أحمل أسفارا ليس لي فيها نصيب.. بل أنقلها فقط لأصحاب النصيب..!! وبالتكرار تعلمت ألا أخطئ ابدا في العنوان.. وذلك كله مقابل لاشيء.. سوي وجبة بائسة ليتسني لي القيام بمهمتي «الأزلية»..!! وهي وجبة محسوبة بدقة.. لاتزيد. لكن يمكن أن تنقص.. فمن هو مثلي.. إذا جاع لايمكنه أن يرفس..!! أحمل أثقالا.. قيظا وصقيعا. أسير أميالا وأزمانا.. أصعد جبالا وهضابا و«أهبط» وديانا وسهولا.. تلهب ظهري سياط القهر والاستبداد.. تحثني علي المزيد.. فلا أتمرد أو اعترض محروم من نعمة الغضب..!! فقط يرتعش جلدي قليلا.. لينفض عن جسدي ألم وقع السياط..!! لاتسمع لي صوتا أبدا.. إلا إذا تلبستني حالة «الشبق» عندما ألمح أنثاي فأسارع بإطلاق عقيرتي-مباهيا بقوة (حنجرتي) -معلنا عن فحولتي وكأنما قد برزت لي فجأة «ساق خامسة»!! أضرب بها بطني في زهو وخيلاء معلنا أنني هنا - لعل وعسي- ولا أدري كيف يتسني لي ذلك.؟! والمفترض أن تصيبني (عنة العجز) بفعل القهر والذل وإهدار كرامتي..!! كما أنني دائما وأبدا أستعين علي البؤس والمذلة والشقاء بالصبر البغيض!! فقد جردتني الطبيعة من أنياب أكشر عنها أو مخالب أنبش بها فليس لدي أسلحة تعينني علي الغضب فأنا محروم من نعمة الغضب الجميل!! وليس لدي سوي «حوافر» أنهب بها جميع المسافات في خدمة من ينهبون الأرض والهواء وجميع الأرزاق..!! هل عرفتني؟ وهل ثمة فرق بيننا؟!!