«يحيى أصيب أثناء عمله بالورشة.. الخراطة تسببت في كسر ساعده الأيمن.. طبيب نوبتجى أدخله في غيبوبة.. استمارة إخلاء مسؤولية خط دفع المستشفيات.. وحاليًا الغيبوبة مصيره».. هذا هو حال «يحي علي محمد سليم»، 16 عامًا، مقيم قرية «زوير»، بمركز شبين الكوم، محافظة المنوفية، بعد أن تعرض لحادث كسر زراعه الأيمن، أثناء عمله بورشة «خراطة»، وعلى الفور قامت أسرته «يحيى» بنقله إلى مستشفى شبين الكوم التعليمي «القصر»، حيث تم الكشف عليه من قبل أطباء «نبطشية»، وبعد الكشف وإجراء الإشاعات اللازمة، اتضح إصابته بكسر في عظمتي الساعد، وتم تجهيزه لدخول غرفة العمليات. «أخدوا شقيقي إلى غرفة العمليات.. وبعد 4 ساعات في غرفة العمليات خرج على العناية المركز ومن يومها مش عارفين نشوفه».. هكذا «محمد علي محمد سليم»، شقيق المصاب حديثه، موضحًا أنه عقب تشخيص حالة شقيقه، وتجهيزه للعمليه، تجمع الأهل محيطين بباب غرفة العمليات، وبعد أن دخل إلى غرفة العمليات، تفاجأوا بدخول شخصين أخرين، ليجري الطبيب ثلاث عمليات في وقت واحد، مشيرًا إلى أن الحالات التى دخلت مع شقيقه خرجت بعد نحو ساعتين، قائلًا: «وبعد سأل كتير على شقيقي.. طلبوا مننا بطنية علشان يخرج من العمليات.. وطلبوا من والدي التوقيع على وثيقة إخلاء مسؤولية المستشفي قبيل خروجه من غرفة العمليات»، لافتًا إلى أن والده وقع الوثيقة. وبعد مرور القليل من الوقت خرج أحد الأطباء قائلًا: «الحالة جالها ضيق تنفس.. وهيدخل العناية»، وبالفعل خرج «يحيى» علي ترولي فاقدا الوعي تماما وعلى وجه ماسك التنفس الصناعي، وصعدوا به إلى العناية المركزة في الساعة الرابعة والنصف صباحا، وبقيت الأسرة في انتظار أي معلومات للإطمئنان علي حالة الإبن، ولكن طال الإنتظار كثيرًا، وفي الثامنة صباحا من يوم الإثنين تفاجئت الأسرة بطبيبة العناية تخبرهم بأنها غير مسئولة عن ما قد يحدث للحالة وأنها تحاول إنقاذ المريض ولكن الحالة حرجة جدا. وقعت الكلمات كالصاعقة علي مسامع الأسرة بأكملها، وذهبوا إلي جميع الجهات المختصة بالمشفي لمعرفة السبب، حتي أخبرهم نائب مدير المستشفي أن الحالة تعرضت لغيبوبة كاملة إثر حدوث: «ضمور في خلايا المخ، وعدم توافق الغازات في الدم، وتشنجات قاسية بسبب جرعة بنج زائدة»، أدت إلى نقص الأكسجين في المخ، وأحدثت تسرب وتبخير مياه علي المخ، مشيرًا إلى أن الخطأ يعود إلى طبيب التخدير الدكتور «مصطفي ز ط»، مضيفًا أنه سيقوم بتطبيق عقوبة ثلاثة أشهر علي الطبيب وهي أقصي عقوبة، ولا يزال «يحيى» راقدا علي فراش العناية المركزة في غيبوبة تامة بين الحياة والموت. من جانبه صرح «معتز حجازي»، المتحدث الرسمي لديوان عام محافظة المنوفية، أن الدكتور هشام عبد الباسط محافظ المنوفية، أمر بتحويل الطبيب المتسبب في تدهور الحالة الصحية للمريض للنيابة الإدارية، للتحقيق معه واتخاذ الإجراءات القانونية، كما قرر تشكيل لجنة من أطباء التخدير والمخ والأعصاب والعناية المركزة لإعداد تقرير عن الحالة، كذلك متابعة الحالة بشكل يومي وتوفير كافة المساعدات اللازمة.