جولة «المصري اليوم» بمشروع الاستزراع السمكي في كفر الشيخ (صور)

منذ عام ونصف بدأت القوات المسلحة ممثلة في الشركة الوطنية للاستزراع السمكي في المشروع القومي العملاق للاستزراع السمكي للمرحلة الأولى على مساحة 2572 فدانًا بمحافظة كفر الشيخ ببركة غليون بمشاركة أكثر من 28 شركة وطنية مصرية وبأموال وعمالة مصرية وبخبرة صينية، بينما تقع المرحلة الثانية من المشروع على مساحة 3 آلاف فدان والمرحلة الثالثة والأخيرة على مساحة 21 ألف فدان.
وقامت «المصري اليوم» بجولة بالمشروع القومي بكفر الشيخ، والتقت بالدكتور فتحي عبدربه، المشرف العام على المشروع، والذي قال إن هذا المشروع هو من أكبر مشروعات الشراكة مع الجانب الصيني والأضخم من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا العام الجاري.
وأضاف «عبدربه»، ل«المصري اليوم»، أن المشروع يضم 1296 حوضًا مقسم إلى 457 حوض للسمك بأبعاد 50×150 متر عند سطح الماء، و626 حوض جمبري بأبعاد 40×40 إلى 50×50 متر عند سطح الماء، و186 حوض تحضين، بالإضافة إلى 3 محطات رفع منها محطة رفع ماء البحر بتصرف 5000م3/ ساعة ومحطة رفع زغلول بتصرف 2000م3/ساعة ومحطة صرف بتصرف 7000م3 /ساعة، فضلاً عن وجود مصارف مكشوفة ومواسير للصرف ومحطات لرفع المياه العذبة بطاقة 20 ألف م2، ولرفع مياه البحر بطاقة 50 ألف م2، ولرفع مياه الصرف بطاقة 75 ألف م، بجانب وجود 10 ورش لتربية الجمبري واليرقات.
وأشار إلى أن المشروع يضم منطقة إدارية وصناعية على مساحة 55 فدان وبها مصانع لعلف الأسماك بمساحة 1518 م، والفوم على مساحة 5250م، والثلج على مساحة 1900م، ومركزي للتدريب والأبحاث والتطوير، بالإضافة إلى منطقة تفريخ بمساحة 18،50فدان بطاقة 2 مليار للجمبري و20 مليون للأسماك، وبركة صرف بمساحة 119 فدان, ومصنع تجهيز السمك والجمبرى بطاقة إنتاجية 100طن /يوم، ومصنع علف الأسماك 3 خطوط إنتاج بطاقة إجمالية 3600طن / سنة، ومصنع علف الجمبري 3 خطوط إنتاج بطاقة إجمالية 1800طن / سنة, ومصنعي الثلج والفوم وخزان للحرائق ومركز أبحاث وتطوير يحتوي على معمل مركزي ومساكن للمهندسين والعاملين ومباني لمصنع العلف وللإدارة والتدريب والورشة والمعرض والمؤاتمرات والصوامع والمطعم، فضلاً عن 14 مسكن في كل منطقة صناعية للعاملين بالمشروع، وجاري إنشاء مصانع أخرى لصناعة التونة الزرقاء بمحافظة مرسى مطروح ب«جرجوب»، ومصنع للتونة الصفراء بمحافظة البحر الأحمر.
وأشار إلى أنه يجرى العمل الآن على قدم وساق على تنمية بحيرة ناصر بالقرب من السد العالي مع البدء في دراسة إنشاء ميناء في منطقة رومانة خلال الشهور المقبلة بالتعاون مع وزارتي الزراعة واستصلاح الأراضي والموارد المائية والري والأجهزة المعنية.
وأوضح المشرف أنه تم إرسال عدد كبير من العاملين بالمشروع للتدريب بالصين لنقل الخبرات ومعرفة آخر الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة فيما توصل إليه الجانب الصيني في مجال الاستزراع السمكي، وسوف يتم إنشاء مركز تحكم بالكمبيوتر لكي يراقب ويتحكم في العمل بكل منشآت للمشروع لمتابعة سير العمل بها ولضمان عدم حدوث أي أخطاء بالمشروع.
وشدد على أن المشروع صديق للبيئة والمعامل صممت وفقًا للمعاير والمواصفات العلمية، مشيرًا إلى أن مشروع يضم مركز للتدريب وتطوير الأبحاث ومصنعي لتغليف وتعليب الأسماك ومصنع لإنتاج العلف تم تطويره للحصول على أكبر قيمة غذائية لإنتاج 120 ألف طن سنويًا متخصصة للأسماك البحرية والتي لا تختلف عن الأسماك النهرية، مؤكدًا على وجود مكان للتأهيل والتدريب في منطقة غليون التي لم تكن مناسبة سوى للاستزراع السمكي لأنه قبل التخطيط بالمشروع كان عبارة عن بركة أرض منخفضة تتجمع بها الأمطار دون الاستفادة منها.
