لا تكاد تخلو محافظة من محافظات مصر الحضرية أو الريفية من التوك توك، كوسيلة مواصلات بشكل واسع أو محدود حاليا، وأصبح من الطبيعى أن يسير بجوار التاكسى أو الميكروباص، كإحدى وسائل المواصلات الهامة والحيوية، وخاصة فى المناطق الشعبية والريفية والصحراوية، وعلى الرغم من أن بدايته كانت فى الهند فترة الستينات إلاّ أنه انتقل لدول جنوب شرق آسيا ثم الصين، كما انتشر فى أمريكاالجنوبية والوسطى بدول بيرو والسلفادور، وفى إفريقيا انتشر بمصر وإثيوبيا والسودان. بدأ ظهور التوك توك على استحياء فى مصر وعدد من الدول العربية الإفريقية الفقيرة فى أواخر الثمانينات. وحتى هذه اللحظة، مازال الخلاف والجدل مستمرا على مشروعية التوك توك، كوسيلة مواصلات يمكن تقنينها وترخيصها مثل التاكسى والميكروباص وسيارات النقل الجماعى الخاصة، غير أن الواقع الفعلى قد تجاوز هذا الجدل بكثير، وفرض التوك توك نفسه كوسيلة مواصلات حتى ولو لم تعترف به الحكومة ولا إدارات المرور. ففى مصر مازال هناك من يعتبر التوك توك مركبة غير مطابقة للمواصفات الأمنية، لعدم اتزانه وعدم صلابة هيلكه الخارجي، وعدم وجود أبواب أو أحزمة أمان تمنع عن الركاب الخطر في حالة الحوادث، وبالتالي ترفض كثير من الإدارات المرورية والمحافظات صرف لوحات معدنية للتوك توك لاعتقادها فى عدم صلاحيته للسير فى طرق المدينة، ومع كل ذلك لم توقف تلك المخاوف والإجراءات الكثير عن شراء التوك توك وقيادته، وأصبح من الطبيعى رؤية التوك توك ينطلق فى أنحاء المدن ريفا وحضرا بدون لوحات رقمية أو ترخيص. هذا الأمر بعدم وجود لوحات رقمية للتوك توك شجع البعض على استخدامه فى جرائم السرقة أو الاختطاف أو القتل، علما بأن الكثير من الشباب ومنهم من يحمل مؤهلات متوسطة وعليا يعتبر التوك توك مصدرا لرزقه ووسيلة الحصول على الدخل الحلال له ولأسرته. «صوت الأّمّة» تجولت داخل شوارع البحيرة لتسأل أصحاب التوك توك عن مشاكلهم وسبب انتشار ظاهرة السائقين الصغار، وللتعرف على آراء المواطنين حول انتشار التوك توك في كل الأحياء والمدن والقرى. قال "عبده صبرى " 25 سنة، سائق من سنهور البحيرة: التوك توك مصدر رزق لنا أنا وإخوتي، والدخل اليومي حوالي 100 جنيه ، وهذا مبلغ يكفي بالعافية في اليوم لأني أشتري جاز أو بنزين وسعرهما غالي، ويتساءل: ومادامت الحكومة تري أننا سبب الأزمة فلماذا سمحت بدخول هذا العدد المهول من التكاتك. وقال " باسم محمد" 32 سنة، سائق بإيتاى البارود: التوك توك فاتح بيوت ناس كتير، فلماذا لا يتم ترخيصه وأن تكون هناك رقابة على من يقوده وألا يقل عمره عن 18 سنة. وشرح" إبراهيم بدر" 40 سنة، سائق بمركز كفر الدوار الموضوع قائلا: التوك توك يحتاج إلى تنظيم ليس أكثر، أولا أن يتم تخصيص موقف للتكاتك ومن يقوده لا يقل عن سن 18 سنة، لأن هناك أطفال لم يتجاوز سنهم 10 سنوات تقوده، وأهم مشاكل التكاتك، من وجهة نظري، هى الحكومة التي تضطرنا لدفع غرامة كبيرة كل فترة بحجة المخالفات، والسؤال الذى أوجهه للمسئولين أدفع الغرامة أم أقساط التوك توك؟. من جانبه أكد محمد هانى ضابط بوحدة مرور دمنهور أن وحدة مرور دمنهور تبذل أقصى جهدها لمواجهة تعديات "التكاتك" والتصدي لمشاكلها الكثيرة، كما أكد أن "التوك توك” الذي لم يرخص له يتم توقيفه واحتجازه ولا يرد لصاحبه إلا بعد دفع الغرامة المقررة، والبدء في إجراءات ترخيصه وليس هناك تهاون مع أى شخص مهما كانت ظروفه.
اقرأ أيضا: 2.5 جنيه قيمة تعريفة ركوب التوك توك بميت أبو غالب بدمياط القبض على عاطلين استخدموا التوك توك في السرقة