في أحداث ماسبيرو وسفارة إسرائيل وسفارة السعودية وكذلك محمد محمود والبالون.. قال الناس: الجيش لم يكن صبورا في تعامله مع المتظاهرين. نتذكر جميعا هذه الكلمات بعدما شاهدناه وحدث في أحداث العباسية مؤخرا.. وكذلك السعي للهجوم علي وزارة الدفاع كان هناك اصرار جامح للعبور من كل السواتر والموانع والوصول للوزارة.. لماذا؟ لا أحد يدري.. واخذوا يقذفون الجنود بكل ما تصل إليه أيديهم من حجارة وأسلحة.. واشعال نيران.. وإطلاق شتائم وتهجم علي الجيش ووزارته ورجاله.. بعد ذلك وبعد ما نقلت كاميرات التليفزيون هذا الهجوم غير المبرر وبالرقص لشباب خلعوا الملابس وأطلقوا سيلاً من الكلمات والاشارات البذيئة. بعد كل ذلك بدأ الجيش في اطلاق خراطيم المياه وقنابل الغاز وطلقات الصوت لحسم الامور بعدما تم التجاوز وعبور الشباب من الفراغات التي صنعت في الاسلاك.. كل ذلك للوصول لوزارة الدفاع.. هنا صرخ من صرخ.. الحقوا الجيش بيهاجم الشباب المتظاهر داخل المساجد وبيضرب عليهم النار.. يا ناس هيه الحكاية إيه؟.. الحكاية اصبحت عبثاً في عبث.. مين بيضرب مين وليه؟ عايزين نوصل لايه؟.. من الذي يرسم خطوط ورتوش هذه الصورة المؤسفة؟ لا أحد يعرف.. ولا أحد يجيب. يا سادة علينا فقط أن نعلم هذه هي مصر.. وعلينا أن نحافظ عليها.. ونخاف فيها ربنا.. خافوا الله في مصر يا أهل مصر. سألني صديق محترم.. من الذين توضع كلماتهم موضع الاحترام والاعتبار.. لماذا لم ترشحي نفسك للرئاسة..؟ صدقيني أنا باتكلم بجد.. وأنا أعلم عنك قدرتك علي أن تقومين بهذه المهمة.. وسبق لك منذ عدة شهور أن أعلنت عن تقدمك للترشح.. لماذا تراجعت وأحجمت؟ أجبته.. يا سيدي.. فعلا لقد فكرت في هذه المهمة وهذه المسئولية لاتقدم لحملها أو الاعلان حتي عن برنامجي فقد يكون فيه فائدة لبلدي.. وكذلك لأعلن أن في بلدي مصر سيدات يمكن الاعتماد عليهن بعد أن تم اقصاء المرأة من خريطة الحياة المصرية سواء علي المستوي السياسي أو الاجتماعي أو أي مستوي.. أصبحت المرأة ديكوراً طفيفاً غير ملموس. كذلك يا سيدي الفقر لعنه الله.. اللجنة العليا للانتخابات حددت للمرشح سقفا من الملايين يضعه المرشح في حساب ليصرف منه علي دعايته؟ ملايين إذن مطلوب مرشح غني وثري لديه ملايين مستغني عنها يصرف منها.. وأنا لا أعرف المليون فيه كام صفر.. فقط أعرف أن اشتغل.. وهذا يصل بنا إلي سؤال مهم.. من أين للسادة المرشحين ال13 بهذه الملايين المسموح بها والتي يجب أن نتناقش بشأنها قبل أو بعد الانتخابات.. المهم نتناقش.. المهم نتنقاش ونسأل.. هل هي مذكورة في اقرارات الذمة المالية؟ وهل هذه الاقرارات مثلها مثل كل الاقرارات التي يمتلئ بها جهاز الكسب غير المشروع؟ الذي يصدر عنه بين كل فترة وأخري.. فلان لديه كذا مليار.. فلان لديه كذا قصر ثمنهم كذا مليار وكذلك كذا شقة.. لقد ذكر الجهاز مؤخرا أن أحد الشخصيات الموظفة.. أي التي ليس لديها سوي راتبها.. هذه الشخصية لديها 26 شقة في طول البلاد وعرضها.. يعملوا معاه إيه؟ لا شيء.. يبقي هتعملوا ايه مع السادة المرشحين للرئاسة.. ونظرت لمحدثي أو لسائلي عن العزوف عن الترشح..وبعد كده يا سيدي تسألني لماذا لم أنزل للترشح للرئاسة؟ جلسات مجلس الشعب مهمة وحافلة بالموضوعات المثيرة من وجهة نظر أعضائه. ويتصورون أنها تلح علي المواطن المصري.. ولا ينام من كثرة التفكير فيها.. فيها موضوعات مهمة وتمس سير حياة المواطن.. وفيها موضوعات بالغة الغرابة والاثارة.. مثال (إلغاء قانون الخلع) اعتبره الاعضاء نوعا من سيادة المرأة في الحياة الزوجية وتحجيما لدور الرجل في المنزل.. وفي رأيهم أن علي المرأة أن تعيش حياتها كما هي بحلوها ومرها ولا تتململ ولا تتذمر.. كذلك سن الحضانة.. حددوا السن 7 سنوات للصبي وإحدي عشرة سنة للفتاة.. هكذا؟ سامحكم الله.. في هذه السن بالذات السبع والاحدي عشرة يكون الاطفال في عز الاحتياج للأم.. وتكون الفتاة علي أبواب التفتح للحياة وفي حاجة لحضن أمها ونصائحها لا أن يدفع بها الي زوجة الأب.. التي لو كان لديها قدر من الحنان.. فليس لديها الوقت لافهام الفتاة أمور حياتها.. يا سادة رفقا بالاطفال.. ومن المشاكل التي أخذ المجلس وأعضاؤه يصولون ويجولون بحثا فيها (ختان الاناث) يا سادة هذا موضوع تم اقراره علي أسس علمية وفقهية.. لماذا العودة إليه ومناقشته؟ هو احنا فاضيين؟.. هذا ملمح بسيط من موضوعات تطرح ومازالت في جلسات المجلس.. تبعث علي الدهشة والاستغراب وكاميرات التليفزيون تصور..وتصور تعليق الجلسات.. غضبا من عدم حل الحكومة.. وغالبية الاعضاء ترفض هذا التعليق.. والحكومة تدير ظهرها للمجلس.. وكل فصيل في واد وكاميرات التليفزيون تجعل الجميع في دهشة وعجب عجاب.. هل هذا هو المجلس الذي جلسنا عاما ونصف العام ننتخبه لنصلح به حياتنا؟ هل هذا هو فعلا؟ الكاميرات تصور هذا واقف.. وهذا يؤذن وهذا يلبس علي رأسه طاقية صلاة.. وهذه سيدة تتكلم مع جارتها.. والكل داخل مصر وخارجها يتفرج ويضع العجب الي جواره ويتعجب.. لك الله يا مصر. يا حبيبتي يا مصر نشر فى العدد 596 بتاريخ 12 مايو 2012