية بالسلب.

جدير بالذكر أن عدد سكان مصر بالداخل ارتفع إلى 97.5 مليون نسمة، بزيادة 500 ألف نسمة خلال 90 يوماً، حيث سجل عدد السكان 97 مليون نسمة فى 5 يونيو الماضى، وبمرور نحو 3 أشهر ارتفع العدد ليصل الآن، بحسب الساعة السكانية، إلى 97.505 مليون نسمة.

شهر أكتوبر الماضى، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، على أن الزيادة السكانية تحدٍ كبير أمام الدولة المصرية، وإذا ظللنا على هذا الوضع لن يكون هناك أمل أو تحسن للواقع، متسائلا: "هل لدولة أن تقوم فى ظل هذا التحدى؟ لما يكون عندك 22 مليون بيتعلموا.. هيتعلموا كويس؟ هيلاقوا شغل وأنت بتضخ فى سوق العمل كل عام مليون؟ إزاى طيب؟!".