تعرضت مباني أثرية عديدة في محافظة الإسكندرية للهدم، خلال عام 2016، ما أثار غضب أهالي المحافظة، الذين اعتبروا هدم هذه المباني الأثرية إنهاء لما يحويه كل مبنى من قصص تاريخية تدل على أصالة الشعب المصري بصفة عامة، والسكندري بصفة خاصة، ولعل أبرز هذه المباني التي تم هدمها، هي فيلا شيكوريل، ومسرح السلام، وتحويل قلعة قايتباي إلى ساحة أفراح. وترصد بوابة «صوت الأمة» بعض المباني التراثية التي تعرضت للهدم في محافظة الإسكندرية. «مسرح السلام» على طراز معماري فريد بيضاوي الشكل، افتُتح مسرح السلام في الإسكندرية عام 1954؛ ليصبح أحد أشهر معالمها، فهو من المباني القليلة في مصر ذات الغلاف الإنشائي القشري، ففراغَه الداخلي لا تعترضه أعمدة أو عناصر إنشائية تعوق إعادة استغلاله في الكثير من الأغراض، وهو من تصميم المعماري سمير ربيع (1936-2016). وتعرض المسرح لعملية هدم بعد إهماله من قِبل المسؤولين عنه منذ فترة طويلة، وسط غضب كبير من أبناء الإسكندرية، ما أثار التساؤل حول قيمته الأثرية، لينضم الآن ضمن مشروع تطوير منطقة مصطفى كامل بكورنيش سيدي جابر. ويقول ماجد الراهب، الخبير الأثري ورئيس جمعية المحافظة على التراث المصري، إن مسرح السلام ليس أثريًا، هو تحفة معمارية ولكنه غير مسجّل كأثر في وزارة الآثار. وأضاف «الراهب»، أن المسرح يعود إلى فترة الستينيات وليس له قيمة أثرية؛ لأنه غير مسجّل بالوزارة، والسؤال الأهم حاليًا هو ماذا بعد هدمه؟ فهل يوجد آثار مهمة تحت المسرح أم لا؟ وكيف سيتم التعامل معها إن وجدت؟. ولفت الخبير الأثري إلى أن هذه المنطقة التي يقع فيها المسرح مليئة بالآثار، وفي حال العثور على آثار أثناء الهدم والحفر يجب إبلاغ وزارة الآثار بها. «فيلا شيكوريل» تعرضت فيلا شيكوريل الأثرية الشهيرة في شارع أبوقير، لانهيار أجزاء جديدة منها، حيث فوجئ الأهالي بصوت كبير لأشياء ثقيلة ترتطم بالأرض، وتبين أن أجزاء جديدة بالفيلا تعرضت للانهيار. وكان عدد من مقاولي الهدم قد استغلوا حالة الارتباك التي شهدتها المدينة عقب كارثة الغرق التي تعرضت لها الشتاء الماضي، وحاول مالك فيلا «شيكوريل» الأثرية هدمها من خلال التلاعب في الأعمدة الخرسانية لها والأساسات الإنشائية للفيلا ليلاً، رغم إصدار قرار رقم 488 لسنة 2102 من مجلس الوزراء بمنع هدم الفيلا أو المساس بها، وتم إلقاء القبض على مقاول الهدم الذي حاول تخريب الفيلا وتقرر سجن المهندس المسؤول 5 سنوات ودفع كفالة مليون جنيه. «قلعة قايتباي» بناء مهيب يراه زوار عروس البحر المتوسط كأحد معالمها الإسلامية بينما ينظر إليه الآثريون بوصفه وريث فنار الإسكندرية الشهير، وإحدى عجائب الدنيا السبع، إلا أنها أثارت الجدل بعد موافقة وزارة الآثار على إقامة حفلات زفاف بها، والذي اعتبره البعض إهانة لقيمة القلعة التاريخية بينما رأى آخرون ضرورة استغلال الأثر وتحسين الموارد المالية للوزارة، بعد أن عانت في ظل تراجع الحركة السياحية الوافدة لمصر. واجتاحت حينها