بسبب غلاء الأسعار.. أهالي شمال سيناء بين فكّي الحكومة والتجار

يعيش المصريون أوقاتا صعبة؛ بسبب غلاء الأسعار الذي أصبح وحشا مفترسا يلتهم مرتبات المواطنين التي لا تكفي أو بالكاد احتياجاتهم، وبات الغلابة بين فكّي الحكومة والتجار، فعندما قامت الثورة، استبشر المصريون خيرا آملين في صلاح الأحوال، لكن حدث العكس تماما، فالأسعار تتزايد بصفة مستمرة.

وقد ارتفعت أسعار الخضراوات والفاكهة في أسواق شمال سيناء ما فرض حالةً من المعاناة الشديدة بين المواطنين، الذين يشكون مر الشكوى من نار الأسعار التي أثرت بشكل مباشر على معيشتهم وحياتهم، حيث يعاني الجميع من نقص المعروض من السلع فضلا عن تأخير وصولها إليهم؛ بسبب انتظار السيارات الناقلة المعديات لأيام.

بعصبية شديدة رفع التاجر «أحمد الصعيدي» يديه قائلا: «الرحمة من عند ربنا لينا كلنا، قبل ما تسألونا عن غلاء الأسعار اسألوا التجار والعربيات اللي بتقف باليومين على معديات قناة السويس».

كان هذا رد التاجر على سؤاله «لماذا ارتفعت أسعار الخضار على المواطنين؟» فانفجر شاكيا من التجار «الكبار»: «التجار الكبار يتحكمون في السوق وهم اللي بيرفعوا أسعار الخضار وإحنا ما لناش حيلة ومكسبنا في الخضار ملاليم، وإن كان علينا عايزين الأسعار تنزل عشان الحركة تمشي».

وقالت السيدة انتصار محمود، ربة منزل، إن: «أسعار الخضروات أصبحت فوق مستوى الأسر المستورة، التجار افتروا علينا وبيرفعوا الأسعار كل يوم ومحدش قادر يوقفهم عند حدهم، الغلابة هياكلوا إيه؟».

وأشارت إلى أن «كيلو الطماطم عدى العشرة جنيهات ووصل إلى 12 جنيها»، مضيفة «والله وقفت النهاردة قدام الطماطم ومقدرتش أمد إيدي عليها، وسألت نفسي لو جبت كيلو طماطم ب12 جنيه ال100 جنيه اللي معايا هيجيبوا إيه السمك الكيلو 35 جنيه والفرخة ب60 جنيه، ربنا يرحمنا برحمته».

يوسف عايد، موظف بمجلس مدينة العريش، قال إن: «كل الأسعار ارتفعت وبتزيد كل يوم ومشكلتنا أصبحت ناكل إيه النهاردة، ولا قادرين ناكل سمك ولا لحمة وعشان نعمل مسقعة مثلا هتكلف 50 جنيه، والأسعار ثابته ومفيش زيادة».

وتطالب السيدة «صفاء مسعد»، موظفة، الحكومة الحالية بالنظر إلى الفقراء، ومراعاة ظروف المواطن البسيط؛ من أجل توفير حياة كريمة بأسعار مناسبة تتوافق مع الظروف الاقتصادية للناس الغلابة.

من جانبه قال حلمي عبد الله، تاجر خضراوات وفاكهة في سوق الجملة بالعريش، إن «الأسعار ارتفعت فعلاً بنسبة كبيرة، سعر كيلو الطماطم من 7 ل12 جنيه، وكيلو الخيار ب20 جنيه، وكيلو البصل ب10 جنيه، وكيلو الموز ب12 جنيه، وكيلو البرتقال ب8 جنيه، وكيلو الباذنجان ب10 جنيه، وكيلو البطاطس ب 10 جنيه».

وبرَّر التاجر ارتفاع أسعار الخضروات بقوله: «الأسعار مرتفعة علشان السلع بتيجي من التجار الكبار بأسعار مرتفعة، التجار الكبار بيغلوا علينا وإحنا بنغلي على الزبون».

التاجر محمد المالح، من كبار تجار الخضروات بسوق العريش المركزي، أكد أن سيارات نقل الخضار والفاكهة تتوقف على معديات قناة السويس من الجهة الغربية باليومين والثلاثة، ما يؤدي لخسارة بعض أنواع الخضار وارتفاع النولون «أجرة النقل»، وحمولة السيارة التي بنشتريها من سوق العبور ب5 آلاف جنيه بتصرف ألفين جنيه حتى تصل العريش، وإحنا مضطرين نبيع بهامش ربح يعوض خسارتنا».

وطالب المالح محافظ شمال سيناء والمسؤولين بالسماح بعبور سيارات الخضار والفاكهة على المعديات، وعدم تعطيل عبورها لفترات طويلة، حتى لا يتضرر الجميع، سواء التجار الكبار وتجار التجزئة وأيضا المستهلكين من المواطنين.

من جانبه، أكد المحاسب فتحي أبو حمده، مدير عام مديرية التموين بشمال سيناء، أن «السوق يخضع لحركة العرض والطلب، وكميات الخضار والفاكهة التي تصل المحافظة قليلة؛ بسبب عزوف سائقي النقل عن الوصول إلى سيناء بسبب التوقف لأيام على المعديات».