واصلت قوات النظام السوري الأثنين تقدمها داخل شرق حلب، وسيطرت على حي" قاضي عسكر"، تزامنا مع إعلان روسيا، عن محادثات ستجريها مع الولاياتالمتحدة لإخراج مقاتلي المعارضة من المدينة. فيما يستعد مجلس الأمن الدولي لعقد إجتماع بعد ساعات يصوت فيه على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في المدينة المدمرة لمدة سبعة أيام مع إمكانية إدخال المساعدات الى المناطق المحاصرة، فيما وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي عقده اليوم في موسكو "مشروع القرار هو في جزء كبير منه عبارة عن إستفزاز ينسف الجهود الروسية الاميركية". وفى ذات السياق أورد المرصد السوري لحقوق الانسان أن قوات النظام وحلفائه تمكنوا من إستعادة السيطرة على حي" قاضي عسكر" في شرق حلب بعد ساعات من سيطرتها بالكامل على أحياء كرم الميسر، وكرم القاطرجي، وكرم الطحان المجاورين له، فيما بات قرابة ثلث أحياء حلب الشرقية تحت سيطرة قوات النظام بحسب "المرصد"، بعدما كانت الفصائل المعارضة تسيطر منذ عام 2012 على الأحياء الشرقية فيما تسيطر قوات النظام على الأحياء الغربية من المدينة. وقال مراسل لوكالة فرانس برس في شرق حلب أن السكان عاشوا ليلة مرعبة تخللها قصف جوي ومدفعي عنيف، وإنتشرت رائحة البارود في الأجواء، وأن السكان أقدموا على إطفاء الأنوار داخل منازلهم ليلا وإمتنعوا عن تشغيل المولدات الكهربائية خشية من إستهدافهم بالقصف، وأمضى كثيرون ليلتهم مختبئين في الطوابق الأرضية ومداخل الأبنية مع إرتفاع حدة القصف. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" أن "قوات النظام تخوض الاثنين معارك في حي الشعار تمهيدا للسيطرة عليه"، موضحا أنها "باتت تحاصره من ثلاث جهات، بعدما تركت ممرا لمقاتلي الفصائل للإنسحاب منه نحو الأحياء الجنوبية"، مؤكدا إن إستكمال السيطرة على حي الشعار "يجعل مقاتلي المعارضة محاصرين في جبهة صغيرة تشكل ثلث الأحياء الشرقية". وتوقع عبد الرحمن أن "تبدأ قوات النظام بعد السيطرة على حى الشعار عملية قضم تدريجي للأحياء التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل" موضحا أن قوات النظام تخوض عملية إستنزاف لمقاتلى المعارضة من الذخيرة عبر فتح أكثر من جبهة في الوقت ذاته، منها في حي الشعار حاليا وإستمرار المعارك في حيي الشيخ سعيد، والشيخ لطفي في جنوب الأحياء الشرقية، تزامنا مع هجمات من داخل الأحياء الغربية على حيي بستان القصر وصلاح الدين"، وهو الأمر الذى من شأن أن تشكل خسارة حلب نكسة كبيرة، وربما قاضية لمقاتلي المعارضة السورية. وقال "كنا على استعداد للاجتماع في جنيف اعتبارا من اليوم، لكن الاميركيين طلبوا ارجاء المشاورات"، مضيفا "من المرجح جدا ان تبدأ غدا مساء او صباح الاربعاء بهدف وضع آليات خروج كل مقاتلي المعارضة من شرق حلب". وعلى الرغم من عدم مشاركة روسيا في القصف على حلب منذ بدء الهجوم الاخير في منتصف تشرين الثانينوفمبر، الا انها شاركت خلال الاشهر الماضية في حملة قصف جوي مكثف الى جانب طيران النظام على الاحياء الشرقية في حلب تسببت بدمار هائل وبسقوط مئات القتلى وبتدمير عدد من المستشفيات، ما أثار تنديدا دوليا.