صرحت أول نائبة مسلمة بالبرلمان الفيدرالي الأسترالي، آن علي، أن استطلاع الرأي الأخير، الذي كشف عن رغبة نصف المواطنين من منع دخول المسلمين المهاجرين إلى البلاد، لا يعكس المشاعر الحقيقية للأغلبية الأسترالية، وفق ما نشر موقع "اس.ام" الأسترالي. غير أن النائبة والخبيرة في شؤون التطرف لم تنكر وجود ظاهرة معاداة الأجانب تجاه الأقليات الدينية التي تذكيها خطابات الكراهية، وتحتاج إلى قادة سياسيين ومواطنين من أجل التصدي لها بكل حزم. وفي بداية الأسبوع الجاري، كان استطلاع رأي على المستوى الوطني قد كشف عن رغبة 49 في المئة من الأستراليين منع المهاجرين المسلمين من الدخول إلى أستراليا، في وقت كانت فيه هذه الأفكار تقتصر على الحركات الشعبوية مثل حزب الأمة الواحدة بقيادة بولين هانسون. وتعليقا على ذلك الاستطلاع، قالت النائبة علي إن "المجتمع الأسترالي يعد من المجتمعات الأكثر تناغما وتعددا عرقيا وثقافيا ودينيا"، مضيفة "لكن لا يخفي ذلك الاستطلاع أن التماسك مسألة هشة وتتطلب منا عملا متواصلا للحفاظ على الاستقرار الذي تنعم به البلاد". وتابعت إنه على كل أسترالي واجب أخلاقي يحثه على "دحض تلك الصورة المغالطة" عن أستراليا وشعبها التي تحاول بعض العناصر الترويج لها، مشددة على أن دولة أستراليا تستقبل العديد من المهاجرين من مئات السنوات ولطالما شارك المهاجرون في بناء الدولة ومؤسساتها. وعبرت النائبة عن استغرابها من كيفية إمكان الفرد أن يشعر بكراهية تجاه الأقليات الدينية، محذرة في الآن ذاته من أن معاداة الأجانب التي تسعى إلى نشرها بولين هانسون لن تزيد إلا الطين بلة. وقبل أسبوع تقريبا من صدور ذلك الاستطلاع، كانت النائبة بولين هانسون قد ألقت خطابا تحت قبة البرلمان بعد إعادة انتخابها كنائبة بمجلس الشيوخ، زعمت فيه أنه في حال عدم وقف دخول المهاجرين المسلمين، سيجد الأستراليون أنفسهم "يعيشون تحت قانون الشريعة"، وقالت هانسون "إننا في خطر بسبب المسلمين الذي يغرقون أستراليا بعددهم المتزايد، والذين يحملون ثقافة وأيديولوجيات غير متوافقة مع مفاهيمنا الغربية". يشار إلى أن أستراليا تشهد بدورها موجة معاداة للإسلام مماثلة لتلك السائدة في أوروبا أو أمريكا نتيجة تزايد الأعمال الإرهابية وانتشار الخطاب السياسي المعادي للمهاجرين والمسلمين.