سيدة من طراز فريد، حسناء ينطبق عليها المثل الشعبي «لا يفل الحديد إلا الحديد»، جذابة لم تشاهدها إحدى فتيات جنسها، إلا وألهبت نار الغيرة جوفها، مجرد النظرة التي تسبق حديثها على الشاشة، كانت كفيلة بانتزاع آهات أعلى من تلك التي كانت تتبع أحد أهداف حسام حسن، نجم الكرة في تلك الحقبة الزمنية.
عرفها الجمهور ب«روقة»، واكتفى ذلك، لم يشغله تاريخها اسمها الحقيقي زوجها، أصلها وفصلها، كل ذلك لا يهم، جيل خلف جيل، وهو يحلم بأن يجد فتاة أحلام، تعامله كما كانت تعامل الفنانة «نورا» الراحل نور الشريف «أبو كمال»، ترص له حجر الشيشة، تجلس تحت قدميه، تتأمل فيه، منتظرة الأمر بعد الأمر، لا تكل ولا تمل، تخبره أنها معها وإن ذهب لجهنم. -إيه رأيك بقى في الواد سحوْسَة ابن خالتي.. واد غلبان وأمين يحفظ السر ويرضى بقليله.. = ده واد خِرِعْ بيخاف من خياله.. أنا يلزمني وحوش يكون قلبها حديد.. - حيرتني معاك.. = يا مليون خسارة عليك يا أبو دهشوم أنت والدفاس وطلبة كانوا رجالة ياكلوا الحديد وهو مزنهر - ما تتعبش روحك.. طلبك ده مش هتلقاه غير في العيال المخربشين بتوع السوابق. = لا؛ كله إلا السوابق.. ما هم قدامي على قفا من يشيل بس ما ينفعوش. - لييييييييييييه؟ = إحنا عمرنا ما شغلنا سوابق معانا.. - طب والعمل؟ = مش عارف يا روقة.. الوقت بيجري وأنا واقف متكتف. - طب وأخواتك؟ = لسه بيفكروا مراكزهم مخلياهم مروعشين وآخر جُبن. - طب ما ينفعش نقوم بالشغلانة دي أنا وأنت؟ = وتعرضي نفسك للخطر عشاني؟ - دا أنا روحي فداك.. أنا ملك إيديك = ربنا ما يحرمنيش منك.
السطور السابقة المقتطعة من فيلم «العار»، لحوار دار بين الفنان الراحل نور الشريف «أبو كمال»، والفنانة نورا «روقة»، تداولها بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية، إحياء لذكرى ميلاد الفنانة نور، التي لازالت قصة اعتزالها الفنانة أمرًا يثير فضول جمهورها، وخاصة أنها ابتعدت عن الوسط الفني في قمة نجاحها وفجأة، وكانت تُعد واحدة من أجمل الفنانات اللاتي أنجبتهن السينما المصرية في جيل السبعينات. «وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واطفالك على نساء العالمين.. يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين»، لمست الآية قلب «روقة» فكان ختامه مسك، وكان قرار الاعتزال، وفقاً لما قصته الفنانة المصرية عفاف شعيب، التي قالت في حوار لها: « نورا اعتزلت وارتدت الحجاب في بيتي.. نعم داخل شقتي.. ومن قبل أن أعلن أنا اعتزالي بعدة شهور!.. أنا كنت متعودة قبل اعتزالي أن نتناوب ختم القرآن الكريم في بيتي مرة وفي بيت كل فنانة من صديقاتي مرة أخرى.. وكان من بين هؤلاء الأخوات ياسمين الخيام ونورا ونسرين وهناء ثروت وهناء السعد شقيقة رجل الأعمال أشرف السعد وهالة الصافي وغيرهن.. المهم كان ختم القرآن ذات يوم في شقتي بالمهندسين.. كنت صائمة في هذا اليوم.. كان يوم اثنين.. وحضرت الحاجة ياسمين الخيام.. اقتربت منها وسألتها عن الإيشارب وهي تتجه معي إلي غرفة المعيشة.. لكنها ظلت صامتة.. وطلبت مني أن أنصت إلى القرآن.. وكان القارئ وقتها يتلو قوله تعالى: (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين.. يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين)، في هذه اللحظة وصلت الفنانة نورا ووقفت خاشعة وكأنها تستمع لهذه الآيات لأول مرة .. اهتزت بشدة .. واحمر وجهها وانهمر سيل الدموع من عينيها وهي تتابع آيات القرآن التي تتحدث عن السيدة مريم العذراء.. كانت تبكى بصوت مسموع ثم همست وهى تنظر إلينا جميعًا أنا خلاص يا جماعة هعتزل».
نورا من مواليد القاهرة، وهي شقيقة الفنانة بوسي، حاصلة على بكالوريوس تجارة، واعتزلت التمثيل في عام 1996 وارتدت الحجاب. سبق لنورا الزواج من الفنان الراحل حاتم ذو الفقار، كما سبق لها الزواج من رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى بعد اعتزالها التمثيل لكنهما طلقا في عام 1998، واعتزلت التمثيل عام 1996 وظهرت مؤخرًا في أكثر من مناسبة بعد أن اختفت تمامًا عن الإعلام، وكان ذلك في خطبة ابنة شقيقتها الفنانة بوسي، وكذلك في سهرة مع الفنانة بوسي شلبي وشذى حسون. من أهم أفلام نورا «جري الوحوش»، «الكيف»، «العار»، «ضربة شمس».
