البابا تواضروس يستقبل رئيس وزراء صربيا    قيادي بحزب مستقبل وطن: مشروع قانون الإيجار القديم خطوة لتحقيق التوازن بين المالك والمستأجر    حزب الدستور يثمن بيان مصر أمام الأمم المتحدة ويشيد بالدبلوماسية المصرية العريقة    مرموش يقود هجوم مانشستر سيتي أمام الوداد المغربي في مونديال الأندية    منتخب شباب اليد يفوز على السعودية ببطولة العالم    ما هو موعد نتيجة الشهادة الإعدادية في شمال سيناء؟    لوفتهانزا تمدد تعليق رحلاتها الجوية للشرق الأوسط بسبب الحرب الإسرائيلية الإيرانية    رصاص الاحتلال يخترق طوابير المساعدات الإنسانية في غزة    اهتمام دولي متزايد بالاستثمار في قطاع الغزل والنسيج المصري    إزالة 7441 حالة تعدٍّ على أملاك الدولة في حملات موسعة خلال أسبوع    مصطفى يونس يهاجم ريبيرو بسبب زيزو.. ماذا قال؟    قوافل الرحمة والمواساة تواصل نشاطها بأوقاف الفيوم بزيارة لمستشفى سنورس المركزي.. صور    سقوط ديلر مخدرات شبرا الخيمة في قبضة مباحث القليوبية    الإعدام لربة منزل لاتهامها بقتل أم ونجلها بالقليوبية    لتصوير السيدات داخل دورة المياه.. القبض على عامل بكافيه في الدقي    حميد الشاعري يعود إلى روتانا بعقد جديد وخطة غنائية تستهدف الجيل الجديد    هنداوي: فخور بكل ممثل في «فات الميعاد».. الالتزام كان كلمة السر | خاص    «احتسبه مع الأبرار».. الموسيقار صلاح الشرنوبي يرثي نجله بكلمات مؤثرة    الغربية.. ضبط سيارة نقل محملة ب236 أسطوانة غاز منزلي مدعم قبل تهريبها    محافظ المنيا يطمئن على توافر المخزون الاستراتيجي للسلع الأساسية    شوبير يوضح حقيقة عرض الدوري الأمريكي لوسام أبو علي: لا مفاوضات رسمية حتى الآن    حصريا ولأول مرة.. قناة النيل للأخبار في هيئة الرقابة النووية المصرية    ملتقى القضايا المعاصرة بالجامع الأزهر: الأمة اليوم أحوج ما تكون إلى استعادة تماسكها وتوحيد كلمتها    مدينة الدواء تطلق الموجة الثانية من برنامج Partners في الزقازيق    174 ألف طن.. محافظ القليوبية يتابع إزالة كميات هائلة من المخلفات أسفل محور العصار    دول الخليج تدين وتستنكر الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية    "تعليم دمياط" تضبط بوصلة التحويلات المدرسية إلكترونيًا لضمان الانضباط وتيسير الإجراءات    الإسماعيلي ليلا كورة: أحمد العجوز يقود الفريق لحين حسم ملف المدير الفني    الرقابة المالية تحدد الشروط والمعايير المطلوب توافرها بأعضاء مجالس إدارة شركات التأمين أو إعادة التأمين والإدارات التنفيذية لها    ب290 دينار شهريا.. بدء اختبارات المتقدمين للعمل بمهنة «تربية الدواجن» في الأردن (تفاصيل)    جامعة بني سويف بالمركز ال 676 في تصنيف «يو إس نيوز»    المخرجة سارة وفيق تكشف عن مشاريع درامية في مرحلة الفكرة مع تامر حسني    مركز منع انتشار الأسلحة النووية: لا أدلة تثبت امتلاك إيران سلاح نووى    البورصة المصرية تربح 1.2 مليار جنيه في ختام تعاملات الأربعاء    ضبط نصف طن لحوم ودواجن مجهولة المصدر في حملات رقابية بالشرقية    تقديم خدمات طيبة علاجية مجانية ل 189 مريضا من الأولى بالرعاية بالشرقية    فليك يجتمع مع شتيجن لحسم مصيره مع برشلونة    خبيرة الطاقة: «الساعة الذهبية قبل مغرب الجمعة» طاقة روحانية سامية    حكم ضمان ما تلف فى يد الوكيل