يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم «فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية» وهو توصيف رائع لكل ديكتاتور أذل شعبه وعاث فى الأرض فسادا وهو ايضا ما ينطبق على السفاح الإسرائيلى ايريل شارون والذى مات إكلينيكيا ودخل فى غيبوبة منذ عام 2006 وحتى لحظة كتابة هذه السطور فهل تكون نهاية مبارك على طريقة شارون خاصة أن الأول يعانى من عدة امراض خطيرة مثل السرطان وأن صحته تتدهور يوما بعد يوم وأن هناك تأكيدات أنه بالفعل يسير على نفس الدرب وبنفس النهاية المأساوية. مبارك مات قبل ذلك أكثر من 12 مرة طبقا لما نشر عنه ولذلك قصة تستحق أن تروي. ففى عام 2007 نشر الزميل ابراهيم عيسى في جريدة الدستور التى كان يرأس تحريرها آنذاك مقالا بعنوان «كلمنا عن صحتك ياريس» عقب انتشار شائعات تفيد تدهور الحالة الصحية لمبارك وقضت المحكمة بحبس عيسى شهرين بتهمة نشر أخبار كاذبة. وفى عام 2010 سافر مبارك للعلاج فى المانيا وأجرى عملية جراحية فى المرارة ليتردد بقوة أن مبارك توفى هناك وأن رجال القصر يتكتمون على الخبر حتى ترتيب الأوراق وإعلان جمال مبارك وريثا لوالده إلا أن ظهور مبارك بعد ذلك فى وسائل الإعلام أنهى هذه الشائعة. بعد اندلاع ثورة 25 يناير تكررت الشائعات التى تفيد موت مبارك بصورة غريبة ووصل عددها لاكثر من 12 مرة أولها عندما كتب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعى ان مبارك مات بالفعل فى شرم الشيخ وسرعان ما تناقلت الصحف السيارة والمواقع الالكترونية الخبر بل ذهبت هذه الصحف والمواقع إلى أن المشير طنطاوى اجتمع مع الفريق أحمد شفيق الذى كان يترأس مجلس الوزراء وقتها وذلك للترتيب لجنازة عسكرية لمبارك والذى سيدفن بمقابر اسرته فى مصر الجديدة وبعدها سرت شائعة تداولتها المواقع الالكترونية تحت عنوان «انباء عن وفاة مبارك اكلينيكيا فى شرم الشيخ» ونسب الخبر إلى شهود عيان من العاملين فى مستشفى شرم الشيخ وفى 9 يونيو 2011 عادت نفس القضية إلى الساحة الإعلامية مرة أخرى وبنفس الصيغة تقريبا نشرت معظم وسائل الإعلام الخبر واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى ما بين مصدق ومكذب للخبر وما بين متعاطف مع الرئيس المخلوع أو لاعن له متمنيا له الجحيم، لكن تظل قصة موت مبارك الأخيرة هى الأهم وكانت قابلة للتصديق، حيث جرى بث خبر وفاة المخلوع عبر وكالة انباء الشرق الأوسط وهى الوكالة الرسمية للبلاد لدرجة أن اعلاميين كبارا أكدوا الخبر وتزامن ذلك مع نقل مبارك من سجن طرة إلى مستشفى المعادى العسكري. يذكر أن ايريل شارون رئيس وزراء اسرائيل الأسبق يرقد منذ عدة اعوام على سريره فى غيبوبة تامة على إثر إصابته بجلطات دماغية وباءت كافة الجهود فى اعادته للحياة مرة أخرى بالفشل رغم أنه خضع إلى تمارين علاج طبيعى إلا أن الاطباء أكدوا أنه مات اكلينيكيا لكن جذع المخ مازال يعمل وهذه الحالة طبيا تستلزم تغذيته عن طريق أنبوب يدخل إلى معدته من الأنف فربما عاد من غيبوبته بعد كل هذه السنوات وهناك سوابق لحالات ظلت سنوات فى غيبوبة ثم فاق صاحبها مرة أخرى فهل ستظل روح مبارك معلقة بين السماء والأرض على طريقة السفاح شارون؟ نشر بالعدد 602 بتاريخ 25 /6/2012