موجة غضب علي صفحات التواصل الاجتماعي من قِبل مواطني الإسكندرية الرافضين للحدث الذي شهدته القلعة، حيث تم تنظيم حفلات زفاف بهدف تحسين الموارد المالية للوزارة دون النظر لقيمة هذا الصرح، ودون التطرق لقيمة المكان الأثري وتناسب طبيعة الأحداث التي تُقام به، على غرار المهرجانات الثقافية والتراثية لإحياء التراث السكندري والتي تشهده القلعة من حين لآخر. «مسرح العبد» جاءت واقعة هدم مسرح العبد بعد قرار من هيئة الآثار بتوقف أعمال الحفر وهدم الموقع، وتسليمه إلى مالكيه للبدء في بناء عمارة سكنية، بعد ثلاثة أعوام من عمليات التنقيب عن الآثار بالموقع، وتم الهدم باستخدام كراكات وبلدوزرات، وبررت الهيئة ذلك بأن الموقع قد تم الانتهاء من التنقيب به، كما أنه أثر بشكل سلبي على المباني المحيطة به. كان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، قد تداولوا صورًا لهدم موقع مسرح العبد الأثري بمنطقة كامب شيزار بالإسكندرية، معلقين «بيدنا لا بيد داعش»، و«هدم الآثار المصرية.. فين وزارة الآثار». ومن جانبها، ذكرت الحملة المجتمعية للرقابة على التراث والآثار، على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قائلة، «في يوم التراث العالمي تنعى الحملة تراث الإسكندرية الذي دمره المسؤولين عنه»، مؤكدة أن هذا الموقع لا يوجد مثيل له بالإسكندرية، فيرجع إلى العصر الهلينستي، وتم تصنيفه بأنه لا يوجد موقع أخر شبيه أو يمكن مقارنته به، لأنه يضم أكبر مقبرة أثرية رومانية في التاريخ. «صهريج دار إسماعيل» بعدما هدمت وزارة الآثار مسرح العبد الأثري بالإسكندرية، قررت اللجنة الدائمة بالوزارة ردم «صهريج دار إسماعيل» في الإسكندرية، والمسجل كأثر برقم (639 لسنة 1999)، كأحد الصهاريج العمومية. وبررت اللجنة القرار بأن وجوده خطير على المباني المجاورة، وكذلك المخاطر التي قد يتعرض لها الأثر جراء مرور خط «الترام» بالقرب منه. «فيلا أجيون» أثار هدم فيلا «جوستاف أجيون» بمنطقة وابور المياه وسط الإسكندرية – أحد العقارات الأثرية الهامة بالإسكندرية – أزمة كبيرة في الإسكندرية منذ فبراير عام 2014، فى أول محاولة لهدم الفيلا الأثرية، واستمر وقف أعمال الهدم إلى أن تمكن اليوم ملاك الفيلا الجدد، في غفلة من الدولة بهدم الجزء المتبقي منها وإزالتها بالكامل. يذكر أن فيلا جوستاف أجيون هي فيلا من تصميم المعماري الفرنسي أوجوست بيريه (1874 - 1954)، أحد أهم وأشهر معماري العالم، ورائد استخدام الخرسانة المسلحة في إنشاء المباني وأحد أساتذة المعماري الشهير لوكوريوزيه . كما أن المباني التي تم حذفها من مجلد الحفاظ على المباني التراثية بالمحافظة، بعد أن بدأت الدولة منذ 2007 في رفع عدد من المباني التراثية من مجلد التراث، وصل عددها حاليًا إلى 36 مبنى، ومنذ شهر ديسمبر 2013 وحتى الآن تم رفع 28 مبنى تراثيا من المجلد، بعضها هدم بالفعل ولا يمكن إصلاحه، والبعض مهدد بالهدم ويحتاج إلى تدخل عاجل والآخر ينتظر قرار إعدامه.