لم يكن ليغامر الشاب السيناوي " جرمي أبو مسوح " بمستقبله ويضع حياته فوق كفيه بإختطاف سائحين امريكيين ومرشدهما السياحي المصري وهو الذي اسقط عنه مؤخرا احكاما بالسجن في عدة قضايا برأته منها محكمة شمال سيناء بعد ثورة 25 يناير كانت قد لفقت له ابان تولي حبيب العادلي وزارة الدخلية في عهد مبارك حيث كان الالاف من شباب سيناء تطاردهم الاحكام الغيابية في الجبال لولا إيمانه بان سياسة الداخلية في العهد البائد ضد أبناء سيناء ما زالت مستمرة دون ادنى تغيير. اتجه "جرمى" بصحبة عدد من أقاربه الى الطريق الدولي المتجه الى مدينة نوبع وتحديدا عند منطقة " نخل" نقطة الالتقاء ما بين محافظتي شمال وجنوب سيناء واوقف أحد الاصات السياحية الذي يقل عددا من السياح الامريكيين وأختطف منهم إثنين لجانب مرشد سياحي مصر و اخذهم لمنطقة جبلية وعرة بصحرء سيناء وبدأ بمساومة السلطات المصرية بهم للافراج عن عمه الذي اوقفته الشرطة منذ ايام . مراسل"صوت الأمة " انفرد بحوار خاص مع الشاب "جرمي أبو مسوح " تحدث خلاله عن تفاصيل تنشر لول مرة حول عملية اختطاف السائحين الامريكيين وما دار في الكواليس من اتصالات بينه وبين السلطات المصرية ، حيث اكد ان كافة المفاوضات قد تعثرت نتيجة تعنتها ورفضها الافراج عن عمه الا بعد عرضه لى المحكمه ومن ثم خروجه بكفالة ومتابعة الاجراءات ، في مقابل رفضه لذلك الامر واصراره على عدم اطلاق سراح المختطفين الا بعد عودة عمه وقريب له لمنزليهما ..والى التفاصيل. - بداية ما هي التفاصيل التي سبقت قرارك بإختطاف السائحين الامريكيين ومرشدهما السياحي؟ كان عمي " مصلح عطية أبومسوح" في طريقه الى الاسكندرية وتم توقيفه على احد الحواجز الامنية على طريق القاهرة – الاسكندرية بعد منطقة السلام ، وطلب منه الضابط ابراز بطاقته الشخصية وعندما لاحظ انه من سكان شمال سيناء ،اخذ يتهكم عليه ويقول له " انت رايح تسلم شحنة بانجو ولا حشيش " وعندما صده عمي وطلب منه ان يتحدث منه باسلوب لائق وقال له ان الثورة لم تغيركم ، استشاط الضابط غضبا ووجه له السباب والشتائم وقاله له بالحرف الواحد" هعرفك يا() أحنا اتغيرنا ازاي " وقام بتوقيفه واحتجازة لمدة ليله كامله دون ان يحرر له محضربعد ان سحب هاتفه المحمول وساومه بتركه لحال سبيله مقابل 500 الف جنيه ومن ثم ضاعف المبلغ ليصل لى 2 مليون جنيه إلا ان عمي أخبره انه لا مال عنده وانه لن يدفع قرش واحد لأنه ليس متورطا بأي فعل غير قانوني . واضاف " جرمي" كان الهدف من احتجاز عمي من قبل الضابط لليوم الثاني هو الحصول على اذن من النيابة العامة بدعوى انه سيقوم بمداهمة احد الاماكن التي يقيم بها ،رغم انه أوقفه على احد الحواجز الأمنية، وبالفعل تم تحرير محضر له وتحويله الى النيابة العامة التي قررت حبسه 4أيام على ذمة التحقيقات ومن ثم جددت حبسه 15 يوما . - وكيف جاء قرارك باختطائف السائحين المريكيين ومرشدهما السياحي، وما هو هدفك من وراء اختطافهم واحتجازهم لديك؟ دعني اقول لك اننا في سيناء عانينا طويلا من ظلم الشرطة التي لفقت لنا القضايا الوهمية وجعلتنا مطاردين في الجبال بعد ان قتلت منا العشرات على الحواجز وبالاسواق ، وقد تفاءلنا خيرا بعد الثورة وباتت لدينا قناعة بان الامور قد عادت لنصابها الصحيح وان معاملة الشرطة مع ابناء سيناء قد تغيرت تماما ولكن الواقعة التي عاشها عمي منذ أيام تؤكد ان شيئا لم يتغير أبدا وان نفس السياسة الأمنية مستمرة خاصة وان الضابط الذي كان السبب في حبس عمي كان يعمل هنا في سيناء قبل الثورة وقد اخبره بذلك وقال له" ان هحرم أي كلب في سيناء من الخروج منها ، والا هيكون مصيره نفس مصيرك". ويضيف "جرمي" من هنا تأكدت انه لابد من التحرك بنفسي للافراج عنه بأي طريقه ، خاصة وانه رجل مسن يبلغ من العمر 62 عاما ويعاني من