«وأَحسنُ منكَ لم ترَ قطُّ عيني، وَأجْمَلُ مِنْكَ لَمْ تَلِدِ النّسَاءُ، خلقتَ مبرأً منْ كلّ عيبٍ، كأنكَ قدْ خلقتَ كما تشاءُ»، بهذه الكلمات مدح المنشد صابر العمري، النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بضريح عبد الرحيم القنائي أحد أشهر الأقطاب الصوفية، الذي ذاع صيته على مستوى العالم الإسلامي، وسط حفاوة وبهجة من أبناء محافظة قنا، احتفالًا بمولد القنائي الذي يحتفل بها مريديه منذ أسبوع وينتهي منتصف شهر شعبان الجاري. تحول مسجد عبدالرحيم القنائي إلى مزار ديني من أهم المزارات التي يقصدها محبي آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتحول المنطقة المحيطة بالمسجد بأكملها لسرادقات مليئة بالباعة الجائلين والحلويات، ومخيمات للمنشدين وحلقات الذكر والإنشاد الديني التي يقيمها أبناء الطرق الصوفية ومحبي آل البيت، وسط توافد الآلاف للاستمتاع بحلقات الذكر المنتشرة في ساحات المسجد والمناطق المحيطة بمنطقة السيد عبد الرحيم كما تمتلئ المنطقة بمختلف أنواع المراجيح وألعاب الأطفال والسيرك وحلقات البنادق، خلال فترة الاحتفال، التي ينتظرها الكثير من الباعة وأصحاب الملاهي. ويقبلون رواد المولد على الملاهي وألعاب الأطفال والسيرك وألعاب الدراجات البخارية والمراجيح، والسيارات، وغيرها من الألعاب التي يقبل عليها الكثير من الأطفال والشباب. يذكر أن محافظة قنا استقبلت الآلاف من المواطنين، والعديد من أبناء محافظات مصر والدول العربية ليشاركون شبه يوميًا في حلقات الذكر ومدح الرسول، في حضرة العارف بالله السيد عبد الرحيم القنائي احتفالًا بمولده، وتستمع إلى أصوات الذكر الحكيم وآهات الداعين تملأ الأجواء، فيما تنتشر بين الصلوات حلقات الذكر وقراءة القرآن. ولد عبد الرحيم القنائي أو عبد الرحيم القناوي في ترغاي من مقاطعة سبتة في المغرب وذلك في الأول من شعبان سنة 521 ه/1127 م، كان عالم دين وتفسير إسلامي مغربي، وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، سمي وأطلق على نفسه «عبد الرحيم» طمعًا لما عاينه من وصف الرحمة وكان اسمه في بلاده بمعنى الأسد. «التصوف ليس ركن من أركان الإسلام ولكنه ركن من أركان الأخلاق»، كانت هذه من إحدى مقولاته المأثورة التي اقتدى بها طوال حياته، وحتى وفاته المنية يوم الثلاثاء 19 صفر سنة 592ه الموافق 23 يناير 1196 بعد صلاة الفجر وعمره 71 عامًا قضى منها 41 عامًا في الصعيد. أقرا ايضًا: تعرف على السيدة نفيسة في يوم مولدها