«الراية السوداء ».. كلمة السر في تنفيذ «هجوم البدرشين الإرهابي»

"الإرهاب الأسود» يعاود الظهور من جديد عن طريق نشوب مخالبه في جسد الأمة المصرية، ففي الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الماضية شهد كمين أمني « أبو صوير» بطريق البدرشين بالجيزة هجوما إرهابيا نفذه مسلحون يستقلون دراجات نارية «موتوسيكلات»، مما أسفرعن استشهاد 5 من رجال الشرطة فيما لاذ الجناة بالفرار-حسب مقطع الفيديو الذي رصد الواقعة.
الجديد في المشهد هذه المرة ليس رصد الواقعة فحسب، حيث أن العديد من الوقائع التي تم رصدها في وضح النهار، إنما الملفت للانتباه هذة المرة ظهور منفذي الهجوم أو العملية، ممسكين براية العقاب ذات اللون الأسود والمدون عليها باللون الأبيض «لا اله إلا الله محمد رسول الله»، تلك الرايات السود التي ترتفع فوق أكتاف كثير من الجماعات المتطرفة.
«راية العقاب» في عملية البدرشين الإرهابية، تدل –حسب مراقبون- أن هناك تحولا خطيرا حدث خلال الفترة الأخيرة بين عناصر وأعضاء جماعة الإخوان، وأن هناك مبايعة تمت تحت لواء أصحاب الرايات السود أو تنظيم أنصار بيت المقدس، قبل مبايعته لتنظيم داعش عام 2014، حيث أطلق على نفسه اسم «ولاية سيناء».
«صوت الأمة» رصدت مسألة رفع «راية العقاب» كرمزاَ دالاَ على التيار الجهادي المتطرف، حيث أن هناك عدد من المذاهب والفرق الإسلامية «الشيعة بمختلف فرقهم-أهل السنة والجماعة»، تشير إلى المهدى المنتظر التى تمثل فكرة «المخلص» فى كل الأديان وأدبياتهم، هذا المخلص الذى سيأتى ومعه الرايات السوداء .
أدبيات «الإخوان-داعش-تنظيم القاعدة» وغيرها من الحركات والجماعات الإرهابية، تؤمن بفكرة الرايات السود، رغم ضعف الأحاديث التى وردت فى هذا الشأن حتى وصل الأمر إلى أن وصفها عدد من المتخصصين فى الراوية ب«الموضوعة»، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتخذ الرايات السود أعلاما وشعارا ولا الخلفاء الراشدين من بعده إنما كانت رايات النبي صلى الله عليه وسلم مختلفة الألوان تارة خضراء وتارة بيضاء – وهو الأغلب – وتارة مختلطة الألوان أو سوداء، وليست هذة الرايات والشارات رمزا للخلافة الإسلامية أو الدولة الإسلامية –حسب متخصصون-
فيما يرى عدد من المراقبين، أن الراية السوداء تعد جزء لا يتجزأ من الوهم الذى يسيطر على الغلاة الذين يفتقدون أياَ من المقاومات على أرض الواقع عن طريق سيطرة الرؤى والعاطفيات و استغلالها فى الإتجار بالدين، كما أن الرايات السود تشير إلى طريقة هؤلاء الغلاة في فهم النصوص الشرعية بطريقة خاطئة، حيث أن راية العقاب هذة جزء من انحرافاتهم المنهجية في التعاطي مع الفقه والنصوص الشرعية .
معظم الجماعات والحركات الإرهابية أمثال الدولة الإسلامية بالعراق والشام المعروفة ب«داعش»، وأفرع تنظيم القاعدة، ترفع شعارها الذي تبنته و هو راية العقاب الصقر وخاتم النبوة وهو عبارة عن دائرة سوداء مكتوب عليها الشهادتين وهو نفس العلم الذي ظهر للمرة الأولى علي يد التكفيريين في العراق، واستخدمته فيما بعد دولة العراق الإسلامية كشعار لها، إلا أن اتخاذ شباب جماعة الإخوان لهذة الراية، يؤكد أن العقد انفلت من قيادات التنظيم وأن زمام الأمور فى الوقت الحالى أصبحت تسيطر عليه مجموعة الهارب القطبى محمود عزت، أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين والقائم بأعمال المرشد الحالي للجماعة بصفة مؤقتة .