عدة امراض منها السكر والقلب وفقرات الظهر وبجسده شرائح حديدولذا فهو لن يحتمل السجن وسيموت فورا، ولذا فقد اتجهت بصحبة اقاربي الى الطريق الدولي المتجه الى نويبع وعند منطقة "نخل " قرابة الساعة 12 ظهر الجمعة واوقفت باصا سياحيا يقل قرابة 20 سائحا امريكيا وانزلت سائحين امريكيين "رجل وإمراة "لجانب مرشد سياحي مصري واتجهت بهم الى منطقة سياحية وعرة بصحراء سيناء لمساومة السلطات المصرية للافراج عن عمي واحد اقاربنا مقابل اطلاق سراح السائحين والمرشد السياحي. - هل تعمدت اختطاف سياح امريكيين تحديدا ام حسبما اتيح لك ذلك؟ نعم عزمت على اختطاف سياح امريكيين او "اسرائيليين " لأني أعرف تماما ان دولهم وحكوماتهم ستتحرك بسرعة لاطلاق سراحهم مهما كانت النتائج ، وهذا ما سيضمن افراج السلطات المصرية عن عمي وقريبي من السجن ، وقال متهكما "جبتهم امريكان عشان اوباما يشرفنا هنا"!!. - ولماذا اختطفت المرشد السياحي المصري إذن معهما لطالما إ اردت جنسيات محددة؟ بهدف مساعدتنا في عملية الترجمة بيننا وبين السائحين الأمريكيين ، ليس اكثر. - كيف كان رد فعل السائحين الامريكيين والمرشد السياحي بعد وقوعهم في الاسر وكف تعاملونهم حاليا؟ كانوا يرتعشون بشدة و في حالة ذهول ولم ينطقوا بأي كلمة واستجابوا لاي امر يصدر لهم وقد تم نقلهم بطريقة آدمية دون التعرض لهم لا بالقول ولا بالفعل ونعاملهم على انهم ضيوف وهم يعاملون معاملة حسنة تماما ولم يتعرض لهم احد بأي أذى على الاطلاق لأنهم حتى الآن ليسوا طرفا في قضيتنا مع السلطات المصرية . - ولماذا سمحت لهما بالاتصال بالسفارة الامريكيةبالقاهرة لطالما انك تحتجزهما لتنفذ السلطات المصرية رغبتكم بالافراج عن عمك وقريبك ؟ نعم سمحنا لهم بالاتصال بالسفارة الامريكية حتى تتحرك بسرعة وتضغط على السلطات المصرية باتجاه الافراج عن عمي وقريبي ،وحتى تطمئن السقارة بانهما بخير ،وعموما فان مكالمتهما للسفارة الامريكية كانت مقتضبة للغاية وفقط بعبارة واحدة " نحن بخير ونطالب باطلاق سراحنا فورا". - هل وجهت للسياح أي تهديدات ؟ انا اشعر حزن شديد من جراء ما وقع لعمي وقريبي ومن استهانة الضابط بأبناء سيناء ، وعندما طلبت من السائحين الأمريكيين الاتصال بالسفارة الأمريكية وصلت لهما من خلال المرشد السياحي أن "لو عمي جرى له حاجة ومات بالسجن فلن تخرجوا من هنا مرة ثانية ،لن عمي غالي علي جدا". - هل كان للسياح الامريكان أي مطالب منكم؟ نعم طلبوا مني الأتصال باولادهم في امريكا ليطمئنوا عليهم ،ولكني رفضت وقلت لهما :" لو عمي كلمني من السجن سأسمح لكما بالاتصال باولادكما والاطمئنان عليهم بعد اطمئناني عليه". - وما هي المفاوضات التي جرت بينك مباشرة وبين مسؤوليمن من جهاز الأستخبارات المصرية هنا؟ - جاءني عدد من ضباط الاستخبارات وطلبوا مني اطلاق سراح السائحين فور ، مقابل الافراج عن عمي بكفالة بعد سير اجرءات محاكمته بشكل قانوني ، وطوال عدة ساعات لم نتوصل الى اتفاق لأنني مصر تماما على عدم اطلاق سراحهم الا بعد الافراج عن عمي وقريبي وعودتهما الى منزليها ،وعادوا دون ان نتفق ، وقد امهلتهم حتى الساعة التاسعة من صباح الأحد للافراج عن عمي والا فليتحملوا النتيجة. - وماذا ستفعل بعد انقضاء المهلة التي اعطيتها للسلطات؟ ساصعد الأمور وسأقوم بخطف سياح اخرين وقد تتغير معاملتي تماما للسياح ، كما ستكون كافة المنشآت والمؤسسات الحكومية مستهدفة حتى يتم الافراج عن عمي وقريبي. - ألا تخشى من مداهمة المكان الذي تتواجد به خاصة ان ضباط الاستخبارات تعرفو اليه ، وايضا من خلال خاصية التتبع لرقم هاتفك الذي تتصل من خلاله؟ - قال "جرمي" انا اتنقل من مكان الى آخربسرعة ولا استخدم هاتف واحد بل عدة هواتف وعدة شبكات اتصالات وعموما نحن جاهزون للمواجهة اذا ما حدثت وفي أي وقت".