رغم كل التحذيرات الرئاسية التى أصدرتها مؤسسة الرئاسة بشأن استغلال أى من القوى السياسية اسم رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، فى الترويج لمشروع سياسى أو برنامج انتخابى ، إلا أن الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق. ومستشار الرئيس للشئون الاقتصادية لم يسمع ولم يقتنع، إلا بعد أن رأى بأم عينيه انقلاب السحر على الساحر ، فالصمت الرئاسى الذى كان يستغله مستشار الرئيس الاقتصادى ، فى تكوين قوائم انتخابية تهدر حق الأحزاب السياسية، ومبدأ تكافؤ الفرص فى الانتخابات البرلمانية المقبلة انقضى، ودعا الرئيس الأحزاب، لاجتماع خرجوا منه بدعوة لتشكيل قائمة حزبية موحدة، تعطى توازناً مقبولاً للبرلمان المقبل، ثائرين على قائمة الجنزورى، وداعين كل الأحزاب المشاركة بقائمته للانسحاب، والمشاركة فى القائمة الحزبية الموحدة. لم يكن تجاهل «الجنزورى» من قبل مؤسسة الرئاسة ، المؤشر الأوحد لانتهاء امبراطورية المستشار الغامض للرئيس، بل وصل الأمر حسبما كشف مصدر بالقائمة التى يعدها «الجنزورى» أن الرئاسة أبلغت «الجنزورى» بمنعه من عقد أى اجتماعات أو مشاورات بالهيئة العامة للاستثمار، أو الهيئة العامة للاستعلامات، وإدارة تحالفه الانتخابى من مقرات أى من الأحزاب المشاركة معه، بالإضافة إلى التشديد على منع التحدث باسم الرئاسة فى التفاوض مع أى من الجهات المنتظر انضمامها الى تحالفه، مشيراً –المصدر- إلى «الجنزورى» أبلغ بأن عددا كبيرا من الأحزاب، ناقش الرئيس بشكل واضح فى مدى رضاه عن القائمة التى شرع فى تكوينها الدكتور كمال الجنزورى، واعتراضهم على تجاهل النسب الحزبية، وتمثيل الفئات المنصوص عليها فى تلك القوائم، لحساب ضم أصدقاؤه من الوزراء السابقين، الذين قدموا له تقارير سرية عن كيفية إدارة واختيار مرشحى قائمته، أو الشخصيات العامة، أو بعض كوادر الأحزاب التى تربطه بهم علاقات ود قوية، بالاضافة إلى ضغطه على الأحزاب بحجة أن القائمة المزمع عقدها هى قائمة الدولة، لاستقباله الشخصيات العامة بعدد من المقار الحكومية، فضلاً عن تسرب معلومات تفيد بدعم بعض أجهزة الدولة ل «الجنزورى» بعدد من التقارير السرية عن التحالفات والأحزاب ومراكز تكتلها. لم يفت الغريم الأكبر للمستشار الرئاسى اقتناص الفرصة، التى جهز لها منذ بزوغ نجم «الجنزورى» السياسى، حيث دخل عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين السابق فى مفاوضات مباشرة مع حزب المصريين الأحرار الداعم لقائمة «الجنزورى» لطلب انضمامه لمشورات الأحزاب لتكوين تحالف انتخابى موحد، تحت مظلة الدكتور عبد الجليل مصطفى منسق عام تحالف صحوة مصر.