من أمانة.. دار الإفتاء تجيب    محافظ المنوفية: مليار و500 مليون جنيه استثمارات في قطاع التعليم قبل الجامعي خلال ال6 سنوات الأخيرة    الصحفيين تستقبل حجاج النقابة بمطار القاهرة عقب عودتهم من الأراضي المقدسة (صور)    أمين الفتوى: الأمانات بين الناس لا تسقط بالوفاة ويجب أداؤها لأصحابها أو لورثتهم    السحر والسحالى    الأمم المتحدة تدين إطلاق النار على مدنيين يبحثون عن الطعام في غزة    توقيع الكشف الطبي والعلاجي المجاني ل 1000 مواطن في قافلة طبية بأسوان    التشكيل المتوقع لقمة ريال مدريد ضد الهلال السعودى في كأس العالم للأندية    بعد الموافقة النهائية من «الإسكان».. تفاصيل عقود الإيجارات القديمة التي تطبق عليها التعديلات    جدول مباريات محمد صلاح مع ليفربول في الدوري الإنجليزي.. بداية نارية    الصحة: إصدار أكثر من 18 مليون قرار علاج على نفقة الدولة خلال 5 سنوات    الأرصاد تكشف عن ارتفاع درجات الحرارة ابتداء من الجمعة    صحة إسرائيل: 94 مصابا وصلوا إلى المستشفيات الليلة الماضية    تراجع تاريخى.. أسعار الرحلات بين أوروبا وأمريكا تصل لأدنى مستوياتها    وكيل لاعبين: الزمالك أهدر 300 مليون جنيه من صفقة انتقال "زيزو" ل نيوم السعودي    كاد يكلف صنداونز هدفا.. تطبيق قانون ال8 ثوان لأول مرة بكأس العالم للأندية (صورة)    ترامب يختتم اجتماعه بفريق الأمن القومي الأمريكي وسط تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران    أطفال الغربية تتوافد لقصر ثقافة الطفل بطنطا للمشاركة في الأنشطة الصيفية    الكشف المبكر ضروري لتفادي التليف.. ما علامات الكبد الدهني؟    الشيخ أحمد البهى يحذر من شر التريند: قسّم الناس بسبب حب الظهور (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خلافتان للمسلمين في 58 يوما.. البغدادي في "الموصل" وشيكاو في "بورنو"
نشر في محيط يوم 26 - 08 - 2014

58 يوما تفصل بين إعلان دولتين ل"الخلافة الإسلامية" في العراق وبعدها في نيجيريا.
ففي 29 يونيو/ حزيران الماضي، أعلن أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم "داعش"، "دولة الخلافة" على الأراضي التي تقع تحت سيطرة التنظيم في سوريا والعراق، في الوقت الذي أعلن فيه اليوم الاثنين أبو بكر شيكاو، أحد قيادات جماعة بوكو حرام "الخلافة الإسلامية" على الأراضي التي تقع تحت سيطرتهم في نيجيريا.
الكثير من أوجه التشابه والاختلاف بين التنظيمين منذ النشأة وصولا إلى إعلان الخلافة ترصدها وكالة الأناضول فيما يلي:
** التأسيس والأهداف :
بدأ تكوين الدولة الإسلامية في العراق في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2006 إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة، وتم اختيار "أبو عمر البغدادي" زعيما له وبعدها تبنت العديد من العمليات النوعية داخل العراق آنذاك.
بعد مقتل أبو عمر البغدادي في يوم الاثنين 19 إبريل / نيسان 2010 أصبح أبو بكر البغدادي زعيما لهذا التنظيم، وشهد عهد أبو بكر توسعاً في العمليات النوعية ، وبعد الأحداث الجاريه في سوريا واقتتال الجماعات الثورية والجيش الحر مع نظام بشار الأسد تم تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام أواخر سنة 2011، وسرعان ما نمت قدراتها لتصبح في غضون أشهر من أبرز القوى المقاتلة في سوريا.
