شهد معرض TransMEA 2025 في دورته السادسة، العرض الأول للقطار الكهربائي السريع "فيلارو" الذي يُعد أحدث طرازات شبكة القطارات السريعة الجاري تنفيذها لربط أكثر من 80 مدينة على مستوى الجمهورية، في نقلة نوعية غير مسبوقة بقطاع النقل المصري. معرض TransMEA يعرض النسخة الأولى للقطار الكهربائي السريع فيلارو ويمثل القطار الذي تم تصنيعه في ألمانيا بواسطة شركة سيمنز، النسخة الثالثة التي تتسلمها مصر من القطارات فائقة السرعة، بعد استلام قطارين من النسخة الإقليمية. ويأتي في إطار صفقة كبرى تضم 41 قطارًا سريعًا طراز فيلارو بسرعة تصميمية تصل إلى 250 كم/الساعة، و94 قطارًا إقليميًا طراز "ديزيرو"، و41 جرارًا كهربائيًا طراز "فيكترون". كما يتميز قطار فيلارو بتصميمه الفاخر وتقنياته المتطورة، إذ تصل سرعته التشغيلية إلى 230 كم/الساعة وسعته إلى 479 راكبًا موزعين بين درجة رجال الأعمال والدرجة السياحية. وقد رُوعي في تصميمه التكيّف مع المناخ المصري، من خلال زيادة قدرة التبريد في أجهزة التكييف، واستخدام دهانات خاصة تتحمل الحرارة العالية، مع نظام مراقبة بالكاميرات يضمن أعلى معايير الأمان. ويضم القطار كافة وسائل الراحة والرفاهية، بما في ذلك مقاعد مزودة بمخارج كهرباء لشحن الهواتف، ومصابيح للقراءة، وطاولات مدمجة، إلى جانب حامل للملابس والمعطف والهاتف. كما يحتوي على شاشات عرض بيانات الرحلة داخل عربات درجة رجال الأعمال، وأبواب أوتوماتيكية بالكامل. وحرصت وزارة النقل على جعل القطار صديقًا لذوي الهمم وكبار السن، إذ توجد مقاعد مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، ودورات مياه مجهزة بالكامل، ورامب لصعود الكراسي المتحركة، بالإضافة إلى ترقيم المقاعد بطريقة برايل لمساعدة المكفوفين. كما يضم القطار طاولات لتغيير ملابس الأطفال وكراسي عائلية تسهّل السفر الجماعي براحة وأمان. ويحتوي القطار على عربة بوفيه متكاملة لخدمة الركاب أثناء الرحلة، و10 دورات مياه من بينها وحدات مجهزة لذوي الهمم، فضلاً عن نوافذ مزودة بحواجب شمس لتقليل الحرارة وتحسين الرؤية. كل تفصيلة داخل القطار تعكس معايير الرفاهية الأوروبية التي جرى دمجها مع احتياجات البيئة المصرية. ومن المقرر أن يبدأ تشغيل قطار فيلارو على الخط الأول للقطار الكهربائي السريع، المعروف ب"الخط الأخضر" الذي يمتد بطول 675 كيلومترًا، ويربط بين العين السخنة والعلمين الجديدة ومرسى مطروح. ويضم الخط 22 محطة (10 محطات للقطار السريع و12 إقليمية)، تشمل العاصمة الإدارية، محمد نجيب، القاهرة، حدائق أكتوبر، 6 أكتوبر، سفنكس، السادات، الإسكندرية، العلمين، رأس الحكمة، مطروح وغيرها. أما الخط الثاني فيضم 36 محطة بطول يمتد من الفيوم إلى أبو سمبل، ويمر بمحافظات الصعيد بالتوازي مع الطريق الصحراوي الغربي. ويشمل 10 محطات للقطارات السريعة و26 محطة إقليمية، إلى جانب مركز تحكم وسيطرة رئيسي وورش صيانة متطورة في مناطق أسوان وأبو سمبل وسفاجا. وتبلغ السرعة التصميمية لشبكة القطارات السريعة 250 كم/الساعة، فيما تصل السرعة التشغيلية إلى 230 كم/الساعة للقطارات السريعة و160 كم/الساعة للقطارات الإقليمية. وتضم الشبكة المتكاملة 20 قطارًا فائق السرعة و48 قطارًا إقليميًا و20 جرارًا لنقل البضائع، بما يحقق أهداف الدولة في إنشاء منظومة نقل متطورة تغطي كافة فئات المجتمع وتدعم النمو الاقتصادي. ويمثل "فيلارو" نموذجًا حيًا على التحول الذي تشهده مصر في البنية التحتية للنقل الذكي والمستدام، حيث يجمع بين السرعة، والراحة، والأمان، والرفاهية. ومع بدء تشغيله خلال الفترة المقبلة، ستدخل مصر عصر القطارات فائقة السرعة، في خطوة تضعها على خريطة النقل الحديثة عالميًا.