لحظة تلقي خبر الفاجعة.. تبدل شكل الحياة في بيت الرئاسة .. ذابت كل التقاليد الصارمة لأنه.. «أعز من الولد.. ولد الولد» كان يريد أن يفخر بجده وعندما لم يصدقه زملاؤه.. ذهب الجد إلي المدرسة ليسعد حفيده ويداعب أصدقاءه عندما كان الطفل محمد علاء مبارك في سنوات دراسته الأولي، كان يقول لزملاء الدراسة إن جده هو الرئيس حسني مبارك. الطفل كان يريد أن يفتخر بجده.. لكن زملاء الدراسة لم يصدقوا.. فقد كانت معاملة التلاميذ داخل المدرسة متساوية في الحقوق والواجبات والمعاملة.. الكل سواء، لا تمييز بين ابن هذا أو ابن ذاك.. هكذا الانضباط داخل المدارس الأجنبية في مصر.. وعندما عاد التلميذ محمد علاء إلي جده روي له هذه الحكاية، فضحك مبارك ضحكة عالية.. وقال لحفيده: سوف آتي إليك في المدرسة.. وبالفعل ذهب الرئيس إلي مدرسة حفيده قبل انتهاء اليوم الدراسي.. دخل إلي المدرسة وداعب زملاء حفيده محمد، ثم اصطحبه معه إلي البيت. هكذا كان الجد مبارك متعلقاً بحفيده محمد. كان الجد مبارك يريد لحفيده أن يكون مثله طياراً مقاتلاً، لذا كان يروي له ذكرياته عندما كان طياراً يدافع عن الوطن، ليزرع بداخله الشجاعة.. وكانت الجدة سوزان تريد أن يكون حفيدها فناناً رقيقاً يمسك بالريشة ليرسم لوحة فنية بديعة، لذا كانت دائماً تطلب من الفنان فاروق حسني أن يرعي موهبته.. وكان والده علاء يريد أن يكون ابنه البكر لاعب كرة شهيراً« رأس حربة» للمنتخب القومي» ليحقق حلمه في عشقه لكرة القدم، لذا كان يصطحبه معه لمشاهدة مباريات المنتخب القومي، ويصر علي أن يشاركه لعب الكرة في أوقات الفراغ. وكان الطفل محمد علاء بالإضافة إلي حبه للطيران واعجابه بالفن وعشقه للكرة، يريد أن يكون فارساً، يمتطي جواده، يقفز فوق الحواجز، يدخل حلبات السباق ليكون بطلاً.. كان حلم الجد والجدة كبيراً أكبر من حلم الأب والأم.. هكذا دائماً يحب الأجداد أحفادهم. كان الطفل محمد علاء مبارك مثل أي طفل مصري، هو حلم الأسرة.. تريد أن يكون أفضل وأحسن طفل في العالم.. لكن إرادة الله أقوي من أي إرادة.. رحل الطفل الجميل.. وعندما أعلن نبأ رحيله حزنت عليه مصر كلها.. أنا عندما سمعت النبأ دمعت عيناي.. ولا أعرف لماذا؟.. هل لأنه طفل صغير مات معه حلمه؟!.. هل لأن أباه ابتعد عن السياسة وعن الظهور وعن أطماع السلطة ومغرياتها؟.. هل لأن جده مبارك يتعلق به أو كما يقولون «روحه فيه»؟.. لا أعرف علي هذا أم ذاك دمعت عيناي. وصحيح أننا في «صوت الأمة» نعارض سياسات الرئيس مبارك وننتقدها بشدة.. لكننا اليوم نشاركه أحزانه.. ونشد من أزره.. ونقدم له ولأسرته تعازينا.. وندعو لهم جميعاً بالصبر.. و«إنا لله وإنا إليه راجعون».