وفي 9 إبريل / نيسان 2013 وبرسالة صوتية بُثت عن طريق شبكة شموخ الإسلام، أعلن أبو بكر البغدادي دمج جبهة النصرة مع دولة العراق الإسلامية تحت مسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وبدأ نفوذ الدولة يتوسع في الداخل السوري يوماً بعد اليوم.
ومن سوريا، انتقل التنظيم إلى العراق واستطاع في وقت قصير السيطرة على مساحات كبيرة، شجعته في 29 يونيو / حزيران 2014 على إعلان الخلافة الإسلامية ومبايعة أبي بكر البغدادي خليفة للمسلمين.
أما " بوكو حرام " فكانت البداية في يناير/ كانون الثاني 2002، عندما تأسست الجماعة في نيجيريا تحت اسم "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد"، غير أنها تعرف بلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا باسم " بوكو حرام "، وتعني "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.
وحافظت جماعة "بوكو حرام" على سلمية حملاتها - رغم طابعها المتشدد - ضد ما تصفه ب"الحكم السيء والفساد"، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.. واليوم، أعلنت جماعة "بوكو حرام" الخلافة الإسلامية في المدن التي استولت عليها مؤخرا في شمال البلاد.
**من هو الخليفة المزعوم؟
زعيما الخلافتين المزعومتين يشتركان في أن " أبو بكر " هو اسم شهرتيهما، وبينما اختار زعيم " بوكو حرام " اسم جدة "أبو بكر" ليكون اسما له، لم يتضمن الاسم الحقيقي لزعيم تنظيم " داعش " اسم " أبو بكر "، كما يشتركا في أن الخارجية الأمريكية أعلنتهما إرهابيين عالميين.
وزعيم تنظيم داعش هو ابراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري الحسيني القرشي السامرائي، ويعزى إليه المسؤولية عن كافة النشاطات العسكرية لتنظيم القاعدة في العراق ووجه وأدار مجموعة كبيرة من الهجمات والعمليات كهجوم 28 أغسطس (آب) 2011 على جامع أم القرى الذي أدى لمقتل 6 أشخاص.
وبعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هدد أبوبكر بالانتقام العنيف له، وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في 4 أكتوبر (تشرين الأول) 2011 أن أبوبكر البغدادي يعتبر إرهابيًا عالميًا، ورصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه أو قتله.
أما زعيم تنظيم "بوكو حرام" فهو الإمام أبو محمد بن محمد أبو بكر الشكوي، والمعروف باسم أبو بكر محمد شيكاو، فلم تحدد وزارة العدل الأمريكية تاريخ ميلاده بدقة، وقالت إنه ولد في أحد أعوام (1965 أو 1969 أو 1975)، في قرية من المزارعين ومربي المواشي قرب الحدود مع النيجر في ولاية يوبي (شمال شرق)، وقد درس الفقه لدى رجال الدين المحليين في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو المجاورة.
وفي تلك الحقبة تعرف على الداعية محمد يوسف مؤسس "بوكو حرام" قبل أكثر من 10 سنوات، ثم انضم الى الحركة التي أطلقها يوسف وجذبت الشباب العاطلين عن العمل في مايدوغوري متهما القيم الغربية التي اتت مع الاستعمار البريطاني بأنها مسؤولة عن المشاكل في نيجيريا مثل الفساد المتفشي والفقر المدقع في صفوف السكان.
ولكن عندما أصبح "شيكاو على رأس "بوكو حرام" أصبحت الحركة أكثر "عنفا وفتكا وتدميرا"، وقبل مقتل يوسف كان شيكاو يتهمه بأنه "معتدل أكثر من اللازم" وفقا لمجموعة الأزمات الدولية.
وفي بعض الأحيان يبدو شيكاو وكأنه منفصل عن الواقع، حيث هدد بقتل مسؤولين مشهورين عالميا توفوا منذ زمن مثل رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر أو البابا الراحل يوحنا بولس الثاني.
