«دوت مصر» تكشف بالمستندات أكبر قضية نصب عقاري تقوده «أرابيان» للاستثمار السياحي

بالتزوير.. "أربيان" تمتلك 300 فدان بمرسي مطروح
مفاجأة.. مستند توكيل بيع ل"أرابيان" من شخص توفي قبل تحرير العقد ب 4 سنوات
الشركة تجمع المليارات من المواطنين في "مشاريع وهمية"

موظف ميسور الحال، أراد أن يحقق حلم أسرته، ويحصل لهم على منتزه صيفي، بسعر مناسب لقضاء عطلة العام، وظن أنه وجد ضالته، عندما شاهد إعلانات إحدى الشركات التي تعمل في مجال التسويق العقاري، بشأن قرية سياحية جديدة، وأيقن بذلك حين وجد الكثير من نجوم المجتمع يشاركون في الحملة الإعلانية بالشركة، حينها تأكد أنه من أصحاب الحظ السعيد.

على الفور اتصل "ع. ه" بالأرقام المعلنة خوفًا من ضياع "فرصة العمر"، خاصة أن موقع "الشقق والشاليهات" متميز، وعلى مقربة من الشاطئ، وكذلك أسعار الوحدات الخيالية، التي في استطاعته توفيرها.

حددت الشركة موعدا، وذهب "ع.ه" حسب الاتفاق، وقابل المسؤول وسدد كل ما ادخره طوال عمره، ليضمن الحصول على والوحدة السكنية التي ستحقق حلمه وحلم أسرته.

مضى عام ونصف، و"ع.ه" يحلم بلحظة التسليم، وأن حلمه سيتحقق، وسيصبح جارًا لنجوم المجتمع، فحرص على موعد سداد الأقساط دون أن يخل بأحدها.

وفي يومٍ من الأيام، حدثته نفسه بالذهاب لمقر المشروع ومشاهدة سير العمل، ليطمئن قلبه، وبالفعل ذهب "صاحب الأحلام" ليصطدم بالواقع المرير. وجد القرية السياحية "صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء"، وأن الإعلانات ما هي إلا إعلانات عن مشاريع وهمية ،"توك شو" لا وجود لها على أرض الواقع.

قصة "ع.ه" واحدة من حكايات وقصص آلاف المصريين الذين وقعوا في فخ النصب العقاري، والمتاجرة بأحلام وآمال البسطاء لجني "المليارت الحرام".

يستعرض "دوت مصر"، واحدة من أهم قصص "النصب العقاري" التي تحدث الآن على أرض الواقع، والمتاجرة بأحلام المصريين، لجمع "المليارات الحرام"، مستخدمين المشاهير لضمان سهولة الإيقاع بضحاياهم.

البداية كانت عام 2009، فبحسب المستندات التي حصل عليها "دوت مصر"، صاحب أحد شركات التي تعمل في السياحة العقارية وإقامة المشاريع تسمى "أرابيان"، جمع مليارات الجنيهات، من خلال مشاريع سياحية وهمية لاوجود لها على أرض الواقع، وأن الأراضي المزعم إقامة المشروعات عليها، "ملك للدولة".

فرجل الأعمال شعبان جابر، ادعى امتلاكه لمشاريع سياحية، مقامة على أراضي في الساحل الشمالي ورأس الحكمة بمطروح، وذلك عبر قيامه بعمل حملات إعلانية، لاصطياد ضحاياه.

بدأت الشركة أعمالها، بعقد شراكة بين أحد الجهات الرسمية في مشروع "جزر هاواي" بمرسي مطروح، الكيلو 33، وهو جزء من أرض في منطقة قصر الشوق، وسمي ب"جزر هاواي"، ووضع هياكل خرسانية منذ عام 2009، لكنه لم يسلم أي وحدة سكنية حتى وقتنا هذا، وظل صاحب "أرابيان" يراوغ عملاءه حتى أقنعهم بنقلهم إلى مشروع آخر، ليبدأ مسيرة نصب جديدة.

مشروع" حكمة باي" مسيرة جديدة من النصب بدأتها شركة "أرابيان" في 2015، فخاطب المالك "شعبان جابر" هيئة التنمية السياحية، بدفع 27% من قيمة أرض المشروع، ويحصل على التراخيص، ليثبت لعملائه أنه يمتلك أوراق من جهات رسمية، لكنه لم يدفع أي مبالغ للهيئة، لتوافق على تقنين الوضع، إذ أن هذه القطع كلها تم الاستيلاء عليها بنظام وضع اليد، وكانت موافقة الهيئة مشروطة أن يدفع 27 % خلال ثلاثة شهور، ولكنهم لم يلتزم بالشروط فألغت الهيئة التعامل معه.

لم يكتف صاحب "أرابيان" بكل ما جلبه من ملاين الجنيهات، فأدعا ملكيته لقطعة أرض أخرى في نفس منطقة رأس الحكمة بمطروح، وقام بالترويج لمشروع سياحي جديد، يحمل اسم "الحكمة 2"، وقام بجلب معدات بناء البنية التحتية،"لودر -حفار-دقاق" وغيرها، وقام بتصوير حملة إعلانية وجمع الآلاف من العملاء ليتفاجأ الجميع بأن المشروع وهمي، وأنه لا يملك متر أرض واحد.

وحصل "دوت مصر" على عقد مشروع "حكمة باي" والذي يكشف عن كارثة، وهو عبارة عن توكيل عام رسمي، صادر لرجل الأعمال شعبان جابر، صاحب "أرابيان"، بالإدارة والبيع لصالحه أو للغير ل300 فدان بمرسي مطروح، من شخص يدعى "أمين سالم عبد النبي" مقيم في محافظة مطروح.

وأشار التوكيل إلى أن لرجل الأعمال شعبان السيد جابر، حق التصرف في مساحة 300 فدان والكائنة بمنطقة رأس الحكمة بمطروح، والتوكيل محرر في شهر نوفمبر من عام 2014، سجل مدني المنتزه، وهو ما أعلن عنه صاحب "أرابيان" في عدة مشاريع.

ليكشف "دوت مصر" المفاجأة الكبرى، أن محرر التوكيل بائع الأرض لشركة "أرابيان" المدعو "أمين سالم" متوفى قبل تحرير توكيل البيع بأربع سنوات"4" وذلك بموجب شهادة الوفاة التي حصلنا على نسخة أصلية منها.

وبحسب شهادة فإن المدعو أمين سالم عبد النبي توفي في 24 أكتوبر 2010، عن 63عامًا، رغم أن المتوفي قد حرر عقد بيع الأرض للمدعو شعبان جابر السيد غانم، في 11يناير 2014، أي بعد تاريخ وفاة المرحوم بأربع أعوام"4" الأمر الذي يؤكد أن العقد المحرر مزور.

لم تنته رحلتنا للكشف عن أكبر قضية نصب عقاري عند هذا الحد، بل اكتشفنا أن التوكيل الصادر للمدعو "شعبان جابر"، تحرر من شهر عقاري المنتزه، وساعد أحد الموظفين في التزوير.

لم تتوقف أساليب الاحتيال لدى "أرابيان" عند هذا الحد، بل وصل الأمر إلى استغلال المشاهير ولاعبي الكرة في استقطاب ضحاياها. وهذا ما سنعرضه في الجزء الثاني من هذا التحقيق.