رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور اليوم الثلاثاء على أن الإسلام يحترم كل الأديان السماوية، كما أنه دين الاعتدال والوسطية وينبذ العنف والتطرف بمختلف أشكاله ومسوغاته وتحت أي ظرف. وقال النسور، خلال استقباله اليوم وزير خارجية نيوزيلندا موري ماكولي الذي يزور الأردن، بحضور وزير دولة لشئون الإعلام والاتصال الأردني الدكتور محمد المومني، إن المنظمات الإرهابية التي تتكلم باسم الدين وتدعي أنها على حق- والدين منهم براء- لا يمكن أن تكون جزءا منه بأي حال من الأحوال. وحول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، شدد رئيس الوزراء الأردني على أن هذا النزاع لا يؤثر على المنطقة فحسب بل تمتد آثاره إلى العالم، داعيا المجتمع الدولي إلى ضرورة أن يساعد في إيجاد حلول لهذا النزاع وأن يضغط على إسرائيل لتنصاع للقرارات الدولية وإرادة المجتمع الدولي. وعن أزمة اللاجئين السوريين، قال النسور إن المجتمع الدولي لم يقدم الدعم الكافي للأردن تجاه اللاجئين السوريين لتمكينه من تلبية الاحتياجات المتزايدة لهم، لافتا إلى أن المشكلة الاقتصادية في الأردن باتت تشكل تحديا حقيقيا أمام الحكومة جراء أزمة اللاجئين. وجدد رئيس الوزراء الأردني التأكيد على موقف بلاده الداعي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية وبمشاركة كافة مكونات الشعب السوري وبما يضمن وقف نزف الدماء وعودة اللاجئين إلى وطنهم ويحقق الاستقرار لدول الجوار.. مثمنا مواقف نيوزيلندا التاريخية الداعمة للقضايا العربية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص والمؤيدة لإيجاد حل عادل وفقا لرؤية الدولتين. وبدوره.. أكد ماكولي أن الأردن يمثل الاستقرار والاعتدال في منطقة الشرق الأوسط، مبديا استعداده للتنسيق مع بعثة الأردن في مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية واللاجئين السوريين ومحاربة التنظيمات الإرهابية. كما التقى وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني ناصر جودة مع ماكولي اليوم حيث بحثا سبل تفعيل وتعزيز العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وأكدا الحرص المشترك على توثيق التعاون والتنسيق والتشاور خاصة وأن كلا البلدين عضو في مجلس الأمن. واستعرض الوزيران الجهود المبذولة فيما يخص تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، وأهمية إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة ضمن إطار زمني محدد تفضي بالنهاية إلى التوصل إلى حل عادل وشامل لهذه القضية، وبما يضمن إقامة دولة فلسطين المستقلة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وناقش الجانبان تطورات الوضع في سوريا وأهمية التوصل لحل سياسي يوقف نزيف الدماء ويحفظ وحدتها وسلامة شعبها، حيث عرض جودة العبء الذي يتحمله الأردن نتيجة استضافته اللاجئين السوريين وتقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية والطبية لهم. وتركز جزء من اللقاء على الجهود المبذولة لمواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب المتنامية والتي تهدد المنطقة والعالم، حيث أكد جودة موقف الأردن الرافض للتطرف والإرهاب ووقوفه ضد كل ما يشوه تعاليم الدين الإسلامي.