**إعلان الخلافة :
أعلنت الخلافة الإسلامية في العراق والشام عبر تسجيل مصور للمتحدث باسم الدولة الإسلامية أبو محمد العدناني، يوم الأحد 30 يونيو (حزيران)، وقال في التسجيل إن "الدولة الإسلامية" ممثلة بأهل الحل والعقد فيها من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى قررت إعلان قيام الخلافة الإسلامية وتنصيب خليفة دولة المسلمين ومبايعة الشيخ المجاهد أبو بكر البغدادي، فقبل البيعة وصار بذلك إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان.. وأضاف أنه تم إلغاء اسم العراق والشام من مسمى الدولة وتبديلها بتسمية "الدولة الإسلامية".
وأعلنت الخلافة الاسلامية في نيجريا هي الأخرى، عبر تسجيل مصور، حصل عليه موقع "صحارى ريبورتز" الإخباري المستقل على الإنترنت، وقال زعيم الجماعة، أبو بكر شيكاو، خلال التسجيل،: "نشكر الله على النصر الكبير الذي وهبه لأعضائنا في جوزا، وجعل المدينة جزءا من الخلافة الإسلامية"، غير أنه لم يعلن تنصيب نفسه خليفة.
**البيعة
قال المتحدث باسم تنظيم الدولة الإسلامية إنهم بايعوا زعيمهم أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين في كل مكان، وأنه قبل بالبعية، وصار بذلك إماما وخليفة للمسلمين في كل مكان، وفي الخلافة الإسلامية في نيجريا قال زعيم التنظيم : "نحن في دولة خلافة إسلامية، وليس لنا علاقة بنيجيريا، ونحن لا نؤمن بهذا الاسم"، ولم يدعو إلى بيعته، كما لم يدعو إلى الهجرة إلى أرض الخلافة كما فعل البغدادي.
**مساحة دولة الخلافة
يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية العراق والشام على غربي العراق وشرقي سوريا بعد أن تمكن في التاسع من شهر يونيو/ حزيران الجاري من التوغل في العديد من المدن والبلدات العراقية حيث سيطر على الموصل وتكريت وعدد من النقاط الحدودية بين سوريا والعراق معلنين انتهاء الحدود التي رسمتها اتفاقية سايكس/ بيكو.
في المقابل تتخذ "بوكو حرام" معقلا رئيسيا في غابة "سامبيسا" التي تمتد إلى ما يقرب من 60 ألف كيلومتر مربع عبر ولايات الشمال الشرقي في نيجريا ( بورنو، ويوبي، وبوتشي، وغومبي) وصولا إلى ولايات الشمال الغربي ( كانو، وجيغاوا)، وتبلغ مساحتها 3 أضعاف مساحة دولة إسرائيل.
ومن المعاقل الأخرى المعروفة لمسلحي بوكو حرام تلال جوزا الشهيرة في الإقليم الذي يحمل نفس الاسم، وترتفع نحو 1300 متر فوق مستوى سطح البحر، وتضم سلسلة من الجبال، تعرف باسم "جبال ماندرا" الكبرى، وتشكل حاجزا حدوديا بين نيجيريا والكاميرون.
**عاصمة الخلافة
مدينة الموصل في " العراق"، هي عاصمة دولة "الخلافة الإسلامية" المزعومة، التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية، وهي تقع على خط عرض "36 - 20 درجة"، وتقول تقارير إعلامية إن تنظيم الدولة الإسلامية يصدر في المدينة جواز سفر "دولة الخلافة".
أما تنظيم " بوكو حرام " فقد اتخذ من بلدة "جوزا " بولاية بورنو شمال شرق نيجريا عاصمة للخلافة المزعومة، وتقع تلك المدينة على خط عرض " 11-30 درجة".
**الامتداد خارج الدولة
الفكر التوسعي يجمع بين التنظيمين، فكلاهما لا يؤمن بالحدود الوطنية، وتشير تقارير إلى أن تنظيم " بوكو حرام " يملك ما لا يقل عن 9 قواعد في دولة الكاميرون، القريبة من غابة "سامبيسا"، التي يتخذون منها معقلا رئيسيا في ولاية " بورنو " في شمال شرق نيجيريا.
