يبدو أن تل أبيب اخذت تستفيق من رعب صعود مرسى للرئاسة لتبدأ مرحلة التأهب و المواجهة اعلاميا وسياسيا وعسكريا و اقتصاديا. فقد انتقد السفير الإسرائيلى الأسبق لدى القاهرة «تسيفى مزائيل» فى دراسة له نشرها المركز «الأورشليمى للشئون العامة» للدراسات ، التفاؤل الذى عم وسائل الإعلام الغربية عقب فوز «محمد مرسى» بالرئاسة المصرية ، لأن نجاح «محمد مرسي» رجل الإخوان المسلمين هو نجاح للإسلام السياسى الذى لا يفرق بين الدين و الدولة و الطامح لفرض الشريعة الإسلامية كنهج للحياة. و اضاف: «قد بالغ الصحفيون الغربيون فى مديح «الديمقراطية المصرية» و اظهروا الإخوان كجماعة علمانية ديمقراطية معتدلة . و تجاهلوا أن الأصوات التى منحت للطرفين مرسى و شفيق كانت متساوية تقريبًا. أضف على ذلك أن كثيرين ممن صوتوا لمرسى فعلوا ذلك من منطلق أنه «ليس هناك خيار» ، كما أن مرسى لم يحصل على تفويض إلا من ربع الشعب فقط . هذا إذا كانت الانتخابات نزيهة من الأساس ، فأحمد شفيق كان الفائز لكن المجلس العسكرى فضل أن ينجح الإخوان لمنع نشوب مواجهة عنيفة و قتل للمدنيين الذى قد يعرض الجنرالات للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة جرائم ضد الإنسانية. و اعتبر أن ذلك نتيجة عدم تمكن الثورة من إنتاج قائد جديد يمتلك «كاريزما» من قلبها ، لذا فالصراع كان محتوم فى نهاية الأمر بين المؤسسة القديمة من جانب و الإخوان المسلمين من جانب آخر . ورأى « مزائيل» أن» العدو الأول للإخوان الذى طالما حاربوه هو الديمقراطية و قيمها و حرية التعبير و المساواة بين الأقليات و النساء ، و أن مذهبهم هو التطرفية الدينية الذى يصحبه معاداة صارخة للسامية و التى تحولت بعد ذلك لمعاداة لإسرائيل ، وأن كل الجماعات المتطرفة مثل الجماعة الإسلامية و الجهاد والقاعدة قد استقوا منهجهم من الإخوان. وأضاف «مزائيل» أن الدول العربية قد أدركت الأمر لذا فالسعودية و دول الخليج يتابعون الأمر بقلق و يرفضون أن يغدقوا عليهم لمساعدة الاقتصاد المصرى المنهار. و توقع أن خلال بضع أسابيع سيسيطر الإخوان على كل مراكز القوى فى مصر من رئاسة و برلمان و دستور ، و أنه ليس هناك ما يمنعهم من إحالة جنرالات المجلس العسكرى للتقاعد ، و خاصة أن هناك شكاً كبيراً فى أن يعارض الجيش ذلك و يقوم بانقلاب. وفى سياق متصل أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو » رسالة تهنئة شخصية ل«مرسي» سرا بعد أن رفض الأخير محادثته تليفونيا ، وأعرب فى رسالته عن أمله فى أن تستمر الحكومة المصرية فى التعاون مع إسرائيل كما كان الأمر فى الماضي. و اوضحت الصحيفة أنه حتى الآن لم يجر اتصال تليفونى بين نتنياهو ومرسي. كما بعث الرئيس شمعون بيريز ببرقية لمرسى يهنئه بفوزه فى الإنتخابات الديمقراطية الأولى فى مصر « اننى على دراية بأن مصر و إسرائيل تمثلان اهمية بالغة للسلام و لاستقرار المنطقة التى تخدم مصالح كافة شعوب المنطقة ، ونحن فى إسرائيل نهنئكم على إقامة انتخابات ديمقراطية و نتمنى لمصر بقيادتكم معالجة التحديات المعقدة التى تواجهها الأمة المصرية» و ختم البرقية بالتأكيد على أهمية اتفاقية السلام و أعرب عن أمله فى الحفاظ عليها من أجل الدولتين و استمرار التعاون بينهما. كما دفعها الرعب من فوز مرسى و الخوف من حرب 73 جديدة على المدى الطويل، لاستعجال صفقة الطائرات إف 35 التى وقعت عليها مع الولاياتالمتحدة و التى ساد مؤخرا غموض كبير حولها من اخبار حدوث عيوب فى تطويرها ،و تشمل الصفقة سرب طائرات مكونHW من 20 طائرة إف 35 بتكلفة 2.7 مليار دولار ، و التى من المفترض أن تصل لإسرائيل خلال خمس سنوات،