استغل سكان مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا الهدوء النسبي الناجم عن هدنة في القتال بين القوات الكردية وقوات النظام السوري للفرار من المدينة إلى مناطق أكثر أمنا، بعد تكثف القتال قبلها بيوم حيث قصفت طائرات النظام الحربية مواقع يسيطر عليها الأكراد بالمدينة لأول مرة، وفق نشطاء وآخرين. وقال مسؤول كردي إنه بعدها بقليل اندلعت الاشتباكات مجددا. وربما يضيف القتال بين القوات الكردية وقوات النظام السوري بعدا جديدا للحرب الدامية بالبلاد، التي دخلت عامها السادس، من خلال احتمال فتح جبهة جديدة في سوريا. وشهدت المنطقة المحيطة بالحسكة معارك بين الجانبين في السابق، إلا أن عنف هذا الأسبوع يعد من بين الأسوأ منذ سيطر المقاتلون الأكراد على مناطق شاسعة ذات غالبية كردية في شمال سوريا في 2012. القوة الكردية الرئيسية المعروفة باسم وحدات حماية الشعب كانت الاقوى تأثيرا في القتال ضد الدولة الإسلامية. والأسبوع الماضي استولت قوات سوريا الديمقراطية، وهو تحالف تقوده وحدات حماية الشعب، معقلا سابقا للتنظيم المتطرف، هو مدينة منبج في شمال البلاد، تحت غطاء غارات جوية شنها التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان من بريطانيا إن القتال بدأ الأربعاء. وحتى الآن قتل 16 شخصا، بينهم ست نساء وأطفال، من الجانب الكردي. كما قتل خمسة مسلحين موالين للحكومة من قوات الدفاع الوطني، وفق المرصد. وفي وقت لاحق من الجمعة قال المسؤول بقوات الدفاع السورية ناصر حاج منصور للأسوشيتد برس إن القتال اندلع مجددا ولايزال دائرا في عدد من أحياء المدينة. واستولى مقاتلو وحدات حماية الشعب على عدة مناطق، من بينها مستودعات القمح وكلية الاقتصاد، بحسب منصور، الذي أضاف أن القوات الكردية تتقدم في حيي غويران والنشوة. وقال حاج منصور "إننا نحارب مرتزقة" في إشارة للمسلحين الموالين للحكومة ويقاتلون إلى جانب قوات بشار الأسد. كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سافر إلى تركيا في وقت سابق هذا الشهر لإجراء محادثات مع مسؤولين أتراك. وزار وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو طهران أمس الخميس. وتعهدت البلدان بمزيد من التعاون لحل الأزمة السورية، رغم أن كلا منهما تدعم أحد أطراف الصراع، فإيران حليف قوي للأسد وأنقرة تدعم المتمردين السوريين خصوم الأسد. بيد أن تركيا وإيران لديهما جاليات كردية ضخمة وكلاهما ينتابهما القلق إزاء سيطرة أكراد سوريا على مساحات أكبر على الحدود مع تركيا. انقرة تعتبر وحدات حماية الشعب الكردي منظمة ارهابية بسبب ارتباطها بحزب العمال الكردستاني(بي.كيه.كيه.). قال جوان محمد، وهو مسؤول كردي سابق لدى السلطة المحلية في شمالي سوريا، إن قتالا عنيفا وقع ليلا بين المقاتلين الأكراد والقوات الحكومية. وشجع الهدوء النسبي الذي ساد اليوم الجمعة عشرات الأشخاص إلى الفرار إلى مدن القامشلي وعامودا القريبتين. وقال جوان محمد من القامشلي إن مكبرات الصوت في المساجد نقلت دعوات للمدنيين العالقين في مناطق القتال للخروج من المدينة. كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن السكان يفرون من المدينة، وأن الاشتباكات اشتعلت مجددا بعد الظهيرة. ونقلت محطة "الميادين" التلفزيونية التي تتخذ من بيروت مقرا، عن مسؤول عسكري سوري قوله إن الاشتباكات تجددت بعدما هاجم مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردي مواقع عسكرية في المدينة اليوم الجمعة. وأدان المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردي ريدور خليل الغارات الجوية التي شنتها القوات الحكومية امس الخميس على الحسكة ووصفها بأنها "انتحار" مضيفا أن قوات الأسد ستتحمل مسؤولية تلك " الهجمات الوحشية الوضحة ضد شعبنا".