كان محوراً للعائلة وسبباً في إضفاء البهجة علي الوجوه والسعادة في القلوب لم يكن غريبا أن تخيم حالة من الحزن الشديد علي المصريين عقب إعلان وفاة حفيد الرئيس، فالمصريون كما هو معروف عاطفيون بطبعهم، قد يصبون لعناتهم علي الحكومة والمسئولين ليل نهار. لكنهم تجري دموعهم إذا ألم بأحدهم مصاب فادح، مثلما حدث بوفاة حفيد الرئيس. نسي المصريون غضبهم أو مواقفهم من الرئيس ونظامه وشاركوه حزنه وبكوا وتضرعوا إلي الله أن يلهمه الصبر والسلوان، وأن يدخل حفيده فسيح جناته! الشعور العام كان واحدا لدي جميع المصريين بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم السياسية. فقد أكد «كارم محمود» محام حزنه وأسفه عندما سمع الخبر طالبا من الله أن يلهم أسرته الصبر مؤكدا حبه للرئيس مبارك بغض النظر عن الفساد الموجود في البلد، والذي أرجعه إلي أنه دائما توجد مجموعة من المستفيدين تحيط بصاحب السلطة كل ما يهمهم مصلحتهم الشخصية وليس مصلحة الشعب وهذا هو العيب في البلد. مضيفا «أن الرئيس شخصية جيدة ودائما» كان يتمني أن يصلح من حال البلد لكن تلك المجموعة الفاسدة من حوله هي التي تعوق ذلك لأنها لاتوصل له صورة الشعب الحقيقية والنتيجة أن الشعب خيمت عليه حالة من اللامبالاة لأننا كشعب علينا مسئولية كبيرة تجاه تحسين أوضاع البلد وليس من المعقول أن نلقي علي عاتق الرئيس مسئولية كل الكوارث والفساد الموجود في البلد. وأعرب «خالد محمد» محاسب عن حزنه الشديد علي الفقيد وحبه له لأنه عاش داخل القصر الجمهوري أثناء تجنيده مؤكدا أن هذه الأسرة «مصرية» صميمة مضيفا:الفقيد كان دائم التردد علينا وتضاعف حزني عليه كباقي الشعب لأني عرفته عن قرب .. أما من ناحية الرئيس فقد أكد «خالد» حبه الشديد له لأنه كان يعاملهم معاملة حسنة، ويسأل الله أن يعينه لأنه مسئول عن دولة كاملة في سياستها الداخلية والخارجية. وإذا كان هناك بعض الناس يعارضونه فهذا بسبب من حوله، فهم الذين أظهروه بصورة سيئة لنا مؤكدا إذا كانت هناك سلبيات فلابد أن نذكر له أيضا الايجابيات. وبرغم أنه يعارض نظام الرئيس فقد أكد «عاطف جمعة»- صاحب محل- أنه يواسي الرئيس في أحزانه داعيا أن تكون آخر أحزانه ويصبره، وعلق علي الفساد الموجود حاليا بأن ذلك نتيجة طبيعية لتراكمات الفساد الموجود في الأنظمة الماضية. أما «كمال حنفي» حارس عقار- فقد بدأ كلامه داعيا الله أن يلهم الأسرة الصبر والسلوان وأن يصبر الرئيس لأنه يعلم أنه كان قريبا جدا من حفيده لكن الموت لايعرف فرقا بين رئيس أو خفير وأنه يتحدث عن مبارك الاب والجد وليس الرئيس. وأكد «موسي مهدي» موظف في هيئة النقل العام حزنه علي الفقيد ودعا الله أن يقوي والديه وأن يمنحهما صلابة تحمل فقد ابن عزيز وأن يجعلها آخر احزان الأسرة. أما «جمال نصر الدين» تاجر كتب فقدم التعازي للرئيس نيابة عن أهالي النوبة مؤكدا مدي تأثرهم بالفجيعة التي حدثت داعيا الله أن يصبر الأسرة كلها ويطلب من الريئس ووالديه الصبر معللا بأن الموت لايعرف كبيرا أو صغيرا وأنه حق علينا جميعا ويستطرد معبرا عن مدي حبه لشخص الرئيس والأسرة بغض النظر عما يحدث من فساد واهمال رافضا القاء اللوم عليه وحده مؤكدا أن الرئيس لايعرف شيئا عن حال الشعب وكل ما يعرفه هو تجميل للصورة من قبل بعض المسئولين المقربين إليه والمستفيدين من ذلك ويتمني من الله أن يعينه علي سياسة البلد الداخلية والخارجية لأنها مسئولية ليست بسيطة. وقال «محمد هاشم» بائع متجول إنه فور نشر نبأ الوفاة سادت حالة من الحزن في بيته وأنه يواسي الأسرة بأكملها ويطلب الصبر لهم طالبا من الله أن يدخله فسيح جناته وأن يجعله «شفيعا» لأسرته مؤكدا أنه حدث أسري بحت لجميع المصريين ولاعلاقة له بموقف بعض افراد الشعب من هذه الأسرة ويطلب من الرئيس أن يشاهد فيلم «طباخ الريس» لكي يعرف سببا للفجوة التي حدثت بينه وبين شعبه. طالبا من الله أن يجعلها آخر أحزان الاسرة وأن يصبر والديه.