استنكر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أمس الأربعاء، الرسوم الكاريكاتورية التى نشرتها صحيفة "شارلى إبدو" الفرنسية، والتى تمثل شخص الرسول محمد قائلًا: "إن الذين يحرصون على توخى الدّقة فى تصرفاتهم، لكى لا تتسبب بأى أذى لليهود أو خوفًا من أن يلصق بهم وصف معاداة السامية، عليهم أن يتوخوا الدقة، وأن يتصرفوا بنفس الطريقة المسئولة تجاه النبى محمد صلى الله عليه وسلم، لأن النبى محمد هو الخط الأحمر لجميع المسلمين"، بحسب ما نقله تقرير وكالة أنباء "الأناضول" التركية. وأضاف الرئيس التركى، خلال كلمة ألقاها فى مؤتمر اتحاد برلمانات الدول الأعضاء فى "منظمة التعاون الإسلامى" فى إسطنبول: "إن الذين يختبئون وراء حرية التعبير، ويرسمون رسومًا كاريكاتورية بحق نبى الإسلام، عليهم أن يروا ما الذى فعلوه، وكيف تسببوا بالألم للبعض، وكيف أوقدوا فتيل التحريض". واعتبر أردوغان الحديث عن الإرهاب عقب هجمات باريس، والتحريض على العداء وكراهية الإسلام فى دول مختلفة من العالم، وعلى رأسها دول الاتحاد الأوروبى، بادرة خطيرة جدًا على مستقبل الإنسانية. ثلث مجلس الأمن دول مسلمة دون أن تكون كلمتهم مسموعة كما اعتبر الرئيس التركى، أن مجلس الأمن الدولى بات فى حاجة إلى "الإصلاح"، مشيراً إلى وجود 196 دولة فى الأممالمتحدة غير راضية عن حال مجلس الأمن، لكنها تقف عاجزة أمام "الإمبريالية والقوى المهيمنة". وأشار أردوغان، إلى وجود 56 دولة عضو فى منظمة التعاون الإسلامى، ورغم ذلك كلمة المنظمة غير مسموعة فى مجلس الأمن، بالرغم من أن ثلث مجلس الأمن تمثله دول إسلامية. وأوضح أن هناك عمليات خطيرة تجرى فى العالم الإسلامى، فالمسلمون يذبحون بعضهم بعضًا ويتناحرون فى ما بينهم، داعياً إلى وضع الخلافات جانباً والعمل بشكل مشترك لحل المشكلات. وتطرق الرئيس التركى إلى قضية الإرهاب، قائلاً: "كما ترون، فقد ظهر تنظيم إرهابى يدعى داعش، يقوم بقتل المسلمين باسم الإسلام، إن الإرهابيين والمنظمات الإرهابية، لا يمثلون بأى من الأحوال العالم الإسلامى والمسلمين، وليسوا متحدثين باسمهم، ولن يكونوا كذلك". من جانب آخر، لفت أردوغان الانتباه إلى أن بلاده تستضيف نحو مليون و700 ألف لاجئ سوري، وأنها أنفقت 5.5 مليار دولار أمريكى كمساعدات وخدمات لهم، فى حين وقف العالم متفرجاً حيال ذلك، ولم يقدم أى مساعدات فى هذا الإطار، مشيرًا إلى أن إجمالى عدد اللاجئين السوريين الموجودين فى كل دول أوروبا لا يتجاوز 130 ألف لاجئ، فى الوقت الذى يوجد فيه أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ فى لبنان، ونحو مليون آخرين فى الأردن