استمرت أكثر من 5 سنوات، بين مراحل من الشد والجذب وكثير من الجدل وإختلاف وجهات النظر بين العديد من الأطراف الإقليمية والدولية.. مرت بالعديد من المُساومات والمحطات السياسية، وكثرت حولها تصريحات المسؤولين من هنا وهناك، ولكن دون جدوى، فالآن وبعد أن شهدت العاصمة النمساوية، فيينا على أكثر من لقاء جمع العديد من الأطراف الفاعلة في الأزمة وغيرها من الأطراف لمُحاولة حلها؛ نراها تنتقل إلى المدينة السويسرية، لوزان، بحسب ما أعلنته الخارجية الروسية. الأزمة السورية والجدل حول بقاء أو رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، وطبيعة علاقتة مع إيران، وماهية الموقف الروسي من الأزمة.. جميعها نقاط محل الإختلاف بين اللاعبين في الساحة السورية، وهو الأمر الذي ينعقد من أجل مناقشته اجتماع الغد في المدينة السويسرية، بحضور وزراء خارجية أمريكاوروسياوتركياوإيران، وأيضًا بحسب مصادر دبلوماسية ل"الجزيرة" القطرية؛ فإن اللقاء سيضُم وزيرى خارجية السعودية وقطر. مدير شبكة ميسان للدراسات العربية الإيرانية، محمد المذحجي، أوضح أن صعود الصين في منطقة الشرق الأوسط خلال الآونة الأخيرة، يُرغِم روسيا والولايات المتحدةالأمريكية على الوصول لصيغ نهائية بهدف حل الأزمتين السورية والعراقية، وبالنسبة لواشنطن تأتي أولوية الموصل قبل معركة حلب؛ بينما موسكو تُريد العكس، الأمر الذي دفع الطائرات الأمريكية لقصف مواقع الجيش السوري في دير الزور مُحاولة منها لإسقاطها في أيدي تنظيم "داعش"، لنقل قادة وقوات التنظيم الإرهابي من الموصل إلى دير الزور. لكن الرد الروسي جاء حاسمًا وسريعًا من خلال نشر منظومات صاروخية مُتطورة جدًا لأول مرة خارج أراضيها، في سوريا. وأشار إلى الصفقات التي تمت بين موسكو وأنقرة خاصة خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى تركيا منذ أيام، وأنها سرّعت من تقدُم قوات النظام السوري في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، وقال لبوابة "صوت الأمة": "أنتظر أن الأحداث ستتطور هناك خلال الأيام القادمة بشكل أكبر". وأضاف "المذحجي" أن مبعوث الرئيس الروسي الخاص سارع لزيارة الرياض والدوحة، بهدف التمهيد للقاء يجمع بين تركياوإيران وقطر والسعودية على طاولة واحدة برعاية روسياوأمريكا، و"لوزان" يأتي في التوقيت الذي أصبحت فيه المملكة بموقف أضعف من السابق بعد الإستدارة التركية، وتصويت القاهرة لصالح مشروع القرار الروسي، على حد قوله، موضحًا أن الهدف الأساسي من لقاء الغد السبت هو وضع الترتيبات اللوجستية لحسم كيفية تعاون الدول الإقليمية المؤثرة لحسم الوضع في العراقوسوريا، وفق الصيغة التي اتفقت عليها جزئيًا موسكو وواشنطن، ويُعتبر هذا الإجتماع آخر فرص الدول التي تُعارض حسم الأزمة السورية بهذا الشكل، وقال: "من المتوقع أن تُعارض الرياض، كما أن طهران أعلنت أنه من المرجح ألا تشارك في مؤتمر لوزان.. وإذا واصلت الدول الإقليمية مُعارضتها لواشنطن وموسكو، سيتم إخراجها من المشهد السوري، كما فعلت ذلك أمريكاوروسيا بالدول الأوروبية، التي بقت تُهدد وتصرُخ للحصول على حصة من الكعكة السورية والعراقية، وتقام المؤتمرات على أراضيها حول الأزمتين دون تأثير يُذكَر للإتحاد الأوروبي". في حين يرى النائب السابق بمجلس الأمة، الإعلامي الكويتي، طلال السعيد، أن المُراقب الآن في ظل اختلاط الأوراق لم يعُد قادرًا على قراءة الأحداث لسُرعتها، واختلاط بعضها البعض خصوصًا بعد تصويت القاهرة لصالح مشروع القرار الروسي، وقال ل"صوت الأمة": "لا أتوقع أن يتم اللقاء بالشكل الذي يتوقعه عدد من المُراقبين، ولكن اللقاء في حد ذاته يُعد إنجازًا، وخاصة أننا نتمنى انفراج الأزمة السورية وانتهاء الحرب باليمن بأى طريقة كانت؛ فالأوضاع أصبحت لا تتحمل التصعيد أكثر مما هى عليه". وأضاف "أن دول الخليج مُتضامنة مع السعودية بموجب اتفاق مجلس التعاون، وأيضًا في ظل وجود قانون جاستا الذي أقره الكونجرس الأمريكي، والذي نعتقد بأنه مُوجه لدول الخليج وخصوصًا المملكة"، مُتسائلًا: "هل سوف يتم بحث كل هذا في لقاء الغد.. هذا ما أشُك فيه!". وتابع "السعيد" بأن لما ذكره لا يُعوِل كثيرًا على لقاء "لوزان"، وأنه يعتقد بأن الجهود المبذولة في إطار مجلس التعاون لإذابة الجليد بين المملكة وطهران قد تأتي بنتائج تنعكس على استقرار المنطقة، مُشيرًا إلى زيارات ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن نايف إلى تركيا، التي يراها بلا شك تطرقت لأحداث المنطقة، وكون إيران طرف مُهم بها. ولكن بالنهاية أكد الخبير الكويتي أن الأمور العالقة لا يُمكن أن تُحل بإجتماع واحد، ولذا يتوقع أنه في حال تم الاجتماع لن يتمخض عن نتائج سريعة.