فى منطقة لطالما اعتبرتها عصابات تهريب المخدرات والبشر، معقلها الرئيسي ومركز نشاطها الإجرامي، بدأت القوات المسلحة منذ أكثر من عام فى إقامة أكبر مشروع للاستزراع السمكي- ليس فى مصر وحسب بل فى القارة السمراء بأكلمها- فى منطقة بركة غليون بمحافظة كفر الشيخ، بمشاركة 28 شركة وطنية وبطاقة أكثر من 5 آلاف عامل. ومنطقة «بركة غليون»، هي إحدى المناطق الحدودية النائية والغير مأهولة بالسكان، تقع بين 5 قرى ضمن القرى الأكثر فقرا واحتياجا، واختارتها القوات المسلحة لإقامة أكبر مشروع للاستزراع السمكي، على 3 مراحل (مرحلة أولى على مساحة 2575 فدان، مرحلة ثانية تشمل حوالى 3 آلاف فدان، ومرحلة ثالثة من 20 إلى 21 ألف فدان). المشروع الضخم، الذي شاركت فيه الصين بخبرتها الكبيرة ليكون نقطة الانطلاق لتنمية منطقة شمال غرب الدلتا، يقول عنه اللواء حمدى بدين، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للثروة السمكية والموارد المائية للقوات المسلحة، إنه تم تجهيز طريق خاص للمشروع بطول 18 كيلو متر، عبارة عن 3 حارات فى كل اتجاه إضافة إلى 48 كم طرق أخرى، وهي طرق داخلية بالمشروع، كما تم تزويد المنطقة بمحطة كهرباء لإنارة هذه الطرق إلى جانب 3 محطات كهرباء عملاقة. ويضيف بدين، هذا المشروع جعل المنطقة إحدى مناطق التنمية الحقيقية كما أسهم فى رواج القرى المجاورة ورفع قيمة الأرض بالمنطقة. -منظومة إنتاجية وصناعية ويشير بدين، إلى أن المشروع يضم منطقة صناعية وإدارية، فهو عبارة عن منظومة إنتاجية وصناعية تتم على مساحة 26 ألف فدان، مقسمة الى 3 مراحل ويشمل المشروع 457 حوضا لتربية الأسماك البحرية و 626 حوضا لتربية الجمبري و186 حوضا للتحضين ورعاية الأسماك، بالإضافة إلى مواسير صرف صحى ومصارف مكشوفة، كما يضم المشروع 3 محطات رفع للمياه إلى الأحواض ومحطة رفع مياه عذبة (محطة زغلول) بطاقة 30 ألف متر مكعب، ومحطة رفع مياه البحر بطاقة 50 ألف متر مربع، ومحطة رفع مياه الصرف بطاقة 70 ألف متر فى الساعة، ويضم المشروع منطقة تفريخ بمساحة 185 فدان بطاقة 2 مليار للجمبرى و20 مليون للسمك وكذلك بركة صرف بمساحة 119 فدانا. وأكد رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للاستزراع السمكي، على أن المشروع يتضمن منطقة صناعية عبارة عن مصنع لتجهيز السمك والجمبري بطاقة إنتاجية 100 طن فى اليوم، ومصنع لإنتاج أعلاف الأسماك ينتج 180 الف طن سنويا مقسمة إلى 120 ألف طن أسماك بيضاء و60 الف طن للجمبري، وكذلك مصنع للثلج ومصنع للفوز ومركز أبحاث وتطوير ومعمل مركزى ومبنى للتدريب ومبنى المعرض والمؤتمرات ومبنى تطوير غذاء الأسماك، بالإضافة لعدد 14 مسكنا في كل منطقة صناعية للعاملين بالمشروع . الصين وعن مشاركة الصين فى المشروع، يقول اللواء بدين، إن الجانب الصيني قام بتوريد المعدات الخاصة بالمشروع، وقدم خبراته فى هذا المجال، متابعا:«المعدات وصلت مبكرا عن موعد تسليمها نظرا لاقتناع الجانب الصيني باهمية وجدية المشروع». ويضيف بدين، أنه إلى جانب هذه المنطقة يوجد مشروعات للاستزراع السمكي جار العمل فيها فى منطقة شرق التفريعة فى بورسعيد على مساحة 19 ألف فدان وجار إنشاء مصانع أخرى لصناعة التونة الزرقاء بمرمى مطروح، ومصانع لإنتاج التونة الصفراء بالبحر الأحمر، بالإضافة إلى تنمية منطقة بحيرة ناصر بالقرب من السد الأعلى وكذلك بحيرة البرنس والبردويل.