· رفض الصعود إلي حجرته وأصر علي المبيت في حديقة القصر مثل أي طفل مصري كان حلم الأسرة.. لكن إرادة الله أقوي أثناء تلقيه النبأ الفاجعة بوفاة حفيده، كان الرئيس مبارك بمنزله، وفي تلك اللحظة، تبدل شكل الحياة داخل المنزل، تلاشت وذابت كل التقاليد الصارمة، التي تحكم هيبة المنصب وعلو مقامه، ورفعة شأنه، لتحل محلها المشاعر الإنسانية بكل تفاصيلها المتوارثة لدي المصريين الصفوة منهم والعامة علي حد سواء.. ولم لا.. ففي موروثنا الإنساني «أعز الولد.. ولد الولد».. وقد كان الحفيد الراحل أعز الناس لدي أسرة الرئيس الجد والجدة. ما جري في تلك اللحظة كان بعيداً عن الكاميرات اللاهثة والباحثة عن صورة، لتسجيل لحظة إنسانية، ربما تكون هي الأصعب والأكثرقسوة في حياة الرئيس، الذي توجه إليه بعد دقائق من الخبر، الدكتور زكريا عزمي.. وعائلتا «الجمال» و«راسخ» وحسين سالم الذي حضر بطائرة خاصة من مدينة شرم الشيخ.. ورفض الرئيس الصعود إلي حجرته وأصر علي المبيت في حديقة القصر، وحسب مصادر قريبة من مؤسسة الرئاسة، أفادت بأنه كان يواصل الاتصالات بفرنسا للاطمئنان علي أسرته.. وكان من وقت لآخر يتجول بمفرده داخل الحديقة رافضاً أن يسير معه أي أحد من المتواجدين بالمنزل، وأفادت نفس المصادر بأن الرئيس ظل علي هذه الحالة، التي سيطرت عليها المشاعر الإنسانية حتي وصول الجثمان إلي مطار القاهرة، ورفض المقربون منه أن يشارك في مراسم تشييع الجنازة.. وهو ما تحقق!