نقل موقع "دايلي صباح" عن قادة مسلمين في أستراليا قولهم إن بعض السياسيين في البلاد لا يبذلون الجهود اللازمة لمحاربة الخطاب السياسي المعادي للإسلام. وفي تعليق على استطلاع الرأي المؤيد لمنع دخول المهاجرين المسلمين إلى استراليا بنسبة 49 في المئة، أدان كل من رئيس الفيدرالية الأسترالية للمجالس الإسلامية، محمد قيصر، ورئيسة مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا، مريم فيزدايه، بعض المسؤولين السياسيين الذين يتسامحون مع تفاقم الخطاب السياسي المعادي للمسلمين. وتحدث محمد قيصر عن شعوره بالغضب من نتائج استطلاع الرأي، محملا بعض القادة السياسيين مسؤولية ذلك، وقال في هذا الصدد: "بعض السياسيين يدفعون المواطنين إلى الشعور بالخوف من أجل رسم صورة مخالفة للصورة الحقيقية للشعب الأسترالي". وأضاف أن "بعض المسؤولين أحدثوا حالة قلق في المجتمع"، ملمحا بذلك إلى أن نتائج استطلاع الرأي قد جاءت بعد مدة قليلة من تصريحات النائبة عن مجلس الشيوخ بولين هانسون المطالبة بوقف دخول المهاجرين المسلمين إلى أستراليا. وعلى نحو مماثل، صرحت فيزيديه رئيس مرصد مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا، قائلة: "بالنظر إلى الخلاصات التي توصلنا إليها فإن ظاهرة الإسلاموفوبيا في ارتفاع متواصل إلى درجة أنها اكتسبت صبغة عادية"، مضيفة أن "ذلك الخطاب يصل إلى مسامع الأفراد لكونه مدرج في الساحة السياسية التي سمحت لخطاب معاداة الأجانب بالتفاقم نتيجة فشل قيادتنا العليا في التصدي لذلك". وأكدت فيزيديه أن فشل السياسيين في الوقوف في وجه الآراء التي تروج لها هانسون سيلحق "ضررا بالغا بالتماسك الاجتماعي". وقبل أسبوع تقريبا من صدور ذلك الاستطلاع، كانت النائبة بولين هانسون قد ألقت خطابا تحت قبة البرلمان بعد إعادة انتخابها كنائبة بمجلس الشيوخ، زعمت فيه أنه في حال عدم وقف دخول المهاجرين المسلمين سيجد الأستراليون أنفسهم "يعيشون تحت قانون الشريعة"، وقالت هانسون: "إننا في خطر بسبب المسلمين الذي يغرقون أستراليا بعددهم المتزايد، والذين يحملون ثقافة وأيديولوجيات غير متوافقة مع مفاهيمنا الغربية".