"مراجيح تدور بلا أطفال وبائعين يبحثون عن زبائن" جملة تجسد حالة الركود التى يعانيها الباعة وأصحاب الألعاب الترفيهية بمولد سيدي عبدالرحيم القنائى هذا العام، حيث رصدت عدسة " صدى البلد" خلال تجولها بمولد العارف بالله السيد عبدالرحيم القنائى، وهو عكس ما تم رصده خلال السنوات السابقة، التى كانت تمتلىء فيها أزقة وأروقة المنطقة المحيطة بالمسجد ومنطقة الاستاد، بالزائرين والراغبين فى شراء الألعاب والحلويات لأطفالهم وأسرهم، أو القادمين مع أولادهم للاستمتاع بالمراجيح وعروض السيرك. الأعوام الماضية كان الدخول لمنطقة الاستاد التى تضم المراجيح و ألعاب الأطفال، يمثل أمرًا متعبًا من كثرة الزائرين القادمين بالآلاف من مختلف مراكز قنا، وهو ما كان يجعل أصحاب الملاهى والألعاب يبالغون فى رفع أسعارها نظرًا للإقبال الشديد عليها، لكن هذا العام يحدث العكس، فالوقت المخصص لكل لعبة تم زيادته للضعف، مع قيام البعض بتخفيض رسوم دخول بعض الألعاب وعروض السيرك فى محاولة لإغراء وجذب الرواد من الأطفال والشباب، لكن ذلك لم يفلح حتى الآن فى جذب المواطنين من منازلهم. الأمر لم يقتصر على الملاهى فحسب، بل طال الباعة المنتشرين ببضاعتهم المتنوعة حول منطقة السيد، فأكوام الفول السودانى مازالت كما هى لا تتناقص، والحلويات لا تجد من يشتريها، إلا القليل، حتى لعب الأطفال باتت تشكو ركودًا غير عادى لم يسبق أن شهدته المواسم السابقة. أصوات الميكروفونات التى تتغنى بكل الأصوات لمطربين شعبيين أو مداحين أو حتى موسيقى صاخبة، لم تعد قادرة على استقطاب أو جذب الزائرين. يقول محمد على"بائع": السوق واقع والوضع حتى الآن سيىء، كل ما تم بيعه لا يتناسب مع مصاريف النقل والتحميل والأرضية التى تحملناها، كنا فاكرين أن الموسم هيعوضنا عن خسائر السنة كلها، لكن حتى الآن الوضع مش مطمئن، الناس مش عايزه تشترى، صوتنا بح من كثرة النداء على المواطنين للشراء، و معظمنا قدم عروضا وتخفيضات لكن لم يتغير شىء، لكن نأمل فى الأيام الأخيرة من المولد أن يتحسن الوضع ونستطيع أن نبيع ما تكلفنا نقله وإحضاره إلى هنا. أما سمير بشارى"صاحب مراجيح"، الوضع كما ترى وتشاهد بنفسك مفيش زبائن ولو حضر زبون بيقعد يلعب براحته لغاية ما يمل وكله يعتبر ببلاش، مضيفًا شغالين بالسماعات والدى جى وبرضه مفيش ناس، لافتًا إلى أن العام الماضى كان يستعين بأكثر من شخص لمساعدته فى استقبال الزبائن. خارج المسجد لا يختلف كثيرًا عن داخله، فحلقات الذكر والمدح التى كانت تحتل كل ركن وزاوية فى مسجد القنائى، لم تعد كما كانت من قبل، فحتى الآن لا وجود إلا لحلقات محدودة معظمها من أئمة الأوقاف المكلفين رسميًا بعمل حلقات ذكر وتوعية للمواطنين المترددين على مسجد وضريح القنائى. يذكر أن محافظة قنا تحتفل مع بداية شهر شعبان ولمدة 15 يوم بذكرى مولد العارف بالله السيد عبدالرحيم القنائى الذى ينتهى نسبه إلى النبى صلى الله عليه وسلم، وهو عالم دين وتفسير يرجع نسبه ومولده إلى دولة المغرب، اسمه السيد عبد الرحيم بن أحمد بن حجون وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد في الأول من شعبان سنة 521 هجريه 1127 ميلادية. وتلقى العلم في جامع ترغاي الكبير بالمغرب على يد والده و كبار العلماء وذاع صيته بعد إلقائه للدروس الدينية فى العشرين من عمره بعد إصرار من العلماء على استكمال طريق والده، وعقب وفاة والده الذى تأثر بشدة لوفاته ، نصحه الأطباء بالابتعاد عن المكان، فتوجه إلى دمشق حيث أخواله هناك، ومنها إلى الحجاز لحج بيت الله الحرام، والتقى خلال فترة وجوده بمكة بالشيخ مجد الدين القشيري من مدينة قوص، والذى أصر على صحبته معه إلى مدينة قوص وبعد ثلاثة أيام رحل إلى مدينة قنا واستقر بها وذاع صيته من أهالى المدينة وما حولها.