تبدو اليوم فكرة الفصل بين الجنسين كفكرة قديمه عفا عليها الزمن. ولكن بالنسبة لوسائل المواصلات تبدو الفكرة مقبولة نظرا لما تتعرض له السيدات من مضايقات يومية تشعر بها الطالبات والموظفات أكثر من غيرهن. قبل ظهور عربة السيدات في مترو الأنفاق كانت هناك أتوبيسات خاصة للسيدات. ولاقت تلك الفكرة ترحيبا كبيرا رغم الشكوي من قلة عدد تلك الأتوبيسات. واليوم عادت أصوات كثيرة تطالب بعودة أتوبيسات السيدات أسوة بالمترو. قمنا بأستطلاع رأي كثير من طالبات الجامعة والموظفات ووجدنا أن الغالبية العظمي منهن تميل إلي عودة أتوبيس السيدات. تقول فاطمه أحمد، موظفه، أنه عندما كانت هناك أتوبيسات خاصة للسيدات كنا مطمئنين من عدم وجود مضايقات أما الآن فكثيرا ما نتعرض لمضايقات من الشباب غير الملتزم أخلاقيا. أما رنا محمد، طالبه بجامعة القاهرة، فتقول أنها تخشي من ركوب الأتوبيسات بسبب التحرضات التي تتعرض لها وقليلا ما تجد الفتيات من يجيرهن فضلا عن الزحام الخانق داخل الأتوبيس، بل تنتقد أيضا أداء السائقين الذين يقفون للركاب رغم إمتلاء الأتوبيس عن آخره. وتري سماح محمود، طالبه بجامعة القاهرة، أنها تجد نفسها مضطرة إلي ركوب الأتوبيسات لأنها لا تستطيع الإعتماد علي التاكسي بسبب إرتفاع أجرته التي لا تتناسب مع دخول الغالبية الساحقة من الطالبات. وتسجل سماح إعتراضها علي إلغاء الأتوبيسات الخاصة بالسيدات, أما ساميه أحمد، موظفه فتقول "نحن معتادين علي تلك القرارات التي لا معني لها من قبل الحكومة، فيوم يتم تخصيص أتوبيس للسيدات ويوم أخر يتم إلغاء هذا الأتوبيس ولا يضع أحدا في إعتباره النساء اللاتي تتم المتاجرة بمصالحهن". أما "عليه إبراهيم" فتقول أنه في البداية كان هناك أتوبيس خاص للسيدات ولهذا كان بإمكانها الجلوس في أي مكان بالأتوبيس حتي ولو كان هذا المكان هو أرضيته في حالة عدم وجود مقعد فارغ أنا اليوم فلا تستطيع القيام بذلك نظرا لأن الأتوبيس صار مختلطا. وتقول "زينب علي" وهي سيدة مسنة أن الأمر لا يهم كثيرا بالنسبة لها سواء كان الأتوبيس مختلطا أو خاصا بالسيدات نظرا لكونها سيدة مسنة ولن يجرؤ أحدا علي مضايقتها. أما المشكلة فهي خاصة بالفتيات اللاتي تتعرضن للكثير من المضايقات ولإن كان بعض الرجال يتركون مقاعدهم للنساء والفتيات الواقفات. وتختم كلامها بالقول أن تلك المصاعب التي تعاني منها السيدات اليوم سببها القررات غير المفهومة التي يتخذها البعض دون حساب لعواقبها.