تجمعت على وجهها كافة ملامح الحزن وحفرت الدموع شقوق علي ملامحها جعلتها تشبه سيدة في الثامنيين من عمرها رغم أنها لم تتجاوز الثلاثين بعد، ولكنها دائما ما تتشح بالسواد الذي يغطيها، فلم يفارق الجلباب الأسود جسدها من أن دفع بها حظها العاثر لتقع في براثن زوج لا يعرف سوي زجاجة الخمر فعلي مدار 13 عاما. حاولت «سعاد» أن تستوعب تصرفات زوجها الشاذة وجاهدت نفسها من أجل أن تحافظ علي حياة أطفالها الثلاثة، ولكن لكل َقَدرٍ طاقة تَحمل فما أن فاض بها الكيل لم تجد مفرا سوء محكمة الأسرة لتنهي الماساة التي بدأها والدها.
تقول الزوجة الثلاثينية: «كنت فتاة ريفية صغيرة، يمتلك أهلها تحديد مصيرها، وما أن بدأ العرسان، يطرقون باب منزلهم، حتى وافق والدها علي شخص يدعى علي، تاجر حر توهم أهلي في منظره، وأنه تاجر يمتلك من المال الكثير، لم تكن فترة الخطوبة بالطويلة، فسرعان ما تم الزفاف، لتفاجأ منذ اليوم الأول، بأنها تعيش مع شخص مدمن للخمور، تخيلت في البداية أن الأمر طبيعي في بداية الزواج، ولكن زجاجة الخمر لا تفارق يده ليلا ونهاراً، مرت السنة الأولى، وأنا أعاني المرار، فكل الأموال التي يتحصل عليها تذهب في طريق المخدرات والخمور، يسهر ليلاً في الحانات والبارات مع شلة الأنس ينفق على أصدقائه، وبدأ منحدر السقوط في التوالي، فذهبت السكرة وجاءت الفكرة، فقد أنفق كل أمواله، وبدأ مسلسل الاستدانة من الجميع، فقد نصب على جميع خلق الله بما فيهم عائلته، ولم يراع زوجي أن اسكن بعيداً عن أهلي وأنه يعول ثلاثة أطفال فهو يخرج في المساء ليسهر مع اصدقائه ويعود بالصباح يترنح مثل الذبيحة لا يدري ما يدور حوله، ولا يعلم عن ابناءه شيئاً، أو كيف ينفقون».
تواصل الزوجة حكايتها: «عشت معهم 13 عاماً يخرج زوجي هرباً من الديون، ولكنهم يأتون كل يوم ليقفوا أمام باب منزلي، يطالبون برد أموالهم، فقد أصبحت بين ليلة وضحاها مسئولة عن عائلة بأكملها زوج مخمور وثلاث أطفال، وديون بالألف، ولم أجد مهرباً سواء العمل في البيوت خادمة، أقوم بمسح الأرضيات وغسيل الصحون، أهرب من مسكن إلى آخر كي لا تطالنى أيدى ضحاياه والشرطة وألسنة الناس التى كانت تنهش فى أعراضنا، وبعد كل هذا وصبرى عليه اتهمنى بسوء السلوك وأخذ يشهر بى واهما بأنه بذلك سيكسرنى فلا يحق لى وقتها أن أعاتبه أو أنتقده على أفعاله واختفائه بعد كل جريمة، فكلانا ساقطان».
تنهى الزوجة روايتها بنبرة تتلون بالغضب والحسرة: «منذ فترة ليست ببعيدة، فوجئت باختفاء زوجى كعادته عن الأنظار، فخمنت أنه ربما يكون هارباً من جريمة نصب جديدة، وبالفعل تأكدت من صدق حدسي عندما أتى ضحيته ليطالبني برد مبلغ 150 ألف جنيه له، فرفضت السداد وقررت أن أخلص من ذلك الرجل الذى أساء إلى كثيرا وحولني إلى امرأة بلا روح تتمنى الموت فى كل لحظة ولا يرجعها عن الدعاء بالخلاص من هذه الحياة البائسة إلا صوت أطفالها الثلاثة الذين يدفعون ثمن سوء اختيارها، وطرقت أبواب محكمة الأسرة وأقمت دعوى رقم 385 لسنة 2017 وطالبت فيها بتطليقى منه طلقة بائنة للخلع مقابل تنازلى عن كافة حقوقى المالية والشرعية ورد مقدم الصداق المبرم فى عقد الزواج».
اقرأ أيضا:
على طريقة مسلسل «أريد رجلا».. زوجة تلجأ لمحكمة الأسرة لخلع زوجها الصعيدي لعدم إنجابه الذكور