أما تنظيم " الدولة الإسلامية" فقد انتقل من سوريا ليسيطر، خلال وقت قصير للغاية، على مساحات شاسعة من العراق، ويرى مرقبون أن التنظيم يتجه سريعا نحو "الانتحار" على الرغم من اتساع نفوذه.
ويعزي المراقبون ذلك إلى أن التوسع السريع لمناطق سيطرة التنظيم وانتشار مقاتليه فيها، وكثرة الخصوم والأعداء الذين يقاتلهم في نفس الوقت بكل من سوريا والعراق، والدعم الأمريكي والدولي لأولئك لوجستياً وعسكرياً، مع إثارة التنظيم نقمة سكان المناطق التي يسيطر عليها بقيامه بتطبيق ما يصفها بالحدود الشرعية من جلد ورجم وذبح وقطع للرؤوس، وبدء "انتفاضات" شعبية مسلحة ضده خاصة في شرق سوريا، كل ذلك يوحي أن "دولة الخلافة" تتجه نحو "الانتحار" والزوال السريع بشكل يشابه نشأتها و"تمددها" السريع.
**العدد والتكوين العضوي
يرى متخصصون في شؤون الجماعات الإسلامية أن عدد مقاتلي "الدولة الإسلامية" لا يتجاوز 15 ألف مقاتل، أكثر من 80% منهم من جنسيات غير سورية أو عراقية، غالبيتهم حسب ما يعلن التنظيم من الشيشان والسعودية والأردن ودول المغرب العربي ومصر وليبيا وغيرها.
ويقدر مركز "بروكينغز" للدراسات في الدوحة بقطر أن عدد مقاتلي "داعش" بين 6 و7 آلاف مقاتل، بينما لم يتحدث التنظيم نفسه عن أعداده، كما لا يوجد زي مميز لهم.
أما تنظيم " بوكو حرام" ، والذي تقول مصادر إعلامية أنه بدأ ب 200 شخص، غير معروف الآن عدد مقاتلية وحجم أسلحته، لكن التسجيلات المصورة التي اطلعت عليها وكالة الأناضول، وانتشار وشدة هجمات "بوكو حرام" تشير إلى أن الجماعة تضم آلاف المقاتلين.
ولا تملك المجموعة قواعد محددة للزي، وهذا يتيح لأعضائها الاختلاط مع السكان المدنيين، وفي بعض الحالات، يظهر قادة الجماعة والمقاتلين في التسجيلات المصورة وهم يرتدون أغطية للرأس، وتارة أخرى يظهرون في الزي العسكري المموه، الذي يرتديه "أبو بكر شيكاو"، (الزعيم الحالي) أثناء ظهوره في التسجيلات المصورة التي بثتها الجماعة.
** الشعارات والرايات
يرفع تنظيم " الدولة الإسلامية " راية تنظيم القاعدة (العلم الأسود المكتوب عليه باللون الأبيض عبارة، لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ويطلق عناصره، هتافات إثر كل معركة أو انتصار يحققونه على قوات الأعداء مثل " قائدنا للأبد سيدنا محمد" و" الله أكبر" التي تتعالى بها أصواتهم أيضاً خلال الاشتباكات.
كما يرفع مقاتلو "الدولة الإسلامية" وأنصاره عبارة "باقية وتتمدد" شعاراً للتعبير عن فكر "دولتهم الإسلامية" التوسعي والتي تتعدى حدودها حدود سوريا والعراق، وكذلك بقائها على الرغم من معارضة خصومها وأعدائها الكثر.
ويرفع تنظيم " بوكو حرام " هو الآخر نفس الراية، والتي يعتقد الجهاديون أنها كانت راية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
**العقيدة والفكر
يشترك التنظيمان ( الدولة الاسلامية وبوكو حرام ) في الفكر السلفي الجهادي والمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، ويتبنى التنظيمان نفس العقيدة الجهادية ل"القاعدة"، كما يؤمنان بأهمية إقامة دولة الخلافة، وإزالة الحدود بين الدول، ومبدأ "الحكيمية"، وهو مذهب إسلامي يشدد على أن العالم يجب أن يحكم بقوانين الله فقط.
وصنف تنظيم الدولة الإسلامية في نشأته على أنه امتداد للقاعدة، وقال زعيمه أبو بكر البغدادي بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن إنه سينتقم لمقتله، لكن الزعيم الحالي للتنظيم أيمن الظواهري رفض قرار البغدادي بإعلان "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ودعاه في تسجيلات صوتية بهذا الخصوص - كان آخرها مايو/ آيار الماضي - إلى التفرغ لما وصفه ب"العراق الجريح"، والعودة إلى الأمير (الظواهري) ب"السمع والطاعة"، وهو ما رفضه التنظيم الجديد سريعاً وشن هجوماً على الظواهري وطالبه بمبايعة البغدادي كأمير، وذلك في تسجيل لأبو محمد العدناني، الناطق باسم التنظيم.
أما "بوكو حرام"، فيرى البعض أن لها علاقة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، لكن آخرين يؤكدون على عدم وجود دليل ملموس لإثبات صحة هذا الادعاء.
** مصادر التمويل:
في بداية نشأة تنظيم الدولة الإسلامية اعتمد التنظيم على التمويل الخارجي، إلا أنه لا يعلن عادة عن مصادر ذلك التمويل، كما لا تعلن تلك المصادر عن تقديمها الدعم له خوفاً من العقوبات الدولية عليها خاصة أنه موضوع على لوائح "الإرهاب الدولي".
إلا أنه خلال الفترة الماضية بدأ بالاعتماد على موارد ذاتية بعد سيطرته على حقول وآبار للنفط والغاز في كل من سوريا والعراق، وقيامه ببيع كميات منها عن طريق مهربين إلى بعض دول الجوار.
أما تنظيم "بوكو حرام"، فلا توجد معلومات واضحة بشأن مصادر التمويل، لكن فى الوقت الذي يظهر فيه بعض أعضاء وقادة الجماعة في حالة اجتماعية، واقتصادية متواضعة، فإن الجماعة تملك ترسانة حربية قوية تظهر من خلال العمليات التى تقوم به، مثل قاذفات الصواريخ والقذائف المضادة للطائرات.
** الأساليب القتالية
يعتمد تنظيم "الدولة الإسلامية" في معاركه التي يخوضها ضد خصومه في كل من سوريا والعراق على أسلوب فرض الرعب على الطرف الآخر، متخذا من "الانغماسيين" و"الذبِّيحة" ذراعين أساسيتين لتحقيق هذا الأسلوب.
ويحاول التنظيم الذي يقول مراقبون إن عدد مقاتليه لا يتجاوز 15 ألف عنصر، بخلاف عدد المتحالفين معه، تعويض النقص العددي لديه مقارنة بخصومه، حيث يعمل على تصوير مقاتليه على أنهم مستعدون للموت عبر القيام بما يسميها "عمليات استشهادية" ينفذها "الانغماسيون" ضد الأعداء.
كما يلّوح لأعدائه أيضاً بأن مصيرهم يتعدى الموت في المعارك معه، وإنما سيواجهون الذبح وقطع الرؤوس الذي ينفذه بعض العناصر المتخصصين لديه والذين يلقبهم العوام في كل من سوريا والعراق ب"الذبِّيحة" بتشديد الباء وكسرها، بحسب المفردة العامية هناك التي تدل على كثرة القتل ذبحاً.
وتبدو العقيدة القتالية ل"بوكو حرام" متشابهة، من حيث الذبح والعمليات الإنتحارية، ويقول زعيم التنظيم في عبارة شهيرة له "أحب أن اقتل من يأمرني الله بقتله تماما كما أحب ذبح الدجاج والأغنام".. وتشير العمليات التي ينفذها التظيم إلى تبنية - أيضا - الفكر الانتحاري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.