تسبب مقطع فيديو مسرب انتشر على مواقع التواصل الإجتماعي يظهر دبلوماسيًا إسرائيليًا في لندن، وهو يعرب عن رغبته في التخلص من مسؤول بريطاني، في أزمة دبلوماسية بين البلدين أدت في النهاية إلى استقالة مساعدة وزير الخارجية في بريطانيا. تفاصيل التسريب كان صحفي بريطاني يعمل لصالح قناة "الجزيرة" القطرية، عملًا استقصائيًا نادرًا، بهدف الإيقاع بدبلوماسي يعمل في السفارة الاسرائيلية في لندن يدعى "شاي ماسوت"، وتم التقاط تسجيلات مصورة له لمدة 6 أشهر، كشف خلالها سعيه لإسقاط سياسيين بريطانيين ممن يناصرون القضية الفلسطينية ومعادين لإسرائيل، من بينهم نائب وزير الخارجية، آلان دنكان. وتظهر التسجيلات التي نقلها موقع i24news الإسرائيلي تخطيط الدبلوماسي الإسرائيلي، مع ماريا ستيتسولو" مساعدة الوزير التعليم البريطاني المحافظ "روبرت هالفون"، للإطاحة بزميلها في الحزب وزير الدولة للشؤون الخارجية آلان دانكين، المعروف بانتقاده الدائم لبناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. كما تتضمن التسجيلات محادثة تصف فيها الموظفة حكومية "ماريا ستيتسولو"، علاقتها بالسفارة الإسرائيلية وكيف استخدمت موقعها الوظيفي لتقنع بعض نواب البرلمان بتوجيه أسئلة إلى رئيس الوزراء، بهدف الحصول على تأييده لإسرائيل. وتناقلت الصحف البريطانية مقطع الفيديو وهو يظهر "ماسوت" يوجه سؤالاً ل"ماريا" قائلاً: "هل يمكنني أن أعطيك أسماء لنواب في مجلس العموم أود التخلص منهم؟"، وأجابت "ستيتسولو" أن جميع النواب يحاولون إخفاء شيء ما، فرد "ماسوت" قائلاً "لدي بعض النواب"، وأضاف "إنها تعرف النواب الذين أود الخلاص منهم" قبل أن يحدد اسم "نائب وزير الخارجية". وفي نقاشها مع "ماسوت" حول كيفية تشويه سمعة نواب البرلمان، قالت ماريا: "حسنًا، تعرف أنك إذا أمعنت النظر، أنا واثقةٌ من أنك ستجد أمرًا ما يحرصون على إخفائه.. ربما فضيحة صغيرة". إعتذار إسرائيلي وفي محاولة لاحتواء ردة الفعل البريطانية سارعت السفارة الإسرائيلية في لندن إلى الاعتذار، وقال السفير الإسرائيلي مارك ريجيف في بيان رسمي، إن "السفارة تعتبر هذه التعليقات غير مقبولة" لافتة إلى أنها "صادرة عن موظف صغير في السفارة وليس دبلوماسيًا، وستنتهي فترة عمله في السفارة قريبًا". غضب بريطاني هذا التسريب أثار ردود فعل بريطانية غاضبة، ووصفت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني كريستين بلانت، نشاط الدبلوماسي الإسرائيلي ب"الشائن" والذي "يستلزم فتح تحقيق بشأنه". وفي تطور لردود الأفعال البريطالنية أعلنت الصحف عن استقالة مساعدة وزير الخارجية في بريطانيا، الأحد 8 يناير، وذلك بعد ظهورها في الفيديو المسرب والذي أحدث جدلًا كبيرًا داخل الحكومة البريطانية. وبدوره قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "السفير الإسرائيلي اعتذر ويتضح أن تلك التعليقات لا تمثل وجهة نظر السفارة أو حكومة إسرائيل" مضيفًا إن "المملكة المتحدة لديها علاقة قوية مع إسرائيل وأصبحت القضية منتهية".