فضيحة كبري وكارثة تهدد مصير طلاب مدرسة السواحل الإبتدائية الرسمية لغات، التابعة لإدارة الجمرك التعليمية بالإسكندرية، ذلك قبل يوم من بدء الفصل الدراسي الثاني، فبعد معاناة قرابة ال 5 سنوات عاشها طلاب المدرسة والعاملين بها نتيجة مغادرتهم المدرسة والتنقل من مدرسة إلى أخرى على مدار تلك الفترة، بسبب إدراج المدرسة تحت هيئة الأبنية للصيانة الشاملة منذ (22 مارس 2014)، ولا يعلم أحد متى سيتم الانتهاء من أعمال الترميم، استقر الترحال بطلاب المدرسة والمدرسين والعاملين بها إلى مدرسة الأنفوشي الإبتدائية، والتي تشكل خطرًا هي الأخرى على حياة الطلاب، حيث أنها مهددة بالانهيار وتحتاج إلى ترميم، ما ينبئ بفاجعة أكبر تحول مصير مدرستين إلى مجهول. الامتحانات في «كراتين» رصدت عدسة «صوت الأمة»، الحالة التي أصبحت عليها مدرسة السواحل الابتدائية الرسمية لغات، التي تحولت إلى «خرابة» بعد سنوات من أعمال الترميم، بعد أن تم إزالة وهدم جميع المباني المحيطة بها، وإزالة البوابة للمنطقة المتواجد بها المدرسة، ويتم حاليًا بناء سور مسلح يحيط بالمنطقة، ما يمنع الوصول إلى المدرسة بدون أي مدخل، كما تم قطع المياه والكهرباء عن المدرسة تمامًا. كما انتقلت «صوت الأمة» لترصد معاناة طلبة مدرسة السواحل الابتدائية والمدرسين والعاملين بها، داخل مدرسة الأنفوشي الابتدائية لترصد الحالة المتردية ومأساة الطلبة والمدرسين، حيث تم تحويل مخزن خاص بالمدرسة إلى غرفة لكنترول مدرسة السواحل، والأوراق الامتحانية الخاصة بالطلاب مخزنة في «كراتين»، فضلًا عن اعتراض مدرسة الأنفوشي الابتدائية على نقل طلاب المدرسة إليها، كما يعاني مُدرسي مدرسة السواحل معاناة شديدة بسبب هذا الشتات والحالة المتردية التي باتت حال المدرسة عليها بعد أن كانوا في حالة من الاستقرار داخل مدرستهم الخاصة. وقال العاملون بمدرسة السواحل الإبتدائية، إن المدرسة مدرجة تحت هيئة الأبنية للصيانة الشاملة منذ 22 مارس 2014، وطلبوا منهم إخلاء المدرسة وترك كل شئ بالمدرسة، كما هو لبدء أعمال الترميم، وتم نقل الطلبة والمدرسين إلى مدرسة رأس التين الثانوية بنات واستمروا بها نصف فصل دراسي، ثم تم نقلهم إلى مدرسة جعفر الابتدائية، ثم تم نقلهم إلى مدرسة الأنفوشي الإعدادية بنات واستقروا بها لمدة عامين، ثم انتقلوا إلى مدرسة الأنفوشي الابتدائية ومازالوا بها حتى الآن، وطالبتهم المدرسة بمغادرتها قبل بدء الفصل الدراسي الثاني. وأضافوا: «نحن في مدرسة تجريبي لغات بمصروفات، وجميع الأنشطة نتلقاها في فصول المدرسة ولا يوجد غُرف حاسب آلي أو تربية فنية أو تربية صناعية أو أي تدريبات للطلبة»، موضحين أن المدرسة بها 12 فصلًا، و3 فصول KG، ولا يجدون مكانًا للجلوس به، فضلًا عن أنهم فترة مسائية وليست صباحية ولا يستطيع المدرسين أداء مهامهم، كما لا يوجد للإداريين بالمدرسة مكان يجلسون به. وأشاروا إلى أن المدرسة قبل بدء أعمال ترميمها كانت متفوقة والآن انقلب الحال وتراجع مستوى الطلاب بسبب المعاناة التي يعيشونها، متسائلين كيف يحدث ذلك إلى مدرسة بإدارة ذات مستوى تعليمي وطلاب متفوقين، مشيرين إلى أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى لإدارة الجمرك التعليمية، وكان الرد عليها أنه جارِ العمل في المدرسة، مطالبين بسرعة الانتهاء من تشطيبات المدرسة حيث إنهم مقبلون على الفصل الدراسي الثاني ولا يعلمون إلى أين سيكون مصيرهم. كارثة مدرسة الأنفوشي أما مدرسة الأنفوشي الإبتدائية فهي تنبئ بكارثة كبرى وتشكل خطرًا كبيرًا على حياة الطلاب، حيث أن المدرسة آيلة للسقوط نظرًا لتهالك السطح ووجود تشققات بها مفتحة وكذلك جدرانها، ما اضطر مدير المدرسة إلى نقل الطلاب من بعض الفصول إلى فصولٍ أخرى خشية من انهيار السقف عليهم، لتتحول إلى فصول مهجورة. أما سور المدرسة فلا يختلف حاله كثيرًا، حيث أنه متصدع ومهدد بالانهيار في أي لحظة، كما أن «أرسيتينج» المدرسة والمسؤول عن صواعق الكهرباء والخاص بالأحوال الجوية لا يعمل، وهو ما يعد كارثة تهدد حياة المدرسة والطلاب، وقد تقدمت المدرسة بالعديد من المذكرات والشكاوى لهيئة الأبنية التعليمية وإدارة التخطيط الاستراتيجي وإدارة الأزمات ليتم إدراج المدرسة تحت هيئة الأبنية للصيانة، ومن المقرر أن يتم بدء أعمال الترميم بها بدءا من الفصل الدراسي الثاني، ليتحول حالها هي الأخرى إلى مثل حال مدرسة السواحل الابتدائية الرسمية لغات. من جانبه يقول محمد ماجد عبدالصمد، نائب رئيس مجلس الآباء بمدرسة السواحل الابتدائية الرسمية لغات، إن آولياء أمور طلاب المدرسة تقدموا بالعديد من الشكاوى لإدارة الجمرك التعليمية مطالبين برجوع أولادهم إلى مدرستهم بعد أن تحملوا المشقة في كل عام دراسي واسضافتهم كملحقين بالعديد من المدارس، وعدم كفاية اليوم الدراسي لاستفادة أولادهم من التعليم، وحرمانهم من الأنشطة الطلابية والرياضية والفنية، ورغم ذلك تتميز المدرسة غير المستقرة بطلاب متفوقين بشهادة إدارة المدرسة. ويضيف «عبدالصمد»، إن أبناءنا فقدوا بهجة مدرستهم وشعورهم بالتشتت، حيث كل عام في مدرسة مختلفة، وكأننا ضيوفا غير مقبولين من إدارات التعليم في مدارسنا، قائلًا: «نحن نريد الرجوع لمدرسة أولادنا الأصلية بعد غياب 5 أعوام»، متسائلًا هل يعقل أن تظل أعمال تجديد لمدرسة لأكثر من 5 سنوات. ويؤكد أن العاملين بالمدرسة والمدرسين والطلاب قرروا الإضراب، غدًا السبت، أول أيام الفصل الدراسي الثاني لعدم توفير مدرسة لهم، خاصة بعد أن تم إخطارهم من قبل مدرسة الأنفوشي الابتدائية بأنه سيتم منعهم من دخول المدرسة بدءا من الفصل الدراسي الثاني.