وأكدت مصادر، ل«المصري اليوم»، أنه انطلاقًا من توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتذليل كافة المعوقات أمام فرص الاستثمار تم اتخاذ كل الإجراءات اللازمة والأعمال الإدارية لإنهاء عملية البدء في المشروع بعد عقد سلسلة اجتماعات متكررة مع القائمين على المشروع ومديري الشركات لتذليل كافة العقوبات، لافتة إلى أن القوات المسلحة تواصل الليل بالنهار لسرعة إنهاء مشروع الاستزراع السمكي بمنطقة بركة غليون، موضحة «أن المشروع يعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا، حيث يتم تنفيذه بسواعد أبنائنا من رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لوضع محافظة كفر الشيخ على خريطة التنمية والاستثمار لتوفير فرص عمل للشباب للقضاء على البطالة التي تدفع العديد من الشباب إلى الهجرة غير الشرعية بحثًا عن مصدر رزق وينتهي بهم المطاف إما بالقبض عليهم وترحيلهم أو غرقهم بالمياه الإقليمية بالبحر الأبيض المتوسط».
وأضافت أن هذا المشروع سوف يوفر ثروة سمكية هائلة لكل محافظات الجمهورية وطرحها للسوق المحلي وتصدير الفائض إلى الخارج لتوفير العملة الصعبة، مشيرة إلى أن المشروع القومي يتم بخبرة صينية وأموال مصرية خالصة وتشرف عليه القوات المسلحة بمشاركة 28 شركة مصرية وبعمالة أكثر 5 آلاف من المهندسين والفنيين والعمال.
ولفتت إلى أن المشروع هدفه استغلال منطقة غليون التي تعد منطقة حدودية وتم إحيائها من العدم، حيث أنها كانت منطقة لانطلاق الراغبين من الشباب في الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط إلى الدول الأوربية، كما يهدف إلى استغلال منطقة غليون وجعلها مكانًا للتنمية وبالفعل تم تجهيزها لتكون نقطة الانطلاق للتنمية بمنطقة شمال غرب الدلتا، حيث تم تمهيد طريق خاص بالمشروع بطول 18 كم كل اتجاه به 3 حارات بالإضافة إلى 45 كم أخرى متمثلة في الطرق الداخلية بداخل المشروع الاستراتيجي ومحطة كهربائية بطاقة 35 كيلو وات / ساعة.
وتابعت المصادر: «ويهدف أيضًا إلى الاستغلال الأمثل لدعم الاقتصاد القومي من المنتجات السمك والجمبرى وإنشاء معمل التفريغ لإنتاج الذريعة السمكية وكذلك إنتاج مصنع لتجميد وتغليف الأسماك والجمبري للإنتاج المحلي والباقي للتصدير، مع وضع قاعدة بيانات صناعية للاستفادة منها مستقبلاً في مشروعات مماثلة، وأيضًا إنشاء قاعدة بيانات للأساليب التي تعمل على زيادة إنتاج الذريعة من الأسماك والجمبري، وإنشاء معامل مجهزة على أحدث الأساليب العملية للكشف المبكر عن الأمراض ومكافحة الفيروسات إن وجدت والعمل على علاجها، فضلاً عن إنشاء مراكز لتدريب الشباب ومراكز بحثية وبنية تحتية للاستفادة المستقبلية».
وذكرت المصادر إلى أن هذا المشروع تتعاون فيه القوات المسلحة مع كل الوزرات والجهات المعنية من مراكز الأبحاث وخاصة وزارت البحث العلمي والموارد المائية والري والصناعة والتجارة الخارجية ومحافظة كفر الشيخ وجامعة كفر الشيخ والإسكندرية وعدد آخر من الجامعات المصرية، مضيفة أن المشروع يتم على أعلى مستوى وفقًا لمعايير الاتحاد الأوروبي وتم مراعاة كافة الاشتراطات البيئية وتم الانتهاء من كافة أعمال الربط لشبكات البنية التحتية من المياه والصرف الصحي والكهرباء.
ولفتت المصادر إلى أنه من ضمن الأهداف الحيوية للمشروع خلق فرص عمل تقدر ب5 آلاف فرصة مباشرة وتوفير 10 آلاف فرصة عمل غير مباشرة للقضاء على البطالة بتكلفة تصل إلى نحو 1.7 مليار جنيه، بالإضافة إلى إنتاج أنواع عالية الجودة والقيمة من الجمبري وعائلة البوري لتحقيق الاكتفاء الذاتي محليًا وتصدير الفائض للخارج.
ومن جانبه، قال رئيس الوفد الصيني المشرف على إنشاء مصنع تصدير الأسماك، ل«المصري اليوم»، إنه منذ قدومه إلى موقع العمل يتم تذليل كافة العقبات من أجل إنهاء إنشاء المصنع، موضحًا أنه سيعمل على ضخ 100 طن من الأسماك والجمبري يوميًا من كافة خطوط الإنتاج.
وأضاف رئيس الوفد الصيني أن المصنع مقسم إلى 4 اجزاء منها خطوط إنتاج الجمبري وخطوط الأسماك الأخرى وخطوط تسوية، مشيرًا إلى أنه تم عمل التركيبات الخاصة بالمصنع وإنشاء ثلاجة تحمل 6 طن في اليوم الواحد.
وأكد أن «المصنع الذي يتم إنشائه حاليًا لن يكن له مثيلاً في دولة أخرى نظرًا لمواكبته أحدث الأساليب التكنولوجية الكبرى وإجراء الخطوطات بشكل متقدم»، مشيدًا بالتعاون